نحن نعرف مشاكلنا ونجيد التشخيص ولا نجيد العلاج، ولا نعرف من أين نبدأ، فى قضية القطارات والسكك الحديد، ندور ونرجع لنفس النقطة. نكتشف وجود مشكلة كلما وقع حادث قطارات تصادم او خروج عن الخط، حيث يتجدد الحديث عن غياب الصيانة ونقص قطع الغيار والإمكانات، لكن دائما ما يعود الحديث عن تراجع مستوى العنصر البشرى، غياب الرقابة والمتابعة والجودة والصيانة، يعنى مشكلة الإدارة.
وبعد حادث تصادم قطارى الإسكندرية الأخير تجدد الحديث عن الاستعانة بخبراء أجانب سواء شركة استشارية أو إدارة أجنبية، وقال وزير النقل هشام عرفات أمام اجتماع لجنة النقل بمجلس النواب، إنه تمت الموافقة على دخول شركات أجنبية كبيرة لتطوير ورش السكة الحديد، وأن يكون الحساب بالإنتاجية، قبل ذلك كان الحديث عن الاستعانة بأجانب يواجه بالهجوم.
وزير النقل السابق الدكتور سعد الجيوشى أعلن عن اتجاه للاستعانة بشركات بريطانية لإدارة السكك الحديدية، أو لإعادة هيكلة المرفق، لكن دعوة الوزير السابق قوبلت بالهجوم وتوقف الحديث عن الاستعانة بالأجانب. وغادر الوزير منصبه، وبقيت القضية معلقة حتى عادت للسطح فى أعقاب تصادم قطارى الإسكندرية.
الحديث عن الاستعانة بالأجانب لا يتوقف، ودائما ما يقارن البعض بين الإدارة الفرنسية لمترو الأنفاق ومستوى الضبط والنظام والحسم، وبين الوضع بعد رحيل الفرنسيين، بالرغم من أن المصريين هم الذين يقومون بباقى الأدوار من صيانة إلى إدارة فعلية وتعامل مع الجمهور، الفرق فقط فى وضع منظومة للصيانة والمحاسبة وباقى العناصر بشكل يجعلها أكثر نجاحا.
فيما يتعلق بإدارة السكة الحديد قال أحمد إبراهيم، المتحدث السابق باسم وزارة النقل: «مش عيب نعترف إننا فشلة فى إدارة مرفق السكة الحديد ونحتاج لإدارة أجنبية». وأضاف عندما كنت فى الوزارة مع الدكتور سعد الجيوشى، وضعنا رؤية لتطوير السكة الحديد، وزار الوزير وقتها بريطانيا لإقناعهم بتطوير السكة الحديد، وأصدر قرارات وزارية بالاستعانة بشركات أجنبية للإدارة».
لأحظ أن مصر كانت ثانى دولة بعد بريطانيا تمتلك خط سكك حديدية، وبريطانيا لديها خبرات فى إدارة وتطوير السكك الحديدية، مع العلم أن البريطانيين لا يجدون مشكلة فى الاستعانة بشركات المانية ومنها «سيمنز» لتطوير الضبط الإلكترونى.
لكن تظل فكرة الاستعانة بالخواجات، تثير حساسيات، ويراها البعض مجرد «عقدة خواجة»، مع العلم أن هناك شركات كبرى خاصة وعامة تستعين بإدارات أجنبية لبعض الوقت، أو لوضع خطط تطوير وهيكلة. ويرد البعض على المعترضين بالإشارة إلى أننا نستعين بحكام أجانب لإدارة مباريات الأهلى والزمالك، ونستعين بمدربين أجانب، وطالما هناك نوع من الخبرة ليس متوفرا، فلا مانع من الاستعانة بمن يعطينا الخبرات.
وفى ذلك يقول متحدث النقل السابق: «هناك منظومات فى مصر تديرها شركات أجنبية مثل الفنادق وشركات الطيران، والشركة الأجنبية تيجى تعلمنا وتمشى وبعدها نتولى نحن الإدارة». وهو رأى ما يزال يثير جدلا بين من يرون الخواجة قادرا على إنقاذ القطارات، ومن يرى أن الأمر بحاجة لما هو أكثر من الخواجة؟.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة