أكرم القصاص

القطارات والصيانة وسر الخواجة وعصاه السحرية!

الجمعة، 18 أغسطس 2017 08:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يعنى هم الأجانب هيعملوا إيه للسكة الحديد هيمنعوا الحوادث؟ سؤال مطروح مع إعادة الحديث عن الاستعانة بالأجانب فى إدارة السكة الحديد. بعد تكرار الحوادث، واستمرار التراجع فى مستوى الخدمة والانتظام، المسؤولون الجدد والقدامى يتحدثون عن نقص الإمكانات، والتمويل، والقضية ليست فقط إمكانيات، بل نظام إدارة مستمر يحافظ على ما يتم إنفاقه من خلال التجديد والصيانة واستخدام التكنولوجيا بدلا من الاعتماد على عناصر تكرر الأخطاء. الصيانة دورها أهم من شراء الجديد، مشكلة الصيانة فى مصر غائبة عموما، وفى كل حادث نسمع عن نقص قطع غيار، وأن الورش لا تعمل بكامل طاقتها، تتحرك الحكومة لتعلن تخصيص عدة مليارات للسكة الحديد. ومع الوقت يتم انفاق الأموال بالطريقة القديمة، وعندما يقع حادث نكتشف أن ما تم إنفاقه فى السابق راح على الأرض لأن العربات والجرارات التى تم شراؤها، أصبحت قديمة ومتهالكة، والأقدم خرج من الخدمة، والسر فى الصيانة، وهى الفرق بين المحلى والأجنبى.
 
طالما لا توجد صيانة لا يمكن التعويل على الجديد، وهنا تبرز أسئلة عن دور الشركات الأجنبية مع إشارة للمنظومة الحالية لدينا، والتهاون فى المحاسبة والمتابعة والصيانة، وتكدس مرفق السكة الحديد بالعمالة الزائدة من دون دور محدد يقوم به يوميا، مع ملاحظة أن القطارات مثل كل المرافق تعانى من البطالة المقنعة، وسيادة الأعمال المكتبية والإدارية على المهن الفنية.
 
معروف أن هيئة السكة الحديد لديها معهد وردان للتدريب وتخريج فنيين للهيئة، لكن المعهد مثل غيره أصابه التأخر والترهل ولم يعد قادرا على تخريج ما يكفى من فنيين، يمكنهم تلبية الحاجة للصيانة.
 
أى حد يسافر للخارج ويتابع نظام الإدارة يمكن أن يكتشف السر، الأجانب لا يختلفون عنا فى شىء، لكنهم يعملون بنظام وانتظام كل عامل وفنى وإدارى يعرف دوره جيدا، ويقوم به طوال فترة الدوام، هناك توقيتات للصيانة، وتناغم واتصال بين الإدارات المختلفة بشكل واضح، المشكلة لدينا ربما لا تكون فى الفنيين والعمال، وإنما فى الرأس الذى يدير كل هذا، وهو ما ينقصنا بالفعل، ويعرف كل تفاصيل وإمكانيات الهيئة وكيفية توظيفها، نحن لدينا حالة كأنها عمل، لكنه تفتقد للمنظومة، تضييع وقت وإهداره فى مظاهر.
 
وعندما نشير إلى تجربة الإدارة الفرنسية فى مترو الأنفاق، كان الأمر أكثر انتظاما، واختلف بعد رحيل الفرنسيين.. ونحن فى مصر أصبح لدينا خبرة كبيرة الآن فى حفر الأنفاق وإنشاء المحطات، حتى لو كانت إدارة المشروع أجنبية، ومن يعمل ويدير هم المصريون، وهنا الحلقة المفقودة التى نحتاج للتوصل إليها بما يجعلنا قادرين على فهم المشكلة ونقاط الضعف التى تحتاج إلى تقوية.
 
هناك خطوات بالحكومة لتغيير نظام الإدارة عموما، وتجديد دماء الصفوف الأولى والثانية بقيادات تدير بالطريقة الحديثة، وتتخلص من أمراض تعشش فى نظامنا الإدارى. وتتسبب فى تضييع أى إمكانات أو أموال تصرف، الأزمة كلها فى الصيانة والإدارة وهو الفرق بين الأجنبى والمحلى، الصيانة ومنظومة الإدارة، وهى أمور يمكن أن نتعلمها من أنفسنا أو من الخارج.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة