واقعة إلقاء القبض على عبد الرحمن عز أحد مؤيدى جماعة الإخوان، فى برلين ثم الإفراج عنه لثبوت اعتماد لجوءه السياسى فى بريطانيا، تفتح وابل من التساؤلات حول العلاقة بين الإخوان ولندن، ولماذا تمنح هذه الدولة لجماعة الإخوان كل هذه المزايا المتمثلة فى منح الجنسية واعتماد اللجوء السياسى، فضلًا عن السماح لعناصر الإخوان بالاستثمار والتحرك بأريحية داخل لندن.
قيادات الإخوان، تستغل الحالة الفوضوية التى تسمح بها بريطانيا فى الحصول على جنسيتها كى تضمن لها حماية للتواجد فى لندن، بل والسفر إلى مختلف دول أوروبا، فعدد كبير من القيادات التى تعيش فى إنجلترا حصلت على الجنسية البريطانية، فى الوقت الذى تستثمر فيه بريطانيا رؤوس أموال الجماعة لصالح اقتصادها، والتى قدرها سعد الدين إبراهيم أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية بحوالى 10 مليارات دولار.
ومن أهم قيادات الإخوان التى حصلت على الجنسية البريطانية، وتدير أعمال الجماعة خلال الفترة الحالية، إبراهيم منير أمين التنظيم الدولى للجماعة والذى يمكث فى لندن منذ 30 عامًا، حيث يسيطر أمين التنظيم الدولى للإخوان على معظم شركات الجماعة فى بريطانيا، وكذلك يدير معظم الجمعيات الإسلامية التابعة للتنظيم الدولى فى لندن.
كما تحمل مها عزام، رئيسة ما يسمى "المجلس الثورى الإخوانى"، الجنسية البريطانية وتعمل أستاذة بأحد معاهد الدراسات فى لندن، حيث تضمن لها الجنسية حرية التحرك بين البلدان الأوروبية.
أنس التكريتى، القيادى الإخوانى أيضًا يعد أحد كبار رجال الأعمال الإخوان العرب فى لندن، ويحمل الجنسية البريطانية، وهو مؤسس قرطبة الحقوقية التى تقوم بعمل ندوات ومؤتمرات لصالح الجماعة.
عبد الله الحداد، المسئول عن النشاط الإعلامى للإخوان فى لندن، أحد من يحملون الجنسية البريطانية أيضًا، حيث تضمن له حرية التحرك فى الدول الآوروبية.
محمد رمضان، حفيد حسن البنا أيضًا يحمل الجنسية البريطانية، وكان أحد مستشارى رئيس الوزراء السابق ديفيد كاميرون، حيث عاش حفيد مؤسس الإخوان منذ عقود فى بريطانيا.
عدد كبير من قيادات الإخوان حصلوا على الإقامة فى بريطانيا لتضمن حمايتهم بعد عزل محمد مرسى من بينهم محمد سودان، المتحدث باسم لجنة العلاقات الخارجية بحزب الحرية والعدالة المنحل، الذى حصل على إقامة فى بريطانيا تضمن له البقاء فى لندن، وممارسة نشاطه المتعلق بالإخوان.
وحول أسباب لجوء الإخوان إلى الحصول على الجنسية البريطانية، قال هشام النجار، الباحث الإسلامى، إن تلك الخبرة أخذوها عن القيادات الجهادية المجنسة فالعديد منهم يحتمى بالجنسية البريطانية ليقوم بعمليات إرهابية بمختلف أشكالها بداية من التحريض وإصدار البيانات والرسائل المشفرة والمقالات التى تؤصل للنهج التكفيرى، ومرورًا بالقيام بمهام الدعم المادى والبشرى للجماعات الارهابية بالمنطقة، وعلى رأسها داعش والقاعدة.
وأضاف أن هناك أسماء تعد من أخطر العناصر الارهابية التى تتولى مهام التنسيق والدعم المادى للتنظيمات الإرهابية، وتوفر لها الجنسية البريطانية التحرك بكل حرية للقيام بهذا الدور.
وعن المزايا التى تحصل عليها بريطانيا جراء إعطاء الإخوان الجنسية، قال النجار، إنها استراتيجية عتيقة تعوضها عن التدخل المباشر فى شئون الدول، بالتحايل عبر إقامة علاقات واحتواء التيارات الراديكالية لتحقيق مصالحها، فيما لا تزال بريطانيا تنظر إلى بعض دول المنطقة كمجال حيوى لها ينبغى عليها تأمين نفوذ دائم بها، ولو عبر وسائط تحمل الفكر التكفيرى والمتطرف، علاوة على أن علاقة بريطانيا بالإخوان قديمة وتحمل أبعاد ستراتيجية، لأنها تحصلت منها على طول المسيرة بينهما على فوائد كبيرة عبر توجيه الجماعة عن بعد للقيام بمهام فى الداخل المصري تصب فى صالح إدامة نفوذ الغرب وبريطانيا على وجه الخصوص بعد مغادرة القوات الإنجليزية الساحة المصرية.
ومن جانبه، قال أحمد العنانى، عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، إن "بريطانيا ملاذ لجماعة الإخوان وحليف استراتيجى لهم لاتقل من وجة نظرى عن قطر وتركيا، فأصبحت ملاذ آمن لهم حتى يستطيعوا تنفيذ مخططهم ضد الدولة المصرية".
وأضاف أن هدف الإخوان من الحصول على الجنسية البريطانية هو الاحتماء لتجنب الملاحقة، لأن بريطانيا لن تسلم قيادات الجماعة لاقتناعها بأيدلوجيتهم وراديكاليتهم بحجة حمايتهم مع العلم، أن بريطانيا تعى خطورة الإخوان، ولكن السياسة التى انتهجتها الفترة الأخيرة سياسة خاطئة وداعمة للمتطرفين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة