عقدت قيادة تيار الإصلاح الديمقراطى فى حركة فتح سلسلة اجتماعات ومشاورات خلال الأيام الماضية، لبحث مجمل التطورات المحلية والإقليمية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية وما يحيط بها من تطورات وأزمات ومخاطر داخلية وخارجية.
وتوقفت قيادة التيار الإصلاحى – بحسب بيان صحفى - بكل الإجلال والإكبار أمام روح التحدى والإصرار الذى واجه به أهل القدس المخططات الإسرائيلية الهادفة إلى فرض واقع جديد على الأهل والمقدسات، مؤكدة على أن المواجهات المشرفة التى خاضتها جماهير القدس الأبية قد أسقطت مخططات الاحتلال الإسرائيلى الراهنة، وحملت رسائل صريحة وواضحة بأن المخاطر المحيطة بالقدس لازالت قائمة ومتنامية، مما يستوجب تكاتف كل القوى الفلسطينية والعربية والإسلامية والدولية حماية للمقدسات ودفاعا عن القدس، معاهدين شعب فلسطين أن نظل قوة فاعلة فى بؤرة الصراع دفاعا عن فلسطينية وعروبة القدس مهما كلف الأمر.
كما بحثت قيادة التيار بعمق الأوضاع الداخلية الفلسطينية فى ظل استمرار الانقسام الوطنى وما يقدمه من خدمات مجانية فى خدمة مخططات الاحتلال الإسرائيلى، وما يسببه من ضعف وهوان للقضية الفلسطينية الوطنية العادلة، مؤكدة حرصها وتمسكها بثوابت الإجماع الوطنى الفلسطينى وإدانة الخروج عنه.
وشددت قيادة التيار الإصلاحى على رفض وإدانة ومقاومة مخططات تعميق الانقسام عبر الدعوات المشبوهة لعقد دورة غير شرعية للمجلس الوطنى الفلسطينى أو ما يسمى دورة ( بمن حضر)، مؤكدة على أن الشعب الفلسطينى بحاجة لعقد دورة عادية ومكتملة الأركان السياسية والقانونية، موضحة أن الحضور للمجلس الوطنى الفلسطينى تسبقه مشاورات وحوارات وطنية معمقة لتحديد مفاصل الصراع وصولا إلى رؤية وطنية واضحة يجمع عليها الشعب الفلسطينى بكل قواه وشخصياته ومؤسساته.
وأكد التيار الإصلاحى، على أن ما بدأه من تفاهمات أولية مع قيادة حركة حماس فى قطاع غزة من أجل الشعب الفلسطينى هو نموذجا يمكن البناء عليه وطنيا أن صدقت النوايا لدى أطراف الانقسام و"خاصة لدى قيادة الأمر الواقع فى منظمة التحرير الفلسطينية، بدلا من الهروب إلى أوهام التجديد الزائف للشرعيات بأغراض وأهداف شخصية بحتة، ولتمرير صفقات سياسية مشبوهة".
وأدان التيار الإصلاحى العملية الإجرامية التى وقعت قبل أيام جنوب مدينة رفح، واستهدفت مجموعة فلسطينية على خط الحدود مع مصر، داعية لتكاتف كافة فصائل وتيارات وقوى الشعب الفلسطينى للعمل معا من أجل بلورة موقف وطنى شامل، وتضافر كل الجهود لمواجهة ومكافحة هذه الظاهرة الإجرامية الخطيرة بكل الوسائل المتاحة أمنيا وفكريا ومجتمعيا قبل فوات الأوان.
وحول ما تردد من تحرك أمريكى جديد لاستكشاف المواقف العربية والفلسطينية حول صيغ حلول ثنائية أو إقليمية، رحب التيار الإصلاحى بأى جهد يسعى لتحقيق السلام العادل والقائم على أساس حل الدولتين وبما يؤدى إلى قيام دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وإيجاد حل عادل لكل قضايا الصراع، مضيفا "على الإدارة الأمريكية أن تعلم بأننا شعب تواق للعدل والسلام ولسنا نحن من يعطل السلام أو يحتل أراضى الغير".
وشددت قيادة التيار الإصلاحى، على أنه لا أحد يملك حقا أو تفويضا شرعيا لتقديم أى التزامات فلسطينية فى ظل انعدام شرعيات المؤسسات والقيادات الفلسطينية، مشيرًا إلى أنه فى غياب مؤسسات وهياكل منتخبة ديمقراطيا يصبح أى التزام والعدم سواء.
وأكد التيار على تعويله على عملية السلام قوميا وسياسيا واقتصاديا وامنيا، رافضا مساعى ما يسمى الحل الإقليمى أو التطبيع المسبق لأنه لا حل ولا سلام قبل قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة