طفل بـ 100 راجل.. "محمود" يعمل بالأجرة على تروسيكل أيس كريم ليعول والدته

"بلدنا فيها شغل لكن للى عايز يشتغل".. تلك كانت كلمات محمود الطفل الصغير الذى لم يتجاوز عمره 10 سنوات ويقف منذ الصباح الباكر على تروسيكل يصنع فيه الايس كريم ويبيعه للمواطنين، ويعود فى نهاية اليوم يحمل بين يديه بعض أكياس الفاكهة والطعام لوالدته التى تنتظره.

يحمل محمود كل يوم ملابسه داخل حقيبة سوداء بعد أن يتناول وجبة الإفطار ويذهب إلى عمله فى العطلات الرسمية، وخاصة إجازة الصيف فهى فرصة محمود للعمل اليومى.

على كورنيش النيل وبجوار مسجد سيدى أحمد الفولى يقف تروسيكل لا يتحرك ويوجد بداخله طفل يدعى محمود سيد يبلغ من العمر 10 سنوات، بالصف الرابع الابتدائى يعمل باليومية لكى يستطيع الإنفاق على والدته.

يقول محمود اضطرتنى الظروف أن أعمل وأنا بالصف الأول الابتدائى داخل المحاجر لاننى من قرية تقع شرق النيل بالقرب من المحاجر، وذلك للإنفاق على والدتى وشقيقتى الكبرى ورغم المعاناة التى وجدتها فى الحصول على فرصة عمل داخل أحد المحاجر إلا أن أحد أقاربى توسط لى فكنت أعمل فى "تقليب الأحجار" وأتحصل على أجر يومى 70 جنيها لكن كنت أرى كل يوم حوادث بشعة جعلتنى أفكر فى ترك العمل ولكن كان من الواجب أن أجد فرصة أخرى وبسبب صغر السن كانت رحلة البحث عن فرصة عمل تعطينى أجرا قليلا لكن أكثر أمانا وجدت صعوبة فى بداية الأمر ولكن من أجل أن أبحث عن اللقمة الحلال ربنا وفقنى فى فرصة العمل على تروسيكل الأيس كريم .

وأضاف محمود أنا العائل الوحيد للأسرة، فعندما تقدم أحد الأشخاص لخطبة شقيقتى قررت تجهيزها فكنت أقوم بادخار جزء كبير من اليومية وكل فترة اشترى لها بعض احتياجاتها حتى تمكنت من تجهيزها وتم زواجها والآن أعيش أنا ووالدتى فقط.

وأشار محمود إلى أن التعليم والدراسة شىء أساسى ولن انقطع عنه فأنا أعمل طوال إجازة الصيف وفى أيام الدراسة أتفرغ للمذاكرة والتحصيل ولا أخذ دروسا خصوصية لتوفير النفقات، وأنا الآن بالصف الرابع الابتدائى وأحلم أن أتخرج من الجامعة وأجد فرصة عمل حقيقية بالشهادة التى سأحصل عليها.

واستكمل محمود قائلا أعمل على سيارة الآيس كريم رغم أن الأجرة أقل من أجرة المحاجر  لأنها أكثر أمان، ولفت إلى أن صاحب السيارة يعطيه يوميا 30 جنيها وخلال فترة العمل تعلمت الصنعة وأصبحت أجيد عمل الآيس كريم، وأصبح لى زبائن كثيرة يأتون إلي مخصوص ليأكلوا الأيس كريم، وأجد تشجيعا كبيرا من الناس.

وأضاف محمود أن يوم الجمعة هو أكثر الأيام مبيعا نظرا لإقبال المواطنين وزحفهم كل يوم جمعة إلى مسجد الفولى لذا يعد موسم البيع عندى.

وأوضح محمود، أمنيتى أن أصبح صاحب تروسيكل أيس كريم أعمل عليه لحين الانتهاء من التعليم ،وحتى أتمكن من شراء منزل لنا فنحن نعيش بمنزل جدى وليس لنا منزل خاص بنا، وكل يوم أدعو الله أن يرزقنى من أجل ذلك، فوالدتى مانعت عملى فى البداية خوفا على لكن إحساسى بالمسئولية جعلنى لا أمتثل لطلب والدتى وأعمل لأثبت لها أننى رجل وأستطيع تحمل المسئولية.

الطفل محمود سيد أثناء العمل

سيارة الأيس كريم من الخارج

محمود يعبئ الأيس كريم

صورة شخضية لمحمود