ماجدة إبراهيم

قلوب المصريين تتوقف فى أروقة المعهد القومى للقلب بإمبابة

السبت، 19 أغسطس 2017 10:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ أن وعيت على الدنيا وأنا لا أعرف مستشفى لعلاج قلوب المصريين سوى المعهد القومى بإمبابة.. وعندما قلبت فى أوراقه وتاريخه المتميز وجدته قد أنشئ عام 64، لكن العمل بدأ فيه فى عام 1966، وكان الدكتور حسونة سبع أول رئيس له.. بدأ بـ75 سريرا والآن تعدى الـ300 سرير.. وآلاف العمليات من القلب المفتوح وقساطر القلب بأنواعها.
 
معهد القلب القومى كان ولا يزال صرحا طبيا كبيرا الجزء الأكبر فيه بالمجان تماما، ويمتلك من الخبرات الطبية والأجهزة وغرف العمليات المجهزة وغرف الرعاية المركزة على أعلى مستوى.. هذا ليس إعلانا عن هذا الصرح الطبى بقدر ما هو صرخة لمئات الآلاف من المرضى المنتظرين فى قوائم لا تنتهى، وطابور طويل من الذين مازالوا يحملون الأمل فى الشفاء.
 
فى آخر زيارة للسيد الدكتور أحمد عماد وزير الصحة للمعهد فى 24 إبريل 2016 صرح بأن المعهد قد اشترى بما قيمته 2,7 مليار دولار مستلزمات طبية وأجهزة طبية وهذا المخزون يكفى لعامين على الأقل.
 
والغريب أنه منذ عدة أيام كلمتنى إحدى صديقاتى لتحكى لى قصة أحد المرضى المحتاجين الذين ينتظرون كل يوم ليأتى عليهم الدور فى عمل قسطرة القلب.. وفى كل يوم يقال له بكرة.. الأسبوع المقبل، وهكذا.
 
فقمت باعتبارى صحفية لأستكشف الأمر، فإذا بى أعرف أن المعهد الكبير الذى لا تزال مخازنه عمرانة بالمستلزمات الطبية التى تحتاجها عمليات القسطرة وجراحات القلب المفتوح.. خاوية من كل شىء.. وكل الوعود التى يطلقها العاملون فى المعهد بدءا من مدير المعهد إلى الممرضات والأطباء وعود بآليه وكاذبة. وهم يعرفون جيدا أن أى تأخير فى إجراء قسطرة أو جراحة للمريض المنتظر ربما تكون فيها نهايته. أنا لا أحمل لا مدير المعهد ولا العاملين بالمعهد خلو المخازن، لكننى أحملهم كذب الوعود وعدم قول الحقيقة.. والاكتفاء بما تنزله السماء من تبرعات أو إعانات.
 
الدولة مسؤولة بدءا من وزير الصحة وحتى رئيس الوزراء لتوفير كل ما يلزم لهذا الصرح الطبى الكبير الذى يخدم المصريين من شرقها إلى غربها ومن جنوبها إلى شمالها.. فاليوم الواحد من توقف العمليات وقسطرة القلب يؤثر تأثيرا سلبيا على المرضى بالدرجة الأولى وأهاليهم الذين يفترشون طرقات المعهد أملا فى نجاة مريضهم.
 
ويؤثر على مصداقيته أطباء المعهد وممرضيه.. ويحملهم عبئا نفسيا مضاعفا.
معهد القلب فى حاجة إلى تدخل فورى سريع من كل أجهزة الدولة، فكما أن القلب هو شريان الحياة للأنسان فمعهد القلب هو شريان الحياة لمرضى القلب فى مصر.
 
المعهد القومى للقلب لا يملك من الأموال والاتصالات لعمل حملة مثلما يفعل الدكتور المحترم مجدى يعقوب.. لكنه فى حاجة لجهد كبير لكى يستطيع أن يقوم بعمله فى استقبال مئات الحالات يوميا.
 
اليوم تمر أكثر من خمسة عشرة يوم من توقف لكل جراحات القلب المفتوح وقسطرة القلب فمتى سيستعيد شريان المعهد دمائه.. وتنطلق مرة أخرى تتدفق فى شرايين وقلوب المصريين؟
أرجو ألا ننتظر طويلا.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة