دندراوى الهوارى

نعيش زمن «الأقزام» وتنظيم «التفاهة» وتشويه «القامات» والتحرش بالشهرة!

السبت، 19 أغسطس 2017 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حوادث الإرهاب التى اجتاحت كل أوروبا، من تفجيرات وإطلاق نار وعمليات دهس وطعن، سواء فى بروكسل أو باريس ولندن وبرلين وبرشلونة، ومع ذلك لم نسمع مواطنا واحدا من مواطنى هذه العواصم خرج ليشتم فى بلده، ونظامها وحكومتها، ولم نسمع عن حالات الفرح والتشفى، وظهور خبراء «المفهومية» للثرثرة فى كل شىء من أمثال ممدوح حمزة، وسلسلة حملة الدكتوراه، ودواسات تويتر، وأدعياء الثورية والوطنية، وأصحاب النضال المزيف وتنظيم جمع المغانم.
 
لم نجد أشد المعارضين ضراوة فى فرنسا أو بريطانيا أو بلجيكا أو أسبانيا، يخرجون خناجرهم ليغرسوها فى ظهور النظام، لاستثمار وتوظيف الحوادث الإرهابية لمصالحهم الشخصية، ولم نجد أدعياء الوطنية والحرية، يخرجون على الناس بأنهم يمتلكون الحقوق الحصرية فى «المفهومية»، يهاجمون حكومات بلادهم، ويتهمونها بالتقصير، ويطالبون بمحاكمة الشرطة والجيش وكل من له علاقة بدوائر صنع القرار، وإنما ظهر العكس، حيث تقدمت المعارضة الصفوف، والتفت حول راية بلادها، ووضعت يدها فى يد الحكومة لمجابهة المخاطر، فى إعلاء لشأن المصلحة العامة فوق المصالح الشخصية الضيقة.
 
بينما فى مصر يختلف الأمر، تجد الإجماع الشعبى ملتفا حول راية بلاده، مساندا وداعما لمؤسسات وطنه، وفى القلب منها الجيش والشرطة، بينما تنظيم الشامتين، ومالكى الحقوق الحصرية «للمفهومية»، يخرجون مستعرين على مواقع التواصل الاجتماعى، ليتشفوا فى نظام الحكم، ويفرحون فى شهداء الوطن، ويتاجرون بآلام البلاد فى سوق النخاسة السياسى، مروجين الشائعات والأكاذيب لتشويه الحقائق.
 
هؤلاء أخرجوا أسوأ ما فى المصريين من فوضى، ونشروا ثقافة قلة الأدب، ولم يعد هناك توقير واحترام للكبير أو الصغير، واعتبروا المنظومة الأخلاقية الحاكمة للعلاقة بين المصريين بعضهم البعض منذ بداية العصور التاريخية، بمثابة وبال، و«دقة قديمة»، دون الوضع فى الاعتبار أن أعظم الحضارات قامت على أكتاف العادات والتقاليد، والمنظومة الأخلاقية.
 
ثقافة التفاهة والتسفيه، والسطحية فى الأفكار والطرح، اتسقت مع الخطاب المتعجرف والمتعالى والبعيد عن الكياسة والاحترام الذى دشنه نحانيح ثورة 25 يناير التى سلمت البلاد لجماعة الإخوان الإرهابية، فأصبح الضحك والنكات على إهانة الغير أمرا عاديا، والتريقة على أصحاب المواقف المعارضة لأدعياء الثورية ونشطاء السبوبة، طريقا سريعا لحصد الشهرة والمجد فى العالم الافتراضى «فيس بوك» و«تويتر».
 
هؤلاء المصابون بمرضى «التثوراللاإرادى»، دفعوا المصريين إلى الكفر بثورة يناير، واعتبروا شعارها «عيش.. حرية.. وكرامة إنسانية» الوجه الآخر لبرنامج النهضة الإخوانى، عبارة عن طائر خرافى، لا وجود له إلا فى الأساطير فقط، فالثورة لم تحقق إلا الجوع، وإهدار الكرامة، وتدشين الديكتاتورية، وتشكيل ما يسمى اتحاد ملاك الثورة، وكتائب نشر اليأس والإحباط الذين أوقفوا عجلة الزمن عند تاريخ 25 يناير 2011ـ، يرفضون ما قبله، ولا يعترفون بما بعده، وكأن تاريخ مصر المتجذر فى عمق التاريخ ما يقرب من 6 آلاف عام، ليس لها أى قيمة، أو وزن، وأن 25 يناير 2011، هو تاريخ قائم بذاته، ولا يهمهم أن يضيع البلد فى سبيل أن تبقى «25 يناير» حتى ولو كان على أطلال الخراب.
 
وأصبح الالتفاف حول التفاهة والسخرية من الشرفاء الوطنيين والداعمين للدولة، وإلصاق الأباطيل بهم، وتحقيرهم بين أبناء مجتمعهم، سلعة رائجة، ونجحوا فى ذلك بقوة، حيث انسحب الشرفاء من أصحاب الكفاءات فى كل المجالات من قبول أى منصب رسمى، والابتعاد كليا عن العمل العام، ما أثر بالسلب على الأداء فى كل المؤسسات.
ورغم أن الشعب المصرى قد عرى حقيقة ومواقف هؤلاء المسخفين وأعضاء تنظيم تعظيم التفاهة والمالكين للحقوق الحصرية للمفهومية، إلا أن هؤلاء مستمرون بكل قوة فى تأدية دورهم، بل وزادوا من «الطين بلة»، عندما ارتموا من جديد فى أحضان الجماعات الإرهابية والمتطرفة، وظهروا فى منابرهم التى تعمل ليل نهار لإسقاط البلاد فى وحل الفوضى، خاصة قنوات الجزيرة ومكملين والشرق.
 
وجدنا دواسة تويتر، يعرض نفسه وبطريقة رخيصة «رخص التراب»، ليعمل خائنا متطوعا لصالح قطر، ويعطى وعودا أنه قادر من خلال «باسورد» أكاونت على تويتر أن يساعد الدوحة على تنفيذ مخططات إثارة الفوضى فى مصر وإعادة جماعة الإخوان الإرهابية إلى صدارة المشهد السياسى من جديد، وإعادة مصر للمربع رقم صفر إبان إندلاع ثورة الخراب والدمار 25 يناير.
 
وإلتحق فى ركابه بعض الذين يحملون درجة الدكتوراه المتحرشين بالشهرة من خلال ارتكاب كل الموبقات الوطنية والأخلاقية، لدفع السلطات المعنية للقبض عليهم وإيداعهم السجون، وذلك لاستثمارها والاتجار بها فى سوق النخاسة السياسية، وهى أولى خطوات عودة تسليط الأضواء عليهم من جديد، إلا أن السلطات، تدرك هذه الخطة، فتركتهم، مطبقة القول المآثور «الكلاب تعوى والقافلة تسير».
ولك الله يا مصر..!!









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة