فى استغلال جديد للرئيس التركى رجب طيب أردوغان لأمير قطر تميم بن حمد بن خليفة عقب موقف الرباعى العربى الداعى لمواجهة الإرهاب الممول من الدوحة، وقعت قطر وتركيا على اتفاق لتعزيز التعاون في قطاعى الزراعة والثروة الحيوانية، يروج من خلاله الرئيس التركى رءوس ماشيته بعوائد ضخمة من الحكومة القطرية.
ولم يمر سوى بضعة أسابيع من تصدير "أردوغان" للبن الحمير لقطر، حتى يبدأ فى تصدير المواشى مثل البقر والجاموس والماعز لقطر، بواقع 2 مليون رأس ماشية وذلك قبل عيد الأضحى المبارك.
ووفقًا لمذكرة التفاهم، التي نشرتها الجريدة الرسمية التركية أمس، سيشمل التعاون كذلك بالإضافة إلى تصدير هذه المواشى تبادل الخبرات التقنية ونتائج الأبحاث العلمية في هذين القطاعين.
ومن جانبها، علقت مصادر بالمعارضة التركية على الصفقة بالقول إنها تعد ابتزازا واضحا من قبل الرئيس التركى رجب طيب أردوغان لـ" تميم"، لكونها من أكبر الصفقات التى يبرمها أردوغان فى قطاع الثروة الحيوانية.
وأوضحت المعارضة فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أنه عقب استغلال تركيا لتميم من الناحية العسكرية بإرسال قوات إلى الدوحة وإنشاء قاعدة عسكرية نظير القيام بعمليات غسيل أموال لأردوغان، تم إبرام الصفقة التى يبلغ ثمنها 4 مليارات دولار لإنعاش الاقتصاد التركى وإرضاء الأتراك عقب تحريك أسعار البنزين الذى أقرته الحكومة التركية أول أمس.
ويأتى هذا الاتفاق بعدما كشفت مواقع عربية وخليجية النقاب عن تصدير تركيا لألبان الحمير لقطر، لتعويض نقص الحليب فى الإمارة الخليجية، بعد المقاطعة العربية ضدها.
وبثت قناة "الجزيرة" القطرية تقريرًا تلفزيونيًا عن أن تركيا تصدر لقطر لبن الحمير من مزارعها الخاصة، وفى الفيديو الذى عرضته كتب على أحد الكرتونات للتصدير لقطر.
وتسبب هذا التقرير فى إحراج بالغ لقناة الجزيرة القطرية التي سارعت عبر مواقع التواصل الاجتماعية لتدعيم موقفها بفيديوهات تبرز الفائدة العلمية لهذا المنتج الذى أعلنت عنه العديد من الشركات التركية، وأبرزت فوائده للمواطنين الأتراك وغيرهم.
وقد أثار التقرير سخرية مواطني دول الخليج العربية على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" بعشرات التعليقات الساخرة والمتهكمة من تقرير القناة الفاضح، حيث إنه وعند عرض فيديو المنتج ظهر كرتون وكتب عليه للتصدير لدولة قطر.
ويبلغ سعر اللتر الواحد من حليب الحمير 80 ليرة تركية، أى ما يعادل 27 دولارا أمريكيا، كما تنتج أنثى الحمارة ما يعادل لترين من الحليب يوميًا.
ويأتى هذا التعاون التركى – القطرى بعدما قطعت المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين ومصر، منذ ما يقرب من 9 أسابيع، العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع قطر إثر اتهامها بالإرهاب.
كما أغلقت الدول الخليجية المنافذ البحرية والجوية والبرية أمام حركة المرور القطرية، وتعاملت قطر مع ذلك عبر اللجوء إلى تركيا وإيران لاستيراد احتياجاتها من الموارد الغذائية، التي كانت تعتمد في السابق على استيراد أغلبها من السعودية والإمارات.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد صرح في وقت سابق بأن العقوبات التي فرضت على قطر ليست صائبة، مؤكدًا أن الحوار المتبادل هو الطريق الأمثل لحل الأزمة بين الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة