مخاوف كبيرة بدأت تخرج من خلف الأبواب المغلقة إلى دوائر صنع القرار فى طهران، عبر عنها الإعلام الإيرانى مؤخرا، فى ضوء زيارة الزعيم الدينى الشيعى العراقى وزعيم التيار الصدرى مقتدى الصدر، للعاصمة السعودية الرياض.
فى هذا الإطار، زعمت صحیفة "كيهان" المتشددة، أن لقاء زعيم أكبر تيار شيعى فى مناطق العراق الجنوبية وصاحب النفوذ الواسع فى مدينة النجف ذات القيمة الروحية الكبيرة، بولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان، تشير إلى محاولات السعودية لخلق فجوة بين شيعة العراق، على حد زعمها.
وادعت الصحيفة، التى يرأسها المتشدد حسين شريعتمدارى، نائب المرشد الأعلى للشؤون الصحفية، أن المملكة ناقشت بشكل صريح خلال اللقاءات المختلفة التى جمعتها بالمسؤولين العراقيين، ومنهم وزير الخارجية إبراهيم الجعفرى، وعمار الحكيم الرئيس السابق للمجلس الأعلى الإسلامى العراقى، ومقتدى الصدر، مشاركة المملكة الاقتصادية فى حل مشكلات العراق شريطة فصله عن إيران لقبولها فى محيطه العربى.
وفى سياق متصل، قالت صحيفة همدلى الإيرانية، إن مقتدى الصدر اتخذ مواقف متناقضة بعد سقوط الرئيس الراحل صدام حسين، لكن إيران بشكل عام اهتمت بالطائفة الشيعية، وقالت إن لقاء "الصدر" وولى عهد المملكة العربية السعودية يكشف عن "رغبة الصدر فى تقليل المسافات مع السعودية والابتعاد عن إيران"، بحسب آراء محللين إيرانيين.
من جانبها، نشرت وكالة تسنيم المقربة من الحرس الثورى الإيرانى، مقالا للكاتب حسن رستمى، تساءل فيه عن خلفية الزيارة، متابعا: "هناك زيارات أخرى متوقعة لشخصيات عراقية بينها رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوى، وعمار الحكيم الذى غادر مؤخرا المجلس الأعلى الإسلامى العراقى ليؤسس حزبا جديدا".
وأضاف "رستمى" فى مقاله، أن البعض انتقدوا الزيارة بسبب استمرار العمليات العسكرية السعودية باليمن، ووجود مواجهات فى المناطق ذات الغالبية الشيعية شرقى السعودية، فى حين أيدها كثيرون باعتبارها عاملا مساعدا لحل المشكلات بين السعودية وإيران، مستطردا: "النظام السعودى يسعى لتوظيف هذه الزيارة لخلق خلافات بين التيارات السياسية العراقية وإبعادها عن إيران، ومواجهة النفوذ الإيرانى فى العراق".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة