وائل السمرى

المتوحد مع عوده

الأربعاء، 02 أغسطس 2017 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بينه وآلة العود صلة ووصال، خلق لها وخلقت له، يعرف أنها منبت الأصالة وأساس التجديد، منها انطلقت صيحات سيد درويش، ومنها انهالت علينا نغمات محمد القصبجى، ومنها أقلعت آهات زكريا أحمد، ومنها انهمرت عبقرية محمد عبد الوهاب، وسبحت أوراد «السنباطى» على موجات السلم الموسيقى، وانبعثت تقاسيم فريد الأطرش لتهب السامعين شجنا وحياة، وحينما تراه ممسكا بتلك الآلة تشعر أن كل هؤلاء العظماء يتقافزون داخله، ولا ترى سوى صورته هو، وهو العالم بكل نغمة يطلقها، فلا تهرب منها واحدة ولا تسجن أخرى.
 
يعشق «حازم شاهين» آلة العود بشكل استثنائى، لذلك تهبه الآلة ما لم تهبه لأحد غيره، يعشق خشبها فيردد الخشب نغماته بحب وإلهام، يعشق الأوتار فتستجيب لأرق ضرباته بشجن وابتهاج، يعشق الريشة فتراها طيعة فى يده صاغرة لتنقلاته المباغتة، يمسك برقبة العود وكأنها قطعة من يده، يتأرجح عليها كيف يشاء، يصعد يهبط يشرِّق يغرِّب، هى لها ومنه، وهى له ومنه أيضا.
 
هو مشروع موسيقى متكامل، يحب الغناء ويحترفه أحيانا، لكن مجده الحقيقى فى التأليف الموسيقى فى الألحان غير المعتادة، فى الحرف الموسيقى الحر الذى يطوعه كيفما يشاء، لكن عبقريته لا تقف عند حد العزف أو التأليف، لكنها تتجلى أيضا فى التعليم، فمن تحت يديه خرج غالبية عازفى العود المهرة الآن، وقت أن كان يدرس فى بيت العود، محدثا بهم طفرة حقيقية فى رواج آلة العود وانتشارها، وحتى بعد أن ترك «بيت العود» ظل على عادته المحببة فى التدريس فانضم إلى معهد الموسيقى العربية ليدرس فيه آلة العود أيضا بمركز تنمية المواهب الذى احتفل مؤخرا بتخريج دفعة يافعة من عازفى العود أبهرت جميع من حضروا حفل التخرج.
 
إلى جانب هذا الاهتمام الموسيقى التعليمى المتنامى من جانب «شاهين» يحافظ باستمرار على اكتشاف أسرار آلة العود قديما وحديثا، وله فى هذا العديد من الإسهامات المتحققة التى لا يبخل بها على الجميع سواء كانوا صناع الآلة، أو الباحثين فى تاريخها، ليسهم بهذا الشغف الكبير فى تطوير إمكانيات الآلة واكتشاف أسراره وتعميق أثرها ووجودها فى الحركة الموسيقية، أقول هذا الآن لنعرف حينما نرى فى الأيام المقبلة طفرة حقيقية فى هذه الآلة من هو راعيها الذى يهرب دائما من التباهى والتبجح.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة