لا تزال الأزمة الروسية تهيمن على أروقة السياسة الأمريكية لاسيما بعد تقارير تفيد بإملاء الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب بيانا "مضللا" أصدره ابنه بشأن لقاءه مع محامية روسية، الأمر الذى يزيد من صعوبة مهمة مدير الإف بى أى الجديد كريستوفر راى، الذى يحل محل المدير السابق جيمس كومى بعد 3 أشهر من إقالته من قبل ترامب.
وكان مجلس الشيوخ الأمريكى قد أقر، الثلاثاء، بأغلبية ساحقة تعيين كريستوفر راي كمدير جديد لمكتب التحقيقات الفدرالى "أف بى آى"، بعد ثلاثة أشهر من خلو المنصب.
وسيتولى راي، الذى جرى تأكيد تعيينه بواقع 92 صوتا مقابل خمسة أصوات، إدارة أكبر وكالة لإنفاذ القانون في البلاد في خضم تحقيق اتحادي فى مزاعم تواطؤ بين حملة ترامب الرئاسية وروسيا.
وحصد راى دعما واسعا من الحزبين الجمهوري والديمقراطي بعد أن قال أمام أعضاء مجلس الشيوخ إنه يفضل الاستقالة على أن ينحنى أمام التدخلات السياسية.
واعتبرت وسائل الإعلام الأمريكية أن تعيين راى يتزامن مع مرحلة صعبة يمر بها مكتب التحقيقات الفيدرالي.
وأدت إقالة كومي إلى إثارة اتهامات بأن ترامب يحاول إعاقة تحقيق حول روابط بين مساعديه وروسيا خلال الانتخابات الرئاسية العام الماضي، مما أدى إلى تعيين المدعي العام الخاص روبرت مولر كمستشار خاص لرئاسة التحقيق.
وقالت السيناتور إيمى كلوباتشر، الديمقراطية من مينسوتا خلال مناقشة الشيوخ "هذا وقت صعب لأخذ هذه الوظيفة الصعبة".
وأضافت "أن مدير مكتب التحقيقات الفدرالي السابق، كما نعرف، قد أقيل بسبب التحقيق الروسي. وأقيل كذلك النائب العام السابق، وكان لدينا عدد كبير من عمليات الفصل فى جميع أنحاء الحكومة خلال الأشهر القليلة الماضية ".
وكان ترامب قد أثار جدلا واسعا هز أرجاء واشنطن فى مايو الماضى عندما أقال كومى فى خضم فترة ولايته التى امتدت 10 سنوات حيث كان مكتب التحقيقات الفدرالي يحقق في دور روسيا في الانتخابات وارتباطه المحتمل بمسئولى حملة ترامب.
وتعتقد وكالات استخبارات أمريكية أن روسيا تدخلت سرا من أجل دعم موقف الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب خلال السباق الرئاسى.
وأعربت وكالات استخبارات فى الولايات المتحدة لديها "ثقة كبيرة"، فى تورط روسيا فى عمليات قرصنة إلكترونية.
وخلص تقييم لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سى أى إيه" إلى نتائج مشابهة، لكن تصر إدارة ترامب على رفض هذه الاتهامات التى طالت يوما بعد يوم أفراد عائلة ترامب، مثل صهره جاريد كوشنر، وابنه إريك ترامب الذى التقى محامية روسية على علاقة بالكرملين قالت إن لديها معلومات قد تضر بحملة هيلارى كلينتون، فيما نفى مسئولون روس صحة تلك الاتهامات المتعلقة بالقرصنة.
من هو كريستوفر راى
كريستوفر راى الذى اختاره الرئيس دونالد ترامب، لتولى منصب مدير مكتب التحقيقات الفدرالى (FBI)، محام فى مكتب "كينج أند سبولدنج" ومسئول أمريكى سابق فى وزارة العدل.
وشغل راى (50 عاما) منصب مساعد وزير العدل ما بين عامى 2003 و2005 خلال فترة رئاسة الرئيس جورج بوش الابن، وكان مكلفا بالقسم الجنائى فى الوزارة حيث عمل بشكل وثيق مع مكتب التحقيقات الفدرالي.
وخلال عمله فى الوزارة، ساعد راى فى معالجة فضائح احتيال الشركات وكان عضوا فى فريق مكافحة احتيال الشركات وأشرف على تحقيقات كبيرة تتعلق بالنصب والاحتيال من بينها قضية متعلقة بشركة "إنرون" العملاقة للطاقة.
وأثناء عمله فى "كينج أند سبولدنج" ترأس راي، الذى تخرج من كلية القانون فى جامعة ييل الشهيرة عام 1992، وحدة تمثل الكيانات والأفراد فى القضايا الجنائية وتلك المتعلقة بتطبيق الأنظمة من الموظفين، وحل الخصومات المدنية وإجراء التحقيقات الداخلية فى الشركات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة