تسببت أزمة ارتفاع الأعلاف وتكاليف الأمصال اللازمة لتحصين الماشية إلى ارتفاع أسعار الأضاحى هذا العام بمحافظة الغربية، مقارنة بالعام الماضى، وأضيف إلى ذلك؛ عزوف كبار التجار عن تربية المواشى، علاوة على حالة الركود التى أصابت أسواق اللحوم جميعها صب فى كفة تضاعف الأسعار.
وفى هذا السياق، قال صبرى رمضان، جزار، أن أسعار الأضاحى هذا العام تضاعف سعرها مقارنة بالعام الماضى، مؤكدًا أن سعر اللحوم بصفة عامة مرتبط بسعر الأعلاف، وهو ما أدى إلى أن كيلو لحم الخروف قائم وصل سعره إلى 50 جنيهًا، لافتًا أن وزن الخروف يتراوح بين 50 إلى 60 كيلو جراما، وصل سعره إلى 3000 جنيه، والعجل القائم يتراوح وزنه ما بين 400 إلى 420 كيلو جرام بسعر الكيلو من 50 إلى 55 بسعر إجمالى يصل إلى 22 ألف جنيه، بزيادة بلغت الضعف عن العام الماضى.
وأضاف أحمد جبر جزار، أن سعر لحم البقرى القائم وصل إلى 60 جنيها، ولحم الجاموس 52 جنيها، ولحم الخروف يتراوح من 65 إلى 70 جنيها، والجديان من 70 إلى 80 جنيهًا، أما كيلو اللحوم المعروضة بالمحل، يتراوح سعرها من 140 إلى 150جنيها؛ مؤكدًا أن التفاوت فى أسعار الأضاحى هذا العام كبيرًا، حيث كان سعر كيلو لحم البقرى، 37 جنيها بزيادة 23 جنيها، وأن سعر الخروف وصل إلى 6 آلاف جنيه بزيادة ألفى جنيه عن العام الماضى، ووصلت الزيادة فى سعر "العجل" إلى 12 ألف جنيه.
وفى نفس السياق أكد محمد درويش، جزار، أن الاختلاف فى أسعار الأضاحى هذا العام، وصل إلى الضعف، مؤكدًا أن سعر كيلو اللحم قائم بالنسبة للخروف 60 جنيهًا، ليتجاوز 3 آلاف جنيه حسب الوزن، واتفق مع سابقيه فى أسعار اللحوم البقرى والجاموسى.
ولفت جزار آخر إلى أن الزيادة فى سعر الخروف هذا العام وصلت إلى 2000 جنيه، إضافة إلى سعر "العجل" الذى أضيف إلى سعره حوالى 3 آلاف جنيه مقارنة بالموسم الماضى.
واتفق الجزارون ومربو المواشى على أن سبب الأزمة قلة الأمصال وارتفاع تكاليف تحصين الماشية، إضافة إلى سعر الأعلاف الذى يتضاعف كل فترة، وعدم ثبات الأسعار.
أسواق المواشى ومعاناة التجار
وتعد أسواق المواشى بجميع أنحاء المحافظة، عقبة أمام الجهات التنفيذية؛ نظرًا لوقوعها داخل الكتلة السكنية، والمخصص لكل مركز من المراكز يومًا من أيام الأسبوع، وأهم الأسواق: سوق القرشية يوم السبت، والجعفرية الأحد، وذلك بمركز السنطة؛ والمحلة الثلاثاء، وكفر الزيات الأربعاء وقطور الجمعة.
ويأتى سوق قطور من أكبر الأسواق على مستوى محافظات الدلتا، فى مقدمة تلك الأسواق، حيث قل عدد المربين الذين يتوافدون على السوق خلال الفترة الأخيرة، بعد أن هجروا تربية المواشى؛ نظرًا لارتفاع تكلفتها، والخسائر التى تلحق بهم نتيجة لعدم توافر الأمصال لتحصين الحيوانات، إضافة إلى ارتفاع سعر الأعلاف.
ويؤكد طارق أبو الوفا، تاجر مواشى، أن متوسط عدد رؤوس الماشية لديه خلال الآونة الأخيرة تراوح بين 30 و35 رأسًا، بعد أن كانت لا تقل عن 50 و60 رأس فى العامين الماضيين، مضيفًا أن التحصينات أبرز المشكلات التى تواجهه فى تلك المهنة بعد اشتعال أسعار الأعلاف، إضافة إلى أن التردد على الأسواق أصبح لا يؤتى ثماره، موضحًا أن عملية بيع وشراء المواشى لم تعد كما كانت من قبل، ولا يعود على معظم المربين سوى خسارة تكاليف نقل الماشية إلى الأسواق، التى يبدأ عملها فى الساعات الأولى من الصباح وتنتهى بعد الظهر، بعد أن كانت تمتد إلى بعد الخامسة مساء.
الأجهزة المعنية وأزمة أسواق الماشية
فى يناير الماضى أصدر اللواء أحمد ضيف صقر، محافظ الغربية، تعليماته للجنة العليا المشكّلة من كل الجهات المعنية والمختصة بمعاينة قطع الأراضى المملوكة للمواطنين، والمخصصة لإقامة أسواق للماشية عليها؛ بضرورة توضيح جميع الاشتراطات اللازمة لإقامة أسواق للماشى، وسرعة إصدار التراخيص للمستوفين لشروط الترخيص تيسيرًا على المواطنين.
وفى مارس وافق اللواء المحافظ، بصفته رئيس اللجنة العليا لأسواق الماشية بالإقليم، على مخاطبة وزارة الزراعة وموافاتها بالمستندات الخاصة لإقامة سوق الماشية، من سوقين معروضين للمحافظة، إحداهما بقرية نفيا وسوق آخر بمحيط منشأة جنزور والقريتين بمركز طنطا.
ودرس مسئولو المحافظة خطة إقامة السوقين وتحديد أفضلهما، وفقا للاشتراطات المعمول بها، حتى يتسنى الموافقة على إقامة إحداهما، إلا أنه لم يتم التنفيذ حتى الآن، رغم العديد من طلبات المواطنين المقدمة للجنة بغرض دراسة إقامة أسواق للماشية بمراكز المحافظة، إلا أن دورها ينحصر فى إعداد التقارير، وإرسال المستندات لوزارة الزراعة.
ومؤخرًا أكد اللواء أحمد ضيف صقر، محافظ الغربية، أنه تم الموافقة على إقامة أسواق للماشية طبقا لأسبقية التقديم بعد استيفاء كافة الشروط المعلنة لإقامة أسواق الماشية.
كما أكد المحافظ خلال اجتماع اللجنة العليا لأسواق الماشية، بحضور المهندس فتحى عبد الغنى السكرتير العام المساعد، ووكيل وزارة الزراعة، ووكيل وزارة الطب البيطرى، على ضرورة التأكد من تطابق كافة الاشتراطات الفنية التى وضعتها الهيئة العامة للخدمات البيطرية وأنه لا استثناء لأى شرط، ومازال المعنيين فى انتظار تنفيذ الإجراءات.
الطب البيطرى
من جانبه أكد الدكتور حاتم كمال أنور، مدير مديرية الطب البيطرى بالغربية، أنه تشكلت عدة لجان لمتابعة الكشف على الحيوانات بأنحاء مراكز المحافظة، لافتًا إلى توافر التحصينات اللازمة، وتوقيع الكشف الدورى بمعرفة المختصين بكل مركز.
وأضاف وكيل الوزارة أن مجازر المحافظة استعدت لاستقبال أضاحى العيد، موضحًا أن ذلك دون مقابل مادى، أور رسوم، وأن أصدر تعليمات واضحة لمسئولى العمل بالمجازر، بضرورة تقديم تلك الخدمة حفاظًا على سلامة وصحة المواطنين، عن طريق الكشف على الحيوانات قبل ذبحها والتأكد من عدم إصابتها بأمراض معدية، إضافة إلى الحفاظ على البيئة، وضمان النظافة العامة بالشوارع.
وأضاف "أنور" أن العمل قائم خلال المناسبات والأيام العادية، من خلال تواصل بين غرفة طوارئ المديرية وغرف طوارئ المحافظة والخط الساخن لاستقبال أى شكوى من المواطنين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة