"شاهرودى" يقترب من خلافة خامنئى.. مرشد إيرانى يحكم قبضته على مفاصل الدولة بتعيينه فى"مصلحة النظام".. مراقبون: خامنئى ينتصر للتيار المحافظ المشتت ويعزز سلطته بعد هزائم متكررة.. ويخشى صراعا يفتك بالنظام بعد وفاته

الأحد، 20 أغسطس 2017 03:00 ص
"شاهرودى" يقترب من خلافة خامنئى.. مرشد إيرانى يحكم قبضته على مفاصل الدولة بتعيينه فى"مصلحة النظام".. مراقبون: خامنئى ينتصر للتيار المحافظ المشتت ويعزز سلطته بعد هزائم متكررة.. ويخشى صراعا يفتك بالنظام بعد وفاته خامنئى - الخمينى- شاهرودى
كتبت - إسراء أحمد فؤاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

سلط قرار تعيين المرشد الأعلى الإيرانى آية الله على خامنئى، المرجع الدينى آية الله محمود هاشمى شاهرودى المنتمى للتيار المحافظ، رئيسا جديدا لمجمع تشخيص مصلحة النظام فى إيران بمدة 5 سنوات، ذلك المقعد الذى ظل شاغرا لأشهر بعد رحيل زعيم الاعتدال والرئيس السابق للمجمع هاشمى رفسنجانى، سلط الضوء على "خليفة الولى الفقه" القضية المثارة والتى أصبحت تناقش بشكل علنى السنوات الأخيرة، خاصة أن شاهرودى ضمن الأسماء المطروحة بقوة خلال السنوات الماضية لخلافة خامنئى.

 

اكتسبت قضية خلافة خامنئى زخما كبيرا فى الاعلام عقب الساعات الأولى من قرار تعيين شاهرودى، خاصة وأنه من حين لأخر تخرج شائعات حول تدهور صحة المرشد الأعلى، التى خضع لعملية جراحة استئصال سرطان البروستاتا عام 2014، ويرى المراقبون أن إيران قد تكون مقبلة السنوات القادمة على ازاحة الستار عن الوريث الجديد لمنصب الولى الفقيه، أو بالأحر أن رجل هذا المنصب بدأ يقترب بالفعل ويخرج إلى الأضواء.

 

شاهرودى
شاهرودى

 

 

دلالات اختيار شاهرودى "رجل المرشد"

ومن هنا يحمل تعيين شاهرودى فى مجمع  له دوراً أساسيا في رسم السياسة الإيرانية العديد من الدلالات فى الداخل الإيرانى، يأتى فى مقدمتها تعزيز سلطة التيار المحافظ، بعد الهزائم التى مُنى بها خلال السنوات الأخيرة، حيث انهزم أمام التيار الاصلاحى فى الانتخابات الرئاسية لدورتين متتاليتين 2013 و 2017، مرورا بانتخابات تشريعية ومجلس خبراء القيادة فى يناير 2016 واكتسحت فيها كوادر التيار الإصلاحى والمعتدل مقاعد العاصمة طهران، وأقصت الوجوه المحافظة ورجلى الدين المتشددين محمد تقى مصباح يزدى، وآية الله محمد يزدى. إذا فهو يسعى للانتصار لهذا التيار.

 

 

خامنئى وشاهرودى
خامنئى وشاهرودى

 

ومن بين الدلالات الأخرى للقرار، فبالنظر إلى تمتع الرجل بعلاقة جيدة مع خامنئى، وقربه الشديد منه، فضلا عن أنه يحظى بتأييد مؤسسات صنع القرار على رأسها الحرس الثورى، يمكن الجزم بأن تعيين المحافظ شاهرودى يقربه من خلافة خامنئى، وأن القرار بمثابة اختيار المرشد لوريثه. لأسباب منها درء الصراع المحتمل بعد وفاته، بعد أن أكدت تقارير داخل إيران أنه حال وفاة المرشد قد ينشأ صراع كبير بين تيارات وأجنحة السلطة ومراكز صنع القرار التى يسيطر عليها المتشددون، بشكل قد يعجل بنهاية النظام، لذا يسعى المرشد إلى اختيار وريثه وهو على قيد الحياة، ليقلل من فرص نشوء صراع وتصدع فى هيكل النظام، بالإضافة إلى أن الدوائر الضيقة المحيطة بخامنئى بدأت تؤكد أن على أن "شاهرودى" هو خيار خامنئى الأمثل والشخصية الأبرز التى ستخلفه.

 

وبخلاف خلافته للمرشد، فان صعود هذا الرجل لمنصب رئيس تشخيص مصلحة النظام، سيمنح لخامنئى فرصة احكام قبضته على مفاصل الدولة، حيث أن من بين مهام هذا المجمع هى أنه "حالة موت المرشد، أو عجزه عن القيام بمهامه بقرار من مجلس الخبراء، يختار المجمع عضوا من مجلس القيادة يتولى مهام المرشد حتى انتخاب مرشد جديد".

 

وبالنظر إلى القرار الذى تضمن أيضاً تعيين المرشح الخاسر فى الانتخابات الرئاسية السابقة المتشدد إبراهيم رئيسي، والجنرال ومحمد باقر قاليباف، القيادى السابق فى الحرس الثورى عضوين في المجمع، والابقاء على الجنرال محسن رضائى، القائد السابق أيضا للحرس الثوري، بمنصب الأمین العام للمجلس، لفترة 5 سنوات أخرى، وعليه فان وجود مثل هذه الشخصيات المتشددة المقربة من المرشد ستكون أدواته السنوات المقبلة داخل المجمع.

 

أما شاهردوى الذى تجمعه علاقة جيدة بخامنئى، حرص عقب الساعات الأولى على القرار، على توجيه رسالة عبر فيها عن شكره وامتنانه لحسن ظن القيادة الرشيدة حياله وتنصيبه فى منصب رئاسة مجمع تشخيص مصلحة النظام، وقال إن الثورة الإسلامية التى غرست شجرتها الطيبة فى أرض إيران الشامخة من قبل الإمام الراحل، باتت تؤتى أكلها اليوم كل حين بفضل القيادة الحكيمة لقائد الثورة الإسلامية والشعب الإيرانى الملتزم"، وهو ما يشير إلى أن هناك تناغما وتوافقا تاما بين الرجلين.

شاهرودى يخلف خامنئى
شاهرودى يخلف خامنئى

 

 

وجاء قرار خلافة شاهرودى لرفسنجانى متأخر، أى بعد حوالى 8 أشهر من وفاة الأخير، حيث مرت إيران بانتخابات رئاسية، كان ينتظر خامنئى لما ستؤول إليه الانتخابات التى دعم فيها المرشح المتشدد "رئيسى" أمام روحانى، كما أن السبب الأخر الذى جعل المرشد يتمهل فى اختيار خليفه لرفسنجانى، هو أنه أصبح غير متعجل، فمع وفاة رفسنجانى زالت مخاوف المرشد والتيار المحافظ المتشدد من تطبيق فكرة تبناها رفسنجانى، وهى تشكيل "مجلس قيادة من قبل رجال الدين" بعد وفاة خامنئى بدلا من اختيار مرشد أخر وانحصار كافة الصلاحيات التى يمنحها المنصب فى شخص واحد، والتى طرحها زعيم التيار المعتدل السنوات الأخيرة قبل وفاته فى إحدى مقابلاته الصحفية، وقوبلت بهجوم شديد، ومع غياب صاحب الطرح فلم يعد هناك سببا يقلق هذا التيار، وأصبح المرشد الأعلى يحكم سيطرته على هذه المؤسسات بلا منازع.

 

من هو شاهرودى؟

المرجع الشيعى آية الله محمود هاشمى شاهرودى، هو من مواليد مدينة النجف العراقية سبتمبر عام 1948، وهو عراقى الأصل وشغل مناصب رفيعة منها رئاسة السلطة القضائية في إيران لدورتين (1999-2009)، ورئاسة الهيئة العليا لحل الخلاف وتنظيم العلاقات بين السلطات الثلاث، وتم تعيينه عضوًا في مجمع تشخيص مصلحة النظام ومجلس صيانة الدستور من قبل خامنئي في وقت سابق، ويعتبر المرشح الأوفر حظا للفوز بمنصب الولي الفقيه، إلا أن بعض التيارات والمراجع في إيران تعارض قضية تسلمه منصب المرشد بسبب جنسيته العراقية.

 

ما هى مهام مجلس تشخيص مصلحة النظام؟

مجمع تشخيص مصلحة النظام هو هيئة استشارية أنشئت استجابة لتوجيهات مرشد الثورة الخميني في 6 فبراير1988، ليكون له كلمة الفصل فى أى خلاف ينشأ بين البرلمان ومجلس صيانة الدستور، ومن هنا تكون مهام المجمع الأساسية هى. أولا: أن يكون حكما بين البرلمان ومجلس صيانة الدستور في حال نشوب أزمة بينهما، وتصبح قراراته بشأن خصومة الهيئتين نافذة بعد مصادقة المرشد عليها. ثانيا: أن يقدم إلى المرشد الأعلى النصح عندما تستعصى على الحل مشكلة ما تتعلق بسياسات الدولة العامة. ثالثا: أن يختار في حالة موت المرشد، أو عجزه عن القيام بمهامه بقرار من مجلس الخبراء، عضوا من مجلس القيادة يتولى مهام المرشد حتى انتخاب مرشد جديد.

 

ويضم 44 عضوا، ويعين المرشد أعضاء المجمع الدائمين والمتغيرين ما عدا رؤساء السلطات الثلاث فإنهم ينضمون إليه بشكل آلى بعد التعديل الجديد الخاص بقانون المجمع، ومدة المجمع 5 سنوات.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة