دعت صحيفة ذا هيل الأمريكية، الإدارة الأمريكية إلى استغلال قاعدتها العسكرية فى منطقة العديد لإرغام قطر على قبول مطالب دول الرباعى العربى المناهض للإرهاب، بشكل غير مباشر.
وقالت الصحيفة، فى تقرير على موقعها الإلكترونى، إنه عندما وقع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب وحلفائه فى الشرق الأوسط إستراتيجية لمكافحة الإرهاب، خلال القمة الأمريكية الإسلامية فى الرياض، مايو الماضى، جاء قطر كإحدى المخاوف الرئيسية التى تم تحديدها خلال اللقاء.
وأشارت الصحيفة، الى أن قطر توفر ملاذا وتمويل لجماعة الإخوان والقاعدة وحماس، والميليشيات الإيرانية فى سوريا وليبيا، كما أن قطر هى موطن قناة الجزيرة الناطقة بلسان الإخوان، كصوت للتطرف، مما يغذى تجنيد الإرهابيين وجمع التبرعات، وفى العراق، كما يقول خبير الشرق الأوسط مايكل روبين، تعاونت الجزيرة مع الإرهابيين لإيقاع الجنود الأمريكيين، ثم صورت الجنود المشهوهين والمقتلوين بالعبوات الناسفة.
لكن من جانب آخر توفر قطر للولايات المتحدة قاعدة جوية هامة فى منطقة العُديد، ويرى المؤيدون هذه الصفقة كنوع من موائمات السياسة الواقعية التى لا يمكن تجنبها. وتضيف بما أن إيران هى الداعم الرئيسى للإرهاب فى العالم، فإننا لا نستطيع الانخراط فى مؤاءمات بعد، ولا يمكن للتحالف العربى المناهض للإرهاب أن يكون فعالا إذا كان بعض أعضائه يدعمون إيران والإرهاب، فى إشارة إلى قطر.
وقالت الصحيفة : "لحسن الحظ، يبدو أن الإدارة الأمريكية تفهم أن الإرهاب أداة تستخدمها الدول الراعية له لنشر أيديولوجيتها وقوتها. كما تعمل الإدارة انطلاقا من الافتراض بأن لا مظالم يمكن أن تبرر الهجمات الإرهابية، وتؤمن بضرورة وجود تحالف قوى لمواجهة إيران بل وشركاؤها المتحالفين فى سوريا وروسيا".
ولفتت ذا هيل، إلى أن التهديد الإيرانى أصبح أكثر تطورا، حيث تستهدف القدرة المتزايدة للصواريخ الباليستية فى ايران، المراكز الرئيسية للقوة فى الشرق الاوسط، وقد استهدف المتمردون الحوثيون اليمنيون الرياض والقواعد الجوية السعودية الرئيسية ومرافق النفط، بالصواريخ الإيرانية الموردة لهم.
وأوضحت الصحيفة، أن مطالب الرباعى العربى، مصر والسعودية والإمارات والبحرين، التى رفضتها قطر والتى تضمنت إنهاء علاقتها بالجماعات الإرهابية وإغلاق قناة الجزيرة وقطع علاقتها مع إيران، وهى المطالب التى رفضتها الدوحة، مشيرة إلى أنه على الرغم من أن قطر وعدت وزير الخارجية الأمريكى تيلرسون بجهود لإيقاف تمويل الإرهابيين، إلا أن هذا لا يكفى.
وترى الصحيفة أن هناك طريقة ما للمضى قدما نحو تحقيق أهداف الرباعى العربى، إذ يمكن للولايات المتحدة أن تبلغ القطريين بإبقاءها على قاعدتها العسكرية فى العديد مقابل التوصل إلى إتفاق. فيمكن للدوحة أن توافق على اقتراحات واشنطن التى تتبنى، بشكل غير مباشر، شروط الرباعى العربى، وفى نفس الوقت تعمل على وقف المقاطعة المفروضة منذ 5 يونيو الماضى.
وانتهت الصحيفة أن بهذه الطريقة يمكن أن تصبح قطر حليفا حقيقيا للولايات المتحدة، مع البقاء على قاعدة العديد وإغلاق الجزيرة التى تمثل "صوت الإرهاب" الذى لا بديل عن وقفه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة