للأسف انتهت أمس الأول فترة عرض معرض «كنوز متاحفنا»، الذى أقامه مجمع الفنون بـ«قصر عائشة فهمى» بعد حوالى ثلاثة أشهر حقق المعرض خلالها نسبة كبيرة من المشاهدة والمتابعة، وقد ضم هذا العرض الضخم مجموعة مختارة من أهم المقتنيات، التى تمتلكها مصر بمتاحفها المختلفة لنخبة من كبار الفنانين العالميين والمصريين تم اختيارها من أحد عشر متحفا مصريا، ولأول مرة ربما منذ عشرات السنين استطاع المهتمون بالفن العالمى أن يروا أعمالا لبول جوجان، رينوار، وكلود مونيه، ورودان وتولوز لوتريك بجوار الكثير من الفنانين المصريين أصحاب الصيت والشهرة العالميين، أمثال محمود مختار ومحمود سعيد وسيف وادهم وانلى ومحمد ناجى انجى أفلاطون، ومارجريت نخلة، وغيرهم كثير، وقد كان من المبهج أن نقرأ تصريحات الفنان إيهاب اللبان، مدير مجمع الفنون والمنسق العام للمعرض، بـأن هذا المعرض الكبير استقطب عددا ضخما من جمهور الفن والثقافة، حيث زار المعرض منذ افتتاحه قرابة ثمانية آلاف زائر من كل شرائح المجتمع، بالإضافة إلى العديد من الجمعيات والمؤسسات والشخصيات العامة، وهو ما يؤكد أن جمهور الفن فى مصر فى تنام واضح، وأن هذا العدد «الضخم» محليا والضئيل إذا ما قارناها بمثيله فى المتاحف الأوروبية قابل للزيادة بشكل كبير إذا ما حافظنا على نفس المستوى من الأفكار البراقة والعرض المحترف.
بمثل هذا الحدث تتعافى ثقافة مصر، التى شربت عشرات العصافير بحجر واحد، فمن ناحية استطاعت مصر أن تنظم حدثا عالمى النكهة بإمكانيات محدودة، كما أخرجت من كهفك النسيان كنوز متاحفها التى تمتلكها بالفعل، لكنها مخفية عن الأنظار بدافع البيروقراطية، كما استطاعت مصر أن تؤمن معرضا ضخما بهذا الحجم يقدر سعر مقتنياته بالمليارات فى وقت يدعى فيه البعض أن مصر ليست آمنة.
بمثل هذا الحدث تتعافى ثقافة مصر، لكنى برغم سعادتى بهذا العرض الذى انتهت مدته كنت أتمنى أن تستغله مصر بأقصى طاقتها بأن تضعه على الخارطة السياحية، وأن تسعى إلى تسويقه عالميا لكى يدر دخلا «محترما» على مصر، فتستطيع مصر بكل سهولة أن تجنى مئات الآلاف من الدولارات إذا ما أعارت هذا المعرض إلى الدول الغربية أو العربية التى تتلهف لرؤية هذه الأعمال، وهو ما يجب أن تنتهجه وزارة الثقافة فى الفترة القادمة.