أكرم القصاص

محفوظ عبدالرحمن.. عاشت «الرواية التليفزيونية»

الإثنين، 21 أغسطس 2017 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
محفوظ عبدالرحمن أحد أعمدة الرواية التليفزيونية، التى تتجاوز التسلية إلى البقاء، وهى التطور الذى توقعه نجيب محفوظ مرات عديدة.
ومحظوظ.. كل من أتيحت له فرصة القرب من الكاتب الكبير محفوظ، الذى يمثل رحيله خسارة كبيرة، يعوضها كم من الإبداع، يمثل علامات فى تاريخ الدراما التليفزيونية التى تمثل تأريخا اجتماعيا لمصر فى فترات مختلفة.
 
احتلت أعمال مثل «بوابة الحلوانى أو الكتابة على لحم يحترق»، علامات مهمة، ويذكر له تصديه لتقديم أفلام ومسلسلات السير الذاتية وتمثل هى الأخرى مغامرات، ومنها «ناصر 56، وأم كلثوم، وأهل الهوى عن بيرم التونسى»، وهى أعمال تجمع بين التشويق والتوثيق، فضلا عن كونه لم يتجاهل الاختلافات والجوانب الشخصية الدقيقة للشخصيات التى عالجها.
 
ومن حسن حظى أن أتيحت لى فرصة لقاءات مطولة مع الكاتب الكبير محفوظ عبدالرحمن فى سفريات ومناسبات عديدة، تحدثنا عن أعماله ومسيرته، كان محفوظ عبدالرحمن كشأن المبدعين الكبار، واسع الثقافة شديد التواضع لا يميل لإطلاق أحكام ويحرص على إنصاف الآخرين. ولهذا كانت شهادته فى معاصريه ومن عمل معهم عادلة إلى حد كبير، بل إنه كان حريصا فى توثيق شهاداته فى معاصريه، ويبتعد عما لا يعرفه، وكثيرا ما كان ينفى بعض الحكايات المغلوطة عن بعض معاصريه.
 
من بين أعماله غير المشهورة كان «فوتوغرافيا» وهو عمل يقوم على صورة تجمع عددا من الأصدقاء فى شبابهم المبكر، ويتفرق كل منهم إلى طريق، تتقاطع مصائرهم، وتتفرق طموحاتهم ومطامعهم.
 
حدثته عن مسلسل «فوتوغرافيا» أبدى دهشة من أن هناك من يتذكره. وقلت له إن فوتوغرافيا هو عمل يمثل الحياة بشخوصها وتفرقاتها وصراعاتها.
ومن بين أعماله التليفزيونية يمثل «الكتابة على لحم يحترق» واحدا من أكثر أعماله إنسانية، فقد كان الحوار فيه مدهشا، وبالرغم من أنه يعالج فترة تاريخية بعيدة فى مواجهة المغول، فقد كان الحوار فيها حديثا ومعاصرا، يلقى دائما بظلاله على الأوضاع والأحداث المعاصرة.
 
أما بوابة الحلوانى فهى رواية تليفزيونية، من أربعة أجزاء، عالج فيها محفوظ عبدالرحمن مرحلة حكم الخديوى إسماعيل من خلال مسار أسرة الحلوانى بقرية الفرما، التى أصبحت مدينة بور سعيد بعد حفر قناة السويس. بوابة الحلوانى كان أول عمل ينصف الخديو إسماعيل وطموحاته، ويقدم الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية لفترة من أكثر الفترات التى أثرت فى تاريخ مصر الحديث لقرن وأكثر، وبالفعل قدم محفوظ عبدالرحمن فى بوابة الحلوانى، نوعا من التصحيح لسيرة الخديوى إسماعيل، وطموحاته فى تحديث مصر والتى انتهت بالانكسار والديون والعزل.
 
ولم يخف الكاتب تعاطفه مع إسماعيل، وفى المقابل قدم سيرة اجتماعية وسياسية موازية، لأهل الفرما، كان قادرا على تكثيف التاريخ بدقة باحث ودهشة شاعر.
ولم يكن محفوظ عبدالرحمن من أنصار الكم فى الدراما، ولهذا فإن كل عمل له علامة فى البناء والحوار، ويمثل مع أسامة أنور عكاشة أهم كتاب الرواية التليفزيونية، التى تعيش مثلما تعيش الروايات المكتوبة.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة