أصبح المدنيين بالرقة السورية محاصرين بين نيران تنظيم داعش الإرهابى والقوات التحالف الدولى الذى تقوده الولايات المتحدة.
وفشلت قوات التحالف الدولى بالتحالف مع قوات سوريا الديموقراطية فى استهداف داعش بدلاً من المدنيين السوريين الذين يحاولون الفرار من نار الحرب الدائرة فى الرقة.
وقالت منظمة العفو الدولية "أمنستى أنترناشونال"، اليوم الخميس، إن غارات قوات التحالف الجوية بقيادة الولايات المتحدة فى الرقة، أسفرت عن مقتل مئات المدنيين، وإن الباقين يواجهون خطرا أكبر مع اشتداد القتال.
وأضافت المنظمة، فى تقريرها الذى أوردته قناة "سكاى نيوز" الفضائية "، أن المدنيين محاصرون فى المدينة تحت النيران من كافة الجوانب".
وأفاد التقرير بأن تنظيم داعش، الذى سيطر على الرقة ومحيطها فى 2014، يستخدم المدنيين داخل المدينة السورية الشمالية كدروع بشرية ويستهدف من يحاولون الفرار بالقناصة والألغام.
وأشار التقرير إلى أنه "من الضرورى أن تتخذ كل أطراف الصراع كافة الإجراءات الاحترازية الفعالة للحد من إلحاق الأذى بالمدنيين، بما فى ذلك الكف عن استخدام الأسلحة المتفجرة التى تترك أثرا كبيرا فى المناطق المأهولة بالسكان، إلى جانب وقف الهجمات غير المتناسبة ودون تمييز"، مشيرة إلى عشوائية الغارات الأمريكية.
وقالت المنظمة "القوات السورية المدعومة من روسيا شنت هجمات دون تمييز على المدنيين" ، فيما ذكرت تقارير دولية أنها شملت قنابل عنقودية وبراميل متفجرة فى حملة منفصلة ضد متشددى داعش جنوبى مدينة الرقة، حسب المنظمة .
بينما قالت جماعات مراقبة إن الضربات الجوية التى ينفذها التحالف الدولى بقيادة الولايات المتحدة فى مدينة الرقة السورية عاصمة داعش الفعلية، تقتل مئات المدنيين كل شهر، مما يزيد المخاوف العميقة لدى آلاف العائلات المحاصرة داخل المدينة، حسبما قالت صحيفة "واشنطن بوست".
وقتل على الأقل 725 مدنيا فى ضربات التحالف منذ بدأ الهجوم لاستعادة الرقة فى السادس من يونيو الماضى، بحسب منظمى "اير وارز" البريطانية التى تعمل مع النشطاء المحليين وجماعات حقوق الإنسان والبنتاجون.
وقال كريس ودز، مدير المنظمة: "منذ بدء الهجوم، شهدنا أعدادا مرتفعة نسبيا مقارنة بباقى الحرب التى يشنها التحالف ضد داعش. وفى الرقة، فإن هذا يعنى أرقاما مرتفعة من المدنيين غير المتعرف عليهم، وأغلبهم من النساء والأطفال".
وكان أكثر من 270 ألف شخص قد فروا من الرقة منذ بدء هجوم التحالف الدولى. وبحسب تقديرات الأمم المتحدة، فإن 18 ألفا على الأقل لا يزالون محاصرين فى المدينة بين المسلحين، غالبا بدون كهرباء ويعيشون على إمدادات محدودة من الطعام.
وقالت منظمة "أيروارز"، على حسابها على تويتر، إنه خلال 29 شهرا فى حكم أوباما خاض فيها حربا على داعش، رصدوا 855 حادثا سقط فيها ما بين 2298 و3398 مدنى. وفى الأشهر السبع الأولى لترامب كرئيس، رصدوا 1196 حادث سقط فيها على الأقل ما بين 2819 و4529 قتيلا مدنيا، وهو ما يعنى، بحسب ما ذكرت مجلة نيوزويك، أن عدد القتلى المدنيين الذين سقطوا فى الحرب على داعش فى عهد ترامب أكثر ممن سقطوا فى عهد أوباما.
كما أظهرت صوراً التقطت عبر الأقمار الصناعية حجم الدمار اللاحق بمدينة الرقة الرازحة تحت قصف من جميع الجهات بحسب ما قالت الخميس منظمة العفو الدولية.
وقارنت الصور بين حال المدينة قبل شهر فقط وحالها اللآن.
حجم الدمار بالرقة السورية
وقال يان إيجلاند مستشار الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سوريا للصحفيين في جنيف "يتعين عدم مهاجمة المراكب في نهر الفرات، ويجب عدم المغامرة بتعريض الفارين لغارات جوية لدى خروجهم".
وأضاف "الوقت الحالي هو وقت التفكير فيما هو ممكن، هدنات أو أشياء أخرى يمكن أن تسهل هروب المدنيين، ونحن نعلم أن مقاتلي داعش يبذلون قصارى جهدهم لإبقائهم في المكان"، حسبما ورد على قناة العربية نيوز.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة