يقول الخبر إن إسرائيل أعلنت استعدادها لتنشيط السياحة فى قطر، فى أعقاب موقف الرباعى العربى من أمير قطر تميم بن حمد بن خليفة آل ثانى لدعمه وتمويله الإرهاب فى الشرق الأوسط، حيث دعا موقع سياحى إسرائيلى اسمه «ميسع»، مواطنى إسرائيل لزيارة العاصمة القطرية الدوحة، وتنظيم جولات سياحية فى صحاريها، ورحلات سفارى وركوب جمال، إذ اعتبرها الموقع من الوجهات السياحية المهمة والآمنة للإسرائيليين، كما أن الدوحة بها شواطئ تسمح لهم بالركض على رمالها، مع ما توفره لهم الحكومة القطرية وأجهزتها من معدلات تأمين عالية ومعاملة خاصة.
انتهى الخبر، وفى الحقيقة فإن الضحك هو رد فعلى الأول على قراءته، بل والضحك المجلجل، فدعك من فكرة مغازلة الإسرائيليين وأن الدعوة موجهة إلى أبناء الكيان الصهيونى لكن المضحك هنا ألا يجد الموقع شيئا ليبهر به الإسرائيليين، الزبائن، سوى الشواطئ التى من الممكن أن يمر بجوارها السائح، ولم يقل حتى أنه من الممكن أن يسبح فيها، وفى الحقيقة فإن المزحة الحقيقية هى أن يدعو أحد إلى السياحة فى قطر التى لا يوجد بها أى شىء مميز، فلا حضارة ولا تاريخ ولا طقس آدمى، ولا شواطئ مغرية، فلماذا يذهب واحد إلى تلك الإمارة التى لا يميزها شىء؟ ولا أريد هنا أن تدور بذهنك مقارنة بين الإمارات وقطر فى هذا الشأن، فالإمارات دولة آمنة حقا، ودولة حريات حقيقة وبها بنية تحتية ضخمة تستطيع خدمة عشرات الملايين فى وقت واحد، وفيها يستطيع أن يشرب الواحد أى شىء وأن يأكل أى شىء، وأن يذهب إلى أى مكان، أما الدوحة فالمكان الوحيد القريب منها الذى يستطيع الواحد أن يجد فيه متنفسا هو البحرين.
من ذا الذى يدفع قرشا واحدا من أجل زيارة اللاشىء؟ وهل اليهود المشهورون بحرصهم الشديد الذى يصل إلى حد الشح مستعدون للتضحية بآلاف الدولارات من أجل إرضاء حكومة إسرائيل التى تريد أن تستمتع بالتطبيع الرسمى والشعبى الكاملين مع قطر؟ أغلب الظن لا، وأغلب الظن أيضا أن دعوة الإسرائيليين إلى السياحة فى قطر أمر سياسى لوجستى فى المقام الأول، فسهل على أى متابع أن يتأكد من أن قطر تريد أن تستقبل أعدادا كبيرة من الإسرائيليين لأغراض ربما عسكرية أو سياسية أو اقتصادية، ولم تجد قطر غطاء أفضل من فكرة الترويج للسياحة فى إسرائيل حتى إذا ما رصد الرباعى دخول عناصر جديدة من الإسرائيليين إلى الدوحة يجدون حجة مناسبة.