لا يبحث عن السعادة إلا من ذاق مرارة الوجع، وكما يقال "يولد الأمل من رحم الألم" وكأن تلك المقولة التى تعبر عن النجاح بعد فترة من الآلام والأوجاع أطلقت من أجلها، لم تترك رحلة حياتها تجرفها مع التيار نحو حياة رتيبة مثلها مثل بقية جيلها ممن يلتحقون بكليات القمة لتحقيق آمالهم وآمال الأهالى فيهم وكان لـ "هاجر أبو العينين" رأى آخر.
هاجر
"فيها إيه لما تمشى على كرسى بعجل؟" ذلك السؤال الذى كان نقطة تحول فارقة فى حياة هاجر، فبعد تخرجها فى كلية طب الأسنان بجامعة القاهرة بتفوق، تم تعيينها فى العديد من الأكاديميات الطبية المرموقة فى مصر كمعيد ومدرس مساعد، وساعدها تفوقها وعشقها لمهنتها على التدرج الوظيفى السريع، كما ساعدها فى الحصول على درجة الماجيستير فى طب الأسنان فى الوقت نفسه، إلا أن "مافيش حلاوة من غير نار"، فنتيجة للتعب والإجهاد المستمر تعرضت لمشكلات صحية فى العظام دفعت الطبيب لسؤالها ذلك السؤال الذى كان بمثابة الخط الفاصل بين حياتها كطبيبة وكمدربة زومبا.
هاجر أبو العينين
تتحدث هاجر لـ "اليوم السابع"، عن تلك المرحلة من حياتها قائلة إنها كانت فترة صعبة لم تكن قادرة فيها على الحركة حتى داخل المنزل، وبعد سنوات من التعب والاجتهاد والعمل فى أماكن كثيرة وجدت هاجر نفسها تجلس فى بيتها غير قادرة على الحركة، لذا كانت تشغل وقتها بمشاهدة المسلسلات الهندى التى كانت تعشقها، فكانت تقوم ببعض الحركات الخاصة بالرقص الهندى والتى مع الوقت أصبحت تتقنها بشكل كبير، وجدت هاجر نفسها تتحرك بخفة ورشاقة أثناء ممارستها للرقص الهندى وهو ما جعلها تتغلب على "آلام العظام" التى كانت تعانى منها، وكانت تلك هى شرارة الحماس التى جعلتها تنطلق فى عالم الرقص والتدريب.
هاجر اثناء الرقص الهندى
ذهبت هاجر لأشهر مدربى الرقص والأيروبكس فى مصر وأخبرتهم أنها تريد تدريب الشباب على الرقص الهندى، شجعها الكثيرون وأكبر مراكز التدريب فى مصر، وبالفعل أصبحت فى وقت قصير أول مدربة "زومبا ورقص هندى" فى مصر.
"عايزة أساعد كل شخص مش قادر يتحرك" هكذا بدأت هاجر حديثها عن رحلة انتقالها من طب الأسنان إلى تدريب الزومبا، ولكنها لم تنقطع عن مهنتها الأولى، وأصبحت من أفضل أطباء الأسنان فى مصر وتسافر كل أسبوعين إلى السعودية لإجراء بعض العمليات، وفى الوقت ذاته مستمرة كمدربة للرقص الهندى والزومبا.
هاجر مع فريق رقص الزومبا
هاجر فى الإيفنت
"الحياة مملة ولازم نملاها فرحة" هذا هو مبدأها فى الحياة بحسب قولها، فهى دائماً تجد فى تدريبها للشباب على الرقص والزومبا مخرج من الملل والروتين اليومى بجانب الحركات الرياضية التى تساعد الكثيرين فى التغلب على آلامهم أفضل من الأدوية فى الكثير من الأحيان.
أصبحت هاجر مدربة زومبا معتمدة فى عام 2016، ومنذ ذلك الوقت وهى تنظم العديد من المهرجانات الشبابية والتى تقابل بتفاعل كبير من قبل الشباب، ولكن تلك المرة فكرت هاجر فى أن يتوسع نشاطها ليضرب عصفورين "برقصة زومبا" واحدة، حيث قامت بالتعاون مع وزارة السياحة ووزارة الشباب والرياضة من أجل استضافة أشهر مدربى الزومبا فى العالم "ستيف" لحدث ضخم فى مصر يتمكن الشباب من خلاله من تنشيط السياحة وبث الأمل فى نفوس المشتركين، وتسليط الضوء على سلوك الشباب المصرى الواعى من خلال بث مقاطع فيديو للمهرجان بواسطة "راقص الزومبا العالمى" ستيف"
هاجرمع أصدقائها
هاجر أبو العينين
فكما تقول هاجر "الشباب محتاج حاجة يستغل فيها طاقته بدلاً من التدخين والمخدرات، وأنا قررت أخلى الزومبا هى الحاجة اللى هتشغل الشباب وتغير فكرهم للأفضل"، فهى دائماً ما تبحث عن "سعادة الآخرين" ووضح ذلك جلياً فى شعار حياتها الذى عبرت عنه أثناء حديثها لـ"اليوم السابع"، قائلة" السعادة عندى إنى أشوف حد مش قادر يتحرك وبالزومبا بقى بيتنطط قدامى" مضيفة " أسعد شىء فى الكون إنك تشوف قدامك وشوش بتضحك من قلبها"، حيث ترى هاجر إن كونها مدربة للرقص الهندى والزومبا جعل لها نصيبا فى أن تكون سبباً فى فرحة الآخرين وشعورهم بالأمل والانطلاق فى حين أنها تستغرق ساعات طويلة لترى "ابتسامة هوليود" على وجه أحد المرضى أثناء عملها كطبية أسنان.
