أقام بيت الشعر ليلة أدبية وفنية استضاف فيها الدكتور الناقد جمال عطا للحديث عن الأنساق الشعرية والفنان ناصر النوبى صاحب فرقة جميزة وقام بتقديم الحفل الشاعر حسين القباحى مدير بيت الشعر بالأقصر.
بدأ الشاعر حسين القباحى، الندوة مستعرضًا السيرة الذاتية للدكتور جمال عطا الذى حصل على جائزة الشارقة للإبداع فرع النقد فى عام 2009، عن دراسته (رحلة المعنى فى الشعر العربى من سلطة الشكل إلى مساءلة السلطة) كما صدر له عن المجلس الأعلى للثقافة كتاب (الجمالى والأيديولوجى ).
وتحدث الدكتور جمال عطا حديثه شارحًا معنى النسق الثقافى مفسرًا إياه بأنه البنية التى يتمثل عبرها الإنسان عالمه بمفرداته المختلفة الحياتية والاجتماعية والتاريخية وأن الأنساق الثقافية تمثل وسيلة من وسائل إحكام السيطرة على الإنسان بواسطة السلطات الثقافية التى تعتمد على تلك الأنساق لاسيما السلطة السياسية والاجتماعية والدينية وقد ركَّز الدكتور جمال على استلهام الشعراء للأسطورة محاولين من خلالها محاورة النسق الثقافى بغرض انتقاده والفكاك منه وقد أشار الدكتور جمال إلى الكتاب المهم للدكتور عبد الله الغزامى الناقد السعودى الشهير الذى عنوانه (النقد الثقافى) والذى أشار فيه إلى أن الشعر رسخ لنسق الفحولة وصناعة الطاغية ممثلا بشعراء مثل المتنبى وأدونيس ونزار قبانى بينما اختلف الدكتور جمال مع هذا الطرح.
وأكد أنه كما رسخ عددًا من الشعراء للطاغية عبر تاريخنا الشعرى الطويل قديمًا وحديثًا فإن عددًا من الشعراء الآخرين ثاروا على ذلك النسق وحاولوا الخروج عليه ونقضه لا سيما شعراء مثل صلاح عبد الصبور وأمل دنقل فبينما استثمر صلاح عبد الصبور أسطورة البعث التى اعتمد عليها الشعراء الناصريون فى تمجيد عبد الناصر ووصفه بالمخلص اعتمد أمل دنقل على الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد خاصة العهد القديم فى محاورة السلطة الأبوية التى ارتكز عليها نظام السادات والذى قدم نفسه بوصفه رب العائلة المصرية فجاءت قصائد ديوانه العهد الآنى ثائرة على تلك الأبوة.
ثم استمع الجمهور لقصيدة سفر التكوين بصوت أمل دنقل بوصفها نموذجًا من قصائد الديوان المشار إليه وقد خلص المحاضر إلى أن الشعر بوصفه منتجًا ثقافيًا إنما هو فى تعاطٍ دائم مع الأنساق الثقافية الراسخة محاورًا لها تارة ومصطدمًا تارة وربما منصاعًا لها تارة أخرى.
