شن عبد المنعم الشحات ،المتحدث الرسمى بأسم الدعوة السلفية ،هجوما حادا على جماعة الإخوان الإرهابية، بسبب موقفهم من دعوة الرئيس التونسى الباجى قايد السبسى، للمساواة بين الرجل والمرأة فى المواريث، والزواج من غير المسلم.
وقال الشحات فى مقال نشره عبر موقع "الفتح "،المنصة الإعلامية للدعوة السلفية، إن رد "حزب النهضة التونسي" "جاء فى غاية الضعف، وبدا الأمر وكأنهم بصدد مقترح يتعلق بأى شأن دنيوى مباح، وليس بصدد تحريف لأحكامٍ قطعيةٍ في الشريعة الإسلامية؛ فأعلنوا عن إحالة الأمر إلى لجنة لدراسته، وإبداء الرأى فيه" بحسب تعبيره.
وأضاف:" في حين خطى "عبد الفتاح مورو" نائب رئيس البرلمان التونسى، والقيادى بـ"حزب النهضة" خطوات أوسع مِن ذلك، حين أبدى تفهمًا لمسألة زواج المسلمة مِن غير المسلم، حيث قال: "إن التى تعلم أن هذا مخالف للشرع، ومع ذلك هى مصرة عليه؛ فلا يجب أن نمنعها!"، وعندما سألته المذيعة: هل يعنى هذا وجوب إزالة المنشور الذى يَمنع زواج المسلمة مِن غير المسلم؟! قال: إن الناس يعرفون كيف يتحايلون على هذا المنشور، وأن مَن ترغب في الزواج مِن رجلٍ غير مسلم يسهل عليها الحصول على ورقةٍ صوريةٍ بإسلامه!..وأضاف: أما الميراث فيطبق على الورثة دون إرادتهم، وبمقتضى قانون عام فيحتاج الأمر فيه إلى دراسةٍ!"
وتابع :" وهذا الموقف لعله يضع إخوان مصر "ومَن يدعمهم مِن القطبيين والسروريين" في مأزقٍ كبيرٍ: فالجماعة وداعميها منذ "30-6" وهم يأخذون منحنى تكفيريًّا صعبًا للغاية، فيكفـِّرون بالشبهة، وبالخطأ، وبما ليس بمكفر! وبما يظنونه قصدًا لأصحابه "وإن لم يكن عليه ثمة دليل!"، واستعانوا في هذا بطريقة تفسير وفهم جماعات التكفير لنصوص الشريعة، ولأقوال أهل العلم! وهم فى كل مواقفهم كانوا ينسبون لـ"حزب النور" وللدعاة السلفيين الذين لم يسيروا فى ركبهم أنهم راضون، ومِن ثَمَّ فلهم نفس حكم الفاعلين! ..فماذا سيكون موقفهم مِن "حزب النهضة"؟!"
وتابع الشحات :" إن المتأمل في مواقف الإخوان: سيجد تباينًا في تقييم الموقف الواحد بيْن أن يُعتبر كفرًا إذا صدر مِن غير الإخوان، وأن يعتبر جائزًا، بل ربما واجبًا إذا صدر مِن غيرهم! كما اختلف تقييمهم لمشاركة "محفوظ نحناح" في الحياة السياسية في "الجزائر" بعد إلغاء الجيش الجزائري للانتخابات التشريعية التي فازتْ فيها جبهة الإنقاذ -والتي رأوها مِن حسن السياسة-، ولمشاركة "حزب النور" في الحياة السياسية في مصر بعد "3-7"، والتي اعتبروها خيانة وأوصلها بعضهم للكفر!..ومِن ثَمَّ يمكن القول بان الإخوان لا يكفـِّرون بشبهةٍ عقديةٍ راسخةٍ -كما هي حال جماعات التكفير-، ولكن يكفرون بالهوى السياسي!"
وأكد الشحات إن الإخوان حاولوا قبْل "30-6" تحييد الدولة مع توجيه خطابٍ عنيفٍ ضد معارضيهم -والذين ضموا حينها أطيافًا شتى مِن الناس-، وكان التوجه حينها أن تكون خطة الردع موجهة إلى هؤلاء، ثم بعد "3-7"، وبصورة أوضح بعد "فض رابعة" تم بدء تنفيذ خطة "الردع" ضد الدولة، ولا بأس حينها لدى الجماعة أن يكون المواطن البسيط هو مسرح عمليات الردع التي تدعيها.
وأضاف :" فالمواطن البسيط هو الذى تُدمَّر شبكات الكهرباء التى تخدمه، ويرتفع سعر صرف الدولار، ومِن ثَمَّ سعر السلع، بل بلغ الأمر إلى حد نهى الناس عن "ذبح الأضاحى" حتى تركد الأسواق، وحتى يشعر الفقراء بالخدمات التي كانت تؤديها لهم جماعة الإخوان! وبالطبع فإن أسهل شيء عند منظرى الجماعة فى فترات الردع؛ إطلاق الفتاوى المحرضة على أفراد الجيش والشرطة."
وتابع :" وفي هذا الإطار: صعَّدت الجماعة -أو أبرزت- عددًا ممَن يتبنون خطابًا تكفيريًّا؛ فاستعادتْ خدمات "وجدي غنيم" الذي كانت الجماعة لا تبدي ارتياحًا كبيرًا لكلامه؛ حتى إنه كان مِن القليلين الذين لم يعودوا إلى مصر بعد "25 يناير"، وكذلك استعانت بخدمات "عصام تليمة"، وضمتْ إلى القائمة خدمات "محمد عبد المقصود"، و"محمد الصغير"، وناصرها عددٌ بخطاب تكفيري، أبرزهم "عبد الرحمن عبد الخالق!"...وهؤلاء ينتمون بدرجاتٍ متفاوتة إلى المدارس "الإخوانية والقطبية والسرورية"؛ بالإضافة إلى الاستعانة بمذيعين، مثل: "محمد ناصر"، والذي أراد أن يشارك في الموضوع، ولكن برؤيته مِن خلال استضافته لبعض هؤلاء، ومِن خلال بعض أفكاره، وكان مِن أشهرها: الفقرة الشهيرة التي يقول فيها: "إنه كافر بدين الشيخ أحمد الطيب، وبالإله الذي يعبده الشيخ محمد حسان!". "
واستطرد قائلا:" ورأينا مِن تلك الكتيبة عجبًا عجابًا! فخرج أحدهم ليحكم بالكفر على شخصٍ بناءً على عبارة هي سبق لسان واضح، وعندما ينبهه "مذيع الجزيرة ذاته" أن الكلمة سبق لسان؛ قال: "لا شأن لي، أنا لي الظاهر!" (وهذه الدرجة مِن الغلو، وعدم اعتبار العذر بالخطأ؛ درجة لا تقول بها الجماعات التكفيرية ذاتها! والتي وإن كانت تنازِع في العذر بالجهل؛ إلا أنها لا تنازع في العذر بالخطأ).
وخرج "عبد الرحمن عبد الخالق" ببيان يكفـِّر فيه "نادر بكار"، بل يرى أن باب التوبة مغلق أمامه لتصريحات أصر على أن يفهمها بطريقته الخاصة!، ومثله "وجدي غنيم": والذي أصبحتْ فيديوهاته طافحة بالتكفير!، وكذلك "محمد عبد المقصود": والذى تخصص في رمى الناس بالعمالة والنفاق!"
وأكد الشحات أن معظم الأفراد والهيئات الإخوانية إلتزموا الصمت تجاه القضية برمتها، ولم يعلـِّقوا عليها بقليلٍ أو كثيرٍ، في حين أصدر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يتزعمه د."يوسف القرضاوي" بيانًا استنكر فيه تصريحات "الرئيس التونسي"، وتأييد "مفتي تونس" له، ولم يتعرض البيان لـ"حزب النهضة" في قليلٍ أو كثيرٍ."
وأشار الشحات إلى أن أكثر ردود الفعل حدة جاءت من وجدى غنيم، لكنه مع ذلك عندما تعرض لحزب النهضة فإنه عدَّل التكفير إلى نوعٍ مِن التوبيخ والتقريع والسخرية المعتادة منه فى رد فعل يبدو أنه مدروس بعناية - بحسب تعبيره.