أحمد إبراهيم الشريف

قائمة أسعار خدمات الزوجة لزوجها.. سخرية تثير الحزن

الجمعة، 25 أغسطس 2017 02:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ سنوات ليست بعيدة، كانت هناك قرى فى مصر لا تزال محتفظة بتقليد غريب جدا، لم أجد له وجاهة أبدا ولا معنى، وهو أن الزوجة فى ليلتها الأولى مع زوجها لا تسلم نفسها له حتى يهبها مقابلا ماديا، عندما سمعت بهذا الأمر أصابتنى صدمة كبيرة وتساءلت: كيف للمرأة أن تقلل من نفسها بهذا الشكل الغريب وتضع لما تفعله من حب سعرا مهما كان.
 
ومنذ أيام قليلة، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، قائمة أسعار قدمتها زوجة إلى زوجها نظير قيامها بمتطلبات زوجها وما تقدمه له من خدمات طعام وشراب وكى ملابس وغير ذلك من الأمور العادية لتى تقوم بها زوجاتنا طوال الوقت، وفى الحقيقة لم أر فى الأمر شيئا إيجابيا ولم أتقبله إلا من قبيل المزاح فقط ، حتى أن السيدة المعنية تحدثت إلى أحد البرامج التلفيزيونية موضحة أن الأمر كان مجرد رد فعل ساخر بعدما طلب منها زوجها أكثر من طلب فى وقت واحد ، أما زوجها فقد تقبل الأمر معلنا أنه لم يدفع شيئا بعد .
 
لكن الأثر الذى تركته هذه القائمة على رواد مواقع التواصل الاجتماعى خاصة "فيس بوك" بعدما تحول إلى ما يشبه المعركة بين فريقين ، الرجل فى مواجهة المرأة حيث ينتصر كل منهما لموقفه مهاجما الآخر ومتهما إياه بالأنانية ، فهو أمر يحتاج إلى وقفة مهمة ، خاصة أن هناك زوجات أصبحت تتردد على ألسنتهن كلمة "خدامة" بشكل كبير مما سيؤثر آجلا أو عاجلا على علاقتهن بأزواجهن وأبنائهن والمجتمع عامة.
 
بالطبع لا يمكن للإنسان أن يضع كل العلاقات الإنسانية فى سلة واحدة ويحكم عليها حكما واحدا بالصواب أو الخطأ ، ويمكن القول إن كل أسرة هى عالم منفصل بمفرده له ظروفه وله قوانينه الداخلية ، ومع ذلك هناك بعض المتشابهات فى الطبيعة الإنسانية ، منها أن مبادئ التعامل الكريم بين الأطراف هى أساس المرور به إلى النجاح .
 
وفى مجتمعنا فى ظل الظروف الاقتصادية التى تمر بها الأسرة المصرية ، لا يملك الرجل والمرأة غير التوصل إلى درجة من التوحد تجعلهما قادرين على المرور إلى بر الأمان ، والتوحد لا أقصد به إلغاء طرف لصالح الآخر ومنحه درجة الحاكمية المطلقة ، لكن ما أقصده هو درجة من التكامل التى تتحقق بالحب والمودة وإدراك قيمة الآخر ، أما نغمة أنا فى مقابل هو فلن تؤدى إلا إلى الخسران المبين للطرفين.
 
ربما يرى البعض أن قائمة أسعار الزوجة مجرد حكاية يومية اقتضاها ظرف ما، وهى كذلك حقا، لكنها فى الوقت نفسه تعكس نوعا من التفكير الذى سينتشر بين الجميع حتى لو على سبيل "الموضة" مما سيؤثر على كل شيء.
 
نعلم جميعا أن الحياة لم تعد بسيطة كما كانت من قبل، وأنها تتحرك بقوة ناحية مزيد من التعقيد فى كل شيء وأول هذه الأشياء العلاقات الأسرية، ولو لم يتنبه الإنسان لذلك فيعمد إلى التبسيط والبحث عن الحب والمراهنة عليه فى حل المشكلات سوف يعيش فى جحيم مقيم. 
 
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة