صرح نائب وزير الخارجية الروسى سيرجى ريابكوف ، فى اجتماع مع سفير مولدافيا لدى روسيا اندريه نيجوتسا بعد استدعائه ، بأن بلاده تعتبر مبادرة مولدافيا فى الأمم المتحدة بشأن سحب قوات حفظ السلام الروسية، من الأعمال العدائية التى تهدف إلى عرقلة تحسين العلاقات بين البلدين.
وذكر البيان الصادر عن وزارة الخارجية الروسية - وفق ما نقلته وكالة أنباء (تاس) الروسية اليوم السبت - أن رايابكوف لفت انتباه السفير إلى المبادرة الاستفزازية التى طرحتها مولدافيا ، والتى تطالب بإمكانية وضع الانسحاب الكامل للقوات العسكرية الأجنبية من إقليم مولدافيا على جدول أعمال الاجتماع الثانى والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأضاف البيان "إن روسيا تعتبر هذه الخطوة، التى تتجاهل الأسباب الحقيقية للوجود المحدود للقوات الروسية فى منطقة نهر دنيستر ، بمثابة حلقة جديدة فى سلسلة الأعمال العدائية التى يتبناها هؤلاء السياسيون فى العاصمة كيشيناو ، الذين لا يريدون تحسين العلاقات الثنائية".
وتابع "إن الذين يبدأون مثل هذه الأعمال التى لا تتماشى مع تطلعات جزء كبير من مواطنى مولدافيا يجب أن يفهموا أنهم سيؤثرون سلبا على التعاون الثنائى وعلى عملية حل أزمة ترانسنيستريا".
ووفقا لرسالة الممثل الدائم لمولدافيا لدى الأمم المتحدة فيكتور مورارو ، التى نُشِرَت يوم الثلاثاء الماضى ، تدعو مولدافيا الأمم المتحدة الى دعم جهودها الرامية إلى استكمال الانسحاب الكامل للوحدات العسكرية الأجنبية من أراضيها، والنظر فى هذه المسألة كخطوة دبلوماسية وقائية جديدة فى منطقة قد يتعرض فيها السلام والاستقرار للخطر.
وتصرّ مولدافيا على تحويل بعثة حفظ السلام التى تم نشرها فى منطقة الفصل فى ترانسنيستريا إلى بعثة مدنية ذات ولاية دولية ، بيد أن زعيم حركة ترانسنيستريا غير المعترف بها ، فاديم كراسنوسلسكى ، غير مستعد لقبول المبادرة ، وقال " إن انسحاب قوات حفظ السلام سيؤدى إلى استئناف الصراع المسلح".
فى غضون ذلك ، قال رئيس مولدافيا إيجور دودون " إنه خلال الـ 25 عاما الماضية أثبتت مهمة حفظ السلام نجاحها ويجب أن تستمر ، إن انسحاب القاعدة العسكرية لن يكون ممكنا إلا بعد إيجاد حل سياسى للصراع".
وعلى الرغم من ذلك ، أوضحت الحكومة المولدافية أمس الجمعة أن المبادرة أشارت إلى الجنود العسكريين الروس الذين لم يكونوا جزءا من مهمة حفظ السلام.
جدير بالذكر أنه تم نشر قوات حفظ السلام الروسية فى منطقة الصراع بما يتوافق مع الاتفاق المتعلق بمبادئ التسوية السلمية للنزاع المسلح فى منطقة ترانسنيستريا بجمهورية مولدافيا الموقعة مع كيشيناو فى يوليو 1992 ، ومنذ ذلك الحين ، لم يقتل شخص واحد فى الأعمال العدائية هناك.
وفى الوقت الحاضر، تحافظ قوات حفظ السلام الروسية على السلام فى المنطقة بإشراك قوات من مولدافيا وترانسنيستريا ، كما أن حوالى ألف جندى من المجموعة التنفيذية الروسية يحمون مستودعات الذخائر بالقرب من مستوطنة كولباسنا التى تُِركَت من العصر السوفيتى ، وحظرت على ترانسنيستريا التخلص منها فى عام 2004 ، بعد زيادة التوترات بين الجانبين المتعارضين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة