تسبب العفو الذى أصدره الرئيس الأمريكى عن قائد شرطة سابق فى ولاية أريزونا فى حالة من الجدل، وأثار انتقادات للرئيس لعفوه عن مسئول أدين بازدراء المحكمة بعد عصيانه المتعمد لقرار أحد القضاة فى قضية متعلقة باستهداف المهاجرين.
ويزداد الجدل بعدما كشفت صحيفة "واشنطن بوست" عن أن الرئيس ترامب سأل وزير العدل جيف سيشنز من قبل عن إغلاق القضية ضد الضابط جو أربايو. وقالت إنه مع انتقال القضية الفيدرالية الخاصة بأربايو إلى المحاكمة فى الربيع الماضى، أراد ترامب أن يعمل من أجل مساعدة الضابط السابق الذى أصبح أحد الوجوه البارزة فى الحملة الانتخابية العام الماضى وشريكا لترامب فى حملته ضد الهجرة غير الشرعية. وسأل ترامب سيشنز عما إذا كان من الممكن أن تسقط الحكومة القضية الجنائية ضده، لكنه نُصح بأن هذا سيكون أمرا غير مناسب.
وبعد حديثه مع سيشنز، قرر ترامب أن يسمح بنقل القضية للمحاكمة، ولأنه فى حال إدانة أربايو، فإنه يمكن أن يمنحه عفوا ولذلك انتظر الرئيس، مع التخطيط لإصدار عفو لو تمت إدانة أربايو، وهو ما حدق بالفعل نتيجه لعصيانه قرار قاضى فيدرالى لوقف اعتقال الأشخاص لمجرد الاشتباه فى أنهم مهاجرين غير موثقين.
من جانبها، قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن قرار ترامب بالعفو عن جو أربايو كان غير تقليديا، حيث جاء القرار فى وقت متأخر يوم الجمعة وفى الوقت الذى كان فيه إعصار هارفى يضرب تكساس، وهو عفو عن جريمة قال البعض إنها غير مناسبة بوجه خاص للعفو. لكن من المؤكد تقريبا أن هذا القرار قانونى، فالدستور يمنح الرئيس صلاحيات واسعة للغاية لنحو العفو.
لكن برغم قانونينه، إلا أن خبراء قانون يرون أن صدور عفو فى مثل هذه القضية سيعبر عن احتقار الرئيس للدستور. وقد قال نوه فيلدمان، أستاذ القانون، فى مقال كتبه بشكبة بلومبرج أن أربايو لم ينتهج قانون قامة بتمريره الكونجرس، بل إن تصرفاته كانت تحديا للدستور نفسه، والذى يعد حجر الأساس للنظام الكامل للحكم. وأضاف أن بالقول بأن جريمة أربايو يمكن العفو عنها، فإن ترامب يهدد الهيكل الكامل الذى استند إليه حقه فى إصدار العفو.
أما عن أربايو، فتقول مجلة نيوزويك إنه وصف نفسه بأنه أشد رجال القانون فى أمريكا، وطالما أثار الجدل، ورصدت المجلة بعض أكبر فضائحه، ومنها أنه عندما تم انتخابه شريفا لمقاطعة ماريكوبا فى أوائل التسعينيات، قام ببناء سجن مفتوح أطلق عليه اسم "مدينة الخيمة" زعم أنه حلا ليس فقط للاكتظاظ بالسجون ولكن لتخفيف حدة سياسة السجن. وفيه، كان السجناء يرتدون الملابس الداخلية الوردية ويضعون أصفادا وردية، وتم تخفيض الوجبات إلى وجبتين يوميا دون ملح وفلفل للحد من التكاليف، وسعى إلى نشر صور السجناء.
كما كشف تحقيق صحفى عام 2015 ارتفاع معدلات الانتحار بين السجناء خلال فترة تولى أربايو منصبه. وقبلها فى عام 2007،ـ تم الإبلاغ عن أكثر من 400 جريمة اعتداء جنسى لدى مكتب أربايو، ولم يتم التحقيق فيها على الإطلاق أو شهدت تحقيقا غير دقيق. وناهيك عن سياسته العدائية الصارمة إزاء المهاجرين، فكانت بداية علاقته بترامب عندما اتفقا معا فى مزاعمها بان الرئيس السابق باراك أوباما لم يولد بالولايات المتحدة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة