وائل السمرى

الحرب على قنوات الشعوذة

الإثنين، 28 أغسطس 2017 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يتخيل البعض أن فكرة الحرب على الشعوذة رفاهية لا ضرورة لها، لكن الوقائع تثبت عكس هذا، فالشعوذة مثلها مثل المخدرات والإرهاب والفساد تماما، الإرهاب تدمير للعقول، والشعوذة استعمار للعقول، المخدرات تغييب للعقول، والشعوذة تفخيخ للعقول، الفساد هلاك للموارد، والشعوذة هلاك لمن يصنعون الموارد، وإذا حاولنا أن نحصى النتائج الكارثية لانتشار ثقافة الشعوذة بين الناس فلن نستطيع، لأن آثارها التدميرية تتعدى مسألة الآثار المباشرة، وتفعل ترسباتها فى العقول أضعاف ما يمكن أن يتخيله أحد، فتدمر العلاقات الاجتماعية، وتدمر البناء المنطقى للعقل، كما تدمر الأخلاق والقيم، ولهذا كلما رأيت برنامجا فى التليفزيون أو سمعت آخر فى الراديو به مسحة من شعوذة شعرت بأننا نحرث فى المياه أو نرسم فى الهواء، فلا فائدة من أية نهضة نبتغيها دون أن نكون قادرين على حماية العقول التى ستصنع النهضة أو ستحافظ عليها.
 
من أجل هذا سعدت جدا حينما قرأت خبرا يقول إن الإدارة العامة لمباحث المصنفات وحماية حقوق الملكية الفكرية بوزارة الداخلية، نجحت فى ضبط أحد الأشخاص لإدارته قناة فضائية خارج مدينة الإنتاج الإعلامى بدون ترخيص بمدينة نصر، وأن تلك القناة تبث برامج دجل وشعوذة للنصب على المواطنين، وأن القوات التى داهمت هذه القناة وجدت العديد من الأجهزة المستخدمة فى عمليات التصوير والمونتاج والبث، وبعض برامج التوك شو التى تم تصويرها داخل الاستوديو الخاص بالقناة، والتى من بينها برامج دجل وشعودة تدعى علاج المس والسحر للتواصل مع المواطنين والنصب عليهم، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة، والعرض على النيابة التى باشرت التحقيق.
 
هذا ما يجب أن تفعله أجهزة الدولة وعلى رأسها فى هذه المعركة وزارة الداخلية صاحبة الذراع الطولى فى حماية المواطنين بإداراتها المتعددة وصلاحياتها الكبيرة ورجالها المنتشرين فى كل أرجاء مصر، لكنى فى الحقيقة أرى أن وزارة الداخلية مع جهدها الكبير لن تستطيع أن تجابه هذه الأنشطة الإجرامية بمفردها، ولابد من تكاتف جميع مؤسسات الدولة من أجل القضاء على عقلية الشعوذة بكل روافدها المغذية، هذا إن كنا حقا نريد وطنا عاقلا وشعبا واعيا ومستقبلا أكثر منطقية.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة