على مدار الأيام الماضية انشغل المثقفون بشائعة نقل تبعية قصور الثقافة من وزارة الثقافة إلى وزارة التنمية المحلية، بعض المثقفين ارتاح للفكرة، معتبرا أن نقل تبعية قصور الثقافة إلى «التنمية المحلية» سيكون عاملا من عوامل نهضتها، لأنه ببساطة سيسهم فى عملية التحول إلى اللامركزية، وسيجل قصور الثقافة لأول مرة تحت إشراف المحافظين، والبعض الآخر هاجم الفكرة، معتبرًا إياها بداية لتفكيك وزارة الثقافة مبدين اعتراضهم على سحب الذراع الطولى للوزارة من جسده الأم، وقد شغل هذا الأمر الناس حتى صرح الكاتب الصحفى، حلمى النمنم، عبر «اليوم السابع» بأن هذه الفكرة ليست أكثر من شائعة، مؤكدا أن الهيئة جزء أصيل من كيان الوزارة، ولا يجوز أن يفكر أحد فى الاستغناء عنها أو فصلها عن أصلها.
كشفت هذه الشائعة عن أزمة حقيقية تعيشها هذه الهيئة الجبارة، فهذه الهيئة الوحيدة من بين هيئات الوزارة، التى تتمتع بوجود حقيقى داخل محافظات مصر، وهى الحاضنة الأولى لغالبية مثقفى ومبدعى مصر، الذين نموا فى المحافظات المختلفة، لكنها للأسف تشهد الآن نوبة من نوبات الخمول، لضعف الإمكانيات من ناحية، وسوء التخطيط من ناحية أخرى، وفى الحقيقة فإننى لا أفهم كيف يكون للوزارة مئات الفروع فى جميع محافظات مصر ولا تستفيد منها ماديا ومعنويا، فمن الممكن أن تتحول هذه القصور إلى موارد للدخل بدلا من أن تظل عبئا على الميزانية العامة للوزارة، فمعظم هذه القصور فى أماكن جماهيرية متميزة فى المحافظات، وإذا إدخلنا بعض المؤسسات الثقافية أو بعض دور النشر الخاصة فى رعاية هذه القصور وتمكينها من عرض بعض إصداراتها فى القصور سنتمكن من تطوير هذه القصور وضمان وجود عائد منتظم لها، ستقول لى وكيف تفعل قصور الثقافة هذه الأمور وهى هيئة غير ربحية، وسأقول لك إن أمامنا حلين الأول هو أن يتولى صندوق التنمية الثقافية هذا الأمر فيقوم الصندوق بتأجير المساحات المتاحة فى هذه القصور للمكتبات والكافتيريات ودور النشر ويتحصل هو على العائد منها ثم يقوم الصندوق بعمل مشروعات تطويرية وأنشطة ثقافية فى هذه القصور، والثانى أن يتم تعديل لوائح الهيئة بما يمكنها من عملية الاستغلال التجارى لمنشآتها، بعد هذا يأتى دور معالجة الخطة الاستراتيجية التثقيفية لهذه القصور، التى يجب أن تتم «مركزيا» بإشراف لجنة يرأسها الوزير نفسه، لا بإشراف «الست مديحة» مديرة الأنشطة فى القصر ولا بإشراف أستاذ «فتح الباب فتح الله»، مدير عام إدارة الاستعارة فى مكتبة القصر الخاوية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة