تحاول كوريا الشمالية الرد على الولايات المتحدة الأمريكية عقب العقوبات التى فرضتها واشنطن على بيونج يانج، إذ اعتمد مجلس الأمن الدولى حزمة عقوبات جديدة وُصِفَت بأنها الأكثر تشددا على كوريا الشمالية بسبب برنامجها الصاروخى، ويحظر قرار المجلس، الذى أقر بالإجماع، الصادرات القادمة من كوريا الشمالية ويفرض قيودا على الاستثمار فى داخلها.
وردا على هذه الإجراءات، استفزت كوريا الشمالية أمريكا عن طريق أقرب شركائها، وأطلقت صواريخ باليستية عابرة للقارات ضد اليابان التى تعد أهم شركاء أمريكا.
وأعلنت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية أن كوريا الشمالية أطلقت صاروخا يتجه صوب شمالى البلاد، وحذرت الحكومة اليابانية المواطنين فى شمال اليابان إلى ضرورة اتخاذ الاحتياطات إزاء صاروخ كوريا الشمالية.
وذكرت وكالة أنباء كوريا الجنوبية يونهاب أن مقذوف كوريا الشمالية أُطلق من منطقة قرب بيونج يانج، ولم يحاول الجيش اليابانى إسقاط الصاروخ الذى مر فوق الأراضى اليابانية عند الساعة 6.06 صباحا بالتوقيت المحلى (21:06 بتوقيت جرينتش(.
ومن جانبه، قال رئيس وزراء اليابان إن بلاده ستتخذ جميع الخطوات الضرورية لضمان سلامة الشعب اليابانى.
وكانت كوريا الشمالية قد أطلقت صباح السبت الماضى 3 صواريخ بالستية قصيرة المدى باتجاه بحر اليابان بينما يشارك عشرات الآلاف من الجنود الأمريكيين والكوريين الجنوبيين فى مناورات فى شبه الجزيرة الكورية، حسب ما أعلن الجيش الأمريكي.
أوضح ديف بينهام المتحدث باسم قيادة العمليات الأمريكية فى منطقة المحيط الهادئ أن الصواريخ التى أطلقت من موقع كيتايريونغ الكورى الشمالى لم تشكل أى تهديد للولايات المتحدة أو جزيرة جوام الأمريكية فى المحيط الهادئ.
وأضاف "الصاروخين الأول والثالث تعطلا أثناء تحليقهما، أما الصاروخ الثانى فيبدو أنه انفجر تقريبا فور إطلاقه"، مشيرا إلى أن عملية إطلاق الصواريخ الثلاثة استغرقت حوالى نصف ساعة.
وأوضحت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية أن إطلاق الصواريخ بدأ عند الساعة 06,49 السبت (21,49 ت غ الجمعة)، موضحا أن المقذوفات قطعت مسافة 250 كلم تقريبا.
وأشارت اليابان إلى أن أراضيها لم تصب بأذى. وأوضح يوشيهيدى سوجا المتحدث باسم الحكومة "نؤكد أنه لم يسقط أى صاروخ بالستى على أراضى بلادنا ولا فى منطقتها الاقتصادية الخاصة فى البحر". وأوضح وزير الدفاع اليابانى ايتسونورى اونوديرا "قد يكون الأمر صواريخ بالستية أو عادية. نحن بصدد القيام بتحاليل".
ويمثل اختبار الصواريخ الرد التقليدى لكوريا الشمالية على المناورات العسكرية السنوية الأمريكية الكورية الجنوبية التى تعتبرها بيونج يانج تدريبا على غزو كوريا الشمالية.
ورأى أن انفجار أحد الصواريخ يمكن أن يعنى أن كوريا الشمالية اختبرت تكنولوجيا جديدة. وأضاف "عادة تطلق صواريخ غير مجربة سابقا من الساحل باتجاه البحر لتفادى أن تسقط" فى أراضى مأهولة.
وشهد التوتر بين واشنطن وبيونغ يانغ فى الآونة الأخيرة أوجه مع إطلاق صاروخين بالستيين عابرين للقارات يمكنهما إصابة أراضى الولايات المتحدة الأمريكية.
وهدد حينها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بإطلاق "نيران الغضب" على كوريا الشمالية إذا لم تتوقف عن تهديد كوريا الجنوبية.
وردت بيونج يانج بالتهديد بإطلاق صواريخ متوسطة المدى قرب جزيرة جوام الأمريكية فى المحيط الهادىء التى تؤوى قواعد عسكرية مهمة لتوجيه "تحذير حاسم" لواشنطن.
