ننتظر فى كل عام مؤتمر أدباء مصر لما يقدمه من ندوات وأمسيات وتجمعات ثقافية، وقد كانت دورته الأخيرة فى المنيا العام الماضى موفقة، لكن دورة هذا العامالتى تحمل رقم 32 فى تاريخه لم تتضح ملامحها بعد، لكن عدم التوافق يلقى بظلاله على كل شىء منذ البداية.
هذه الدورة ومنذ بدأ التفكير فيها يوجد بها شىء غريب، ولو لاحظنا اللقاء الأخير الذى تم فى بداية الشهر الجارى بين الشاعر أشرف عامر رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة وأمانة المؤتمر برئاسة الشاعر حازم المرسى، نرى أنه لم يكن لقاءا مفيدا على أى مستوى، فقد اختلف الطرفان فى جزئية مهمة، فهيئة قصور الثقافة تتبنى فكرة إقامة المؤتمر فى أربعة أماكن بالتوازى، على أن يحمل نفس المحاور وأن يتم تطبيق تقنية الفديو كونفرانس، ويقصدون بالأماكن محافظات محتلفة، وهو ما اعترضت عليه أمانة المؤتمر ومن وجهة نظرهم أنه يفرغ المؤتمر من مضمونه.
وفى الحقيقة أنا أضم صوتى فى هذه الجزئية إلى أمانة المؤتمر، لأن توزيع الأماكن سوف يحول المؤتمر إلى مجموعة من الندوات واللقاءات الصغيرة مما يخرجه من شكله المعروف وطريقته القائمة على تجميع أكبر قدر من الكتاب والمبدعين فى مكان واحد، كما أنه سيقضى على خصوصيته وتميزه وفى الوقت نفسه سوف يمثل تكلفة مالية زائدة بلا طائل.
لكننى فى الوقت نفسه أعتب على أمانة المؤتمر، لأنهم لا يتحركون إلى خطوات واضحة فى العملية التنفيذية لإيجاد المؤتمر على أرض الواقع، فهم لا يزالون يدورون فى النقطة نفسها يعيدون ويزيدون فيها، حتى أن أى تصريحات ثقافية يكون الكلام فقط حول نية هيئة قصور الثقافة تدمير المؤتمر عاملا مشاركا قبل الحديث عن أى شىء آخر، مع أن الأمانة تملك القدرة على الحسم فى هذا الأمر ووضع قصور الثقافة أمام الأمر بشكل قاطع، وذلك بأن تختار محافظة معينة وتبدأ العمل.
وبمناسبة المكان كتبت من قبل وتمنيت فى دورات سابقة للمؤتمر أن ينعقد هذا العرس الثقافى فى سيناء، شمالها أو جنوبها، ورأيت أن ذلك هو أحد الردود الحاسمة على الإرهاب وجنونه، وفى تصريحات صحفية، مؤخرا، للشاعر حازم المرسى، أمين عام المؤتمر، قال بأن محافظة جنوب سيناء أبدت موافقة مبدئية على تنظيم المؤتمر، وأنا أتمنى منه أن يعمل على تحقيق ذلك الأمر، لأن هذه الخطوة سوف تحسب للمؤتمر، لكن فى الوقت نفسه أرجو من حازم المرسى أن يتنبه جيدا، لأنه ربما يفاجأ بعد مرور الوقت بأن محافظة جنوب سيناء غير موافقة، وقد يحدث ذلك فى وقت متأخر وحينها سوف يتم اختيار مكان بطريقة عشوائية دون دراسة أو إعداد جيد، لذا عليه أن يحسم هذا الأمر سريعا، لأننا لا نريد مبررات تتعلق بضيق الوقت، وأن اعتذار كذا وامتناع كذا ومثل هذه الأسباب هى المسؤولة عن الشكل الباهت الذى ظهر به المؤتمر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة