استكمالا لسلسلة المقالات، التى بدأتها يوم السبت الماضى، عن منظمات حقوق الإنسان الدولية، وأذرعها الداخلية، نرصد فى المقال الرابع، حقيقة دور نشطاء السبوبة فى الداخل، وكم تصنع الأموال الطائلة، التى يتلقونها فى شكل تمويلات، من أزمات وكوارث خطيرة للبلاد.
نطرح فى هذا المقال، سؤالا مهما، يحتاج لإجابة واضحة، بعيدًا عن زخرفة وتزيين الشعارات، وطنطنة الكلمات، والمصطلحات الكبيرة والمكعبرة، عن «إيه هى شغلانة الناشط الحقوقى بالضبط؟!»، وسنبحث معا عن إجابات حقيقية، دون مزايدة!!
بداية تعالوا نؤكد على حقيقة محورية، أن الناشط الحقوقى، يظهر أمام الناس مرتديًا عباءة رسول الإنسانية، والمبشّر برسالة الخير والنماء وإنقاذ البلاد والعباد من الظلم، والمضحى بروحه وأمنه واستقراره فى سبيل إرساء العدل ومحاربة الظلم، وهى قيم نبيلة وعظيمة ورائعة.
وفى سبيل ذلك، يبدأ الناشط فى تدشين عمله، بتقديم برامج لجهات أجنبية تمنح أموالًا باليورو والدولار والريالات القطرية، وبالتدقيق فى أى البرامج، التى تنال استحسان الجهات الأجنبية المانحة لملايين الدولارات، فلا تجد سوى البرامج السياسية، وحماية الشواذ، واللعب على حقوق العمال فى المصانع والشركات والمرأة، والعبث بعقول الشباب أقل من سن 16 عامًا، لتدريبهم على كيفية الاعتراض وتنظيم المظاهرات فى المدارس والجامعات.
إذن، لا تمنح الجهات الأجنبية أموالًا لأى جمعية أهلية أو حقوقية تعمل فى مجالات تعود بالنفع على الوطن والمواطن، من عينة قطاعات الصحة ببناء المستشفيات والوحدات الصحية فى القرى والنجوع بالمحافظات البعيدة، أو التعليم ببناء المدارس والجامعات، أو الثقافية ببناء وتطوير قصور الثقافة وإنشاء المكتبات، أو حل مشاكل الصرف الصحى، وتوصيل شبكات مياه الشرب والكهرباء للمناطق المحرومة، وتحسين وسائل النقل، أو حل مشكلة الإسكان عن طريق إنشاء وحدات سكنية آدمية تنتشل الغلابة من العشوائيات الكارثية، والمقيمون مع الموتى فى المقابر المختلفة.
وكما تعودنا معكم أعزائى القرّاء، إننا لا نتحدث إلا وفقًا لمعلومات، سنقدم لكم حقائق مدعمة بالأرقام حول ملف الجمعيات الحقوقية والأهلية، كنا قد أشرنا لها من قبل، ونعيد إلقاء الضوء عليها، ونشرح سبب استعار الحقوقيين غضبًا وسخطًا من موافقة البرلمان على قانون الجمعيات الأهلية، وتدخل المنظمات الحقوقية الدولية على الخط وتشكيلها لوبى للضغط على الإدارة الأمريكية خاصة وزارة الخارجية التى يقطنها الصقور الجارحة والكارهة لمصر، لقطع المعونة وكل المساعدات لمصر.
أولى الحقائق الناصعة أن كل المنظمات الحقوقية العاملة فى مصر لها هدف واضح ووحيد، تلقى تمويلات ضخمة من الخارج، فى مقابل تقديم كل ما يطلب منها، حتى وإن كانت إعداد دراسات وتقارير تمس الأمن القومى المصرى.
ثانى الحقائق أن كل المنظمات الحقوقية الأجنبية، تمثل الذراع القوية لاستخبارات بلادها، مثل المعهد الجمهورى، والمعهد الديمقراطى الأمريكيين، وهيومان رايتس ووتش، ومنظمة العفو الدولية، وهيومان رايتس مونيتور، وهدفها تنفيذ مخططات هدم الدولة المصرية.
انطلاقًا من هذه الحقائق، يمكن لأى إنسان تملأ صدره شكوكًا وأسئلة حائرة عن سر الكراهية، التى يحملها النشطاء والحقوقيون المصريون لبلادهم، وللمؤسسات الرسمية، ووقوفهم ودعمهم للحركات الاحتجاجية، والجماعات والتنظيمات المتطرفة، استخلاص إجابة وحيدة شافية، هى التمويل.
وخلال الفترة الماضية بدأت مخططات وبرامج المنظمات الحقوقية سواء الأجنبية، أو أذرعها الداخلية، تأخذ مسارًا جديدًا، من خلال التركيز على 5 فئات، الأولى الشواذ فى مصر، والثانية، المرأة، والثالثة المعاقين، والرابعة عمال الشركات، سواء فى غزل المحلة أو التابعة لهيئة قناة السويس، والخامسة الشباب، سواء فى الجامعات أو الأحزاب والأندية الشهيرة من الذين يتمتعون بكفاءات علمية، وسمات شخصية قيادية، وذلك للعب فى عقولهم، والتشويش على أفكارهم، والتشكيك فى مؤسساتهم.
المثير أن المنظمات الحقوقية، والجمعيات الأهلية كان عددها قبل ثورة 25 يناير 27 ألف جمعية، وقفز العدد بعد الثورة فى ظل الانفلات القانونى وغياب الدولة، إلى ما يقرب من 48 ألف جمعية، ما يؤكد أن السبوبة كبيرة للغاية، إذا علمنا أن هذه الجمعيات والمنظمات تتلقى تمويلًا من الخارج يبلغ 14 مليار دولار سنويًا، وهو الرقم الرسمى المعلن، ناهيك عن التمويلات، التى تدخل البلاد بعيدًا عن أعين الحكومة، وتُسخر هذه المبالغ فى مسارات إثارة الفوضى، وتبنى برامج تحريضية، والعمل على هدم القيم الأخلاقية والوطنية للمصريين، وزعزعة الاستقرار.
هنا يقفز السؤال المهم، البعيد كل البعد عن نظريات المؤامرة: ما العائد، الذى تجنيه الجهات المانحة والممولة للمنظمات الحقوقية من أن تدفع مليارات الدولارات لمنظمات: إن لم تكن تنتظر المقابل السخى، وأن هذا المقابل عبارة عن تنفيذ مخططات تمس الأمن القومى للوطن؟
أيضًا هذه الأرقام تؤكد سر غضب النشطاء وكراهيتهم للنظام الحالى، لأنه أغلق حنفيات التمويلات الضخمة، إذن كفاح ونضال وشعارات كل النشطاء المرتدين لعباءات الرسل المخلصين للعباد من نيران الظلم، فما هى إلا خديعة كبرى، وأن الحقيقة المؤكدة أن هؤلاء يبذلون كل الجهود لتقديم البلاد والعباد قرابين للأعداء للحصول على المقابل فى شكل تمويلات باليورو والدولار!!
ولك الله يا مصر...!!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة