اهتمت الصحف البريطانية بفكرة إنشاء ما يطلق عليه "أكشاك الفتوى" فى بعض محطات مترو الأنفاق، والتى تعتبرها الحكومة محاولة لمواجهة من يزرعون الفكر المتطرف فى عقول الشباب عبر العديد من الفتاوى والتفسيرات المتطرفة للنص القرآنى الكريم.
وتحدثت صحيفة "التايمز" عن الفكرة، حيث تم مؤخرا إنشاء أول كشك للفتوى فى محطة الشهداء، قائلة أن مصر تكافح التطرف عبر أكشاك النصح فى المترو حيث يمكن للناس أن يستقوا فتواهم.
وأضافت الصحيفة فى تقرير على موقعها الإلكترونى، اليوم الخميس، أن فريق من رجال الدين التابعين لمؤسسة الأزهر، يجلس داخل كشك فى محطة الشهداء للرد على كم واسع من الأسلئة الخاصة بتعاليم الدين الإسلامى، مشيرة إلى أن الجهود تأتى كجزء من إجراءات واسعة تتخذها الحكومة المصرية فى مواجهة التطرف.
وتحدث التقرير عن الهجمات الإرهابية التى استهدفت مصر خلال الأشهر الماضية، وعلى رأسها الاعتداءات التى ضد المسيحيين فى الكنائس، حيث قتل أكثر من 100 مواطن قبطى فى سلسلة من التفجيرات منذ ديسمبر 2016.
كما اهتمت صحيفة "الجارديان" البريطانية بتسليط الضوء على سعى الأزهر الشريف لمواجهة التشدد عن طريق وضع هذه الأكشاك فى محطات المترو للإجابة عن تساؤلات المصريين بشكل يجنبهم الاستماع إلى نصائح ربما تدفعهم إلى التطرف، وقالت إن هذه الفكرة ثبت أنها تلقى رواجًا شعبيًا بين الركاب الذين يستخدمون محطة "الشهداء" المزدحمة فى مواصلاتهم اليومية.
وأضافت الصحيفة، أن الركاب يصطفون أمام الكشك ذو اللون الأخضر، حتى يتحدثوا مع الشيوخ بشأن أمور حياتهم اليومية ورأى الدين بها، موضحة أن أغلب تلك المواضيع تتعلق بالزواج والطلاق والإرث، حسبما قال أحد الشيوخ التابعين للأزهر، لكنه فضل عدم ذكر اسمه.
ويهدف المشروع الذى وضعه الأزهر الشريف إلى تصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام، ويأمل الأزهر، أن تساعد هذه الأكشاك على توجيه المصريين بعيدا عن الفكر المتطرف.
ونقلت الصحيفة عن الشيخ تامر مطر، منسق عام الفتوى الإلكترونية فى الأزهر، إن هدف الأكشاك هو توجيه المواطنين لطلب المشورة من الأزهر، بدلا من الجماعات المتطرفة.
وقال: "التجربة ناجحة حتى الآن ونأمل أن يتسع نطاقها، إذ تلقينا خلال ثمانية أيام هم عمر المبادرة، 1500 سؤال واستفسار، وفى أى لحظة يمكنك أن تجد عشرات من الناس فى انتظار طرح أسئلتهم".
وتعمل هذه الأكشاك دورتى عمل فى اليوم، وترحب بالزائرين من الساعة من 9 صباحا حتى 8 مساء، بحسب الجارديان.
وأوضح الشيخ الذى فضل عدم ذكر اسمه ردًا على أن المشروع لن يجذب الأشخاص الذين لديهم ميل للتشدد لأنهم لن يأتوا لطلب النصح، أن المتشددين لن يأتوا لطلب المشورة، قائلًا "نحن نستهدف الناس فى الشارع الذين يجهلون المسائل الدينية - يأتون إلينا ونحاول وضعهم على الطريق الصحيح من الاعتدال".
ورفض محمد أبو حامد، النائب المصرى فكرة الأكشاك، وقال "المشروع كله سخيف. أنه فهم سطحى للدعوة لتجديد الخطاب الدينى".
وأضاف "عندما نتحدث عن تجديد الخطاب الدينى فإننا نعنى المضمون الرئيسى.. وإذا أنشأ الأزهر هذه الأكشاك معتقدًا أن هذا يجدد الخطاب الدينى، فإنهم لا يدركون الأمر. إنهم يفعلون ذلك للتهرب من إجراء أى تغيير حقيقى".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة