"اليوم السابع" فى قرية شيخ الأزهر الأسبق..

بالصور.. نجل شقيق الشيخ جاد الحق: كان يقضى وقته فى الفصل بين مشاكل الناس

الخميس، 03 أغسطس 2017 08:00 ص
بالصور.. نجل شقيق الشيخ جاد الحق: كان يقضى وقته فى الفصل بين مشاكل الناس الشيخ عبد القادر يروى ذكرياته لليوم السابع
الدقهلية ـ محمد حيزة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

- رفض مخالفة القانون بإعطائى أجازة سنة زيادة للعمل فى الجامعة الإسلامية بالسعودية
 

"قرية بطرة"، إحدى القرى المحيطة بمدينة المنصورة، والتى تبعد عنها 30 كيلو مترا، بمحافظة الدقهلية، ولكنها ليست كباقى القرى، فحين تدخلها، تلمح للوهلة الأولى، صور نشأة الشيخ جاد الحق على جاد الحق، شيخ الأزهر الأسبق فى كل مكان، فهو أحد أبناء تلك القرية، ومنها انطلق حتى يكون من أكبر علماء الإسلام، ومن أكثر الدعاة إلى الوسطية، وإلى المفاهيم الصحيحة، والتى نادى بها الأزهر على مر العصور.

 

"اليوم السابع" التقى الشيخ عبد القادر جاد الحق، نجل شقيق الشيخ جاد الحق على جاد الحق، وصحبه كثيرا فى حياته، وتعلم منه، وكان من أكثر الناس التصاقا وتواصلا معه، حتى أنه سمى بأبن الشيخ جاد الحق، والذى استرجع معنا ذكريات الشيخ وقال،  "ولد عام 1917، وتربى فى قرية بطرة، مركز طلخا، بمحافظة الدقهلية، وكان أبوه صالحا، ويحمل الأمانات، وكانت له مكانة عالية فى هذه القرية، وتربى حتى كبر وحفظ القرآن الكريم فى مكتب الشيخ سيد البهنساوى، ببطرة، وبعد ذلك اتجه للمعهد الدينى بطنطا، وحصل على الشهادة الإبتدائية منها، ثم انتقل لمعهد القاهرة الدينى.

 

وأكمل عبد القادر قائلا :"حصل الشيخ جاد الحق على الثانوية وذهب ليقدم أوراقه لكلية اللغة العربية، لكنه تأخر عن التقديم بيوم واحد، وأتى بواسطات ليقبل بها ولم يتمكن من ذلك، وحاول أن يدخل كلية دار العلوم، لإنه كان يرغب فى دراسة اللغة العربية، لكن الله كان يريد شئ آخر، ودخل كلية الشريعة، بعد شهرين من بداية الدراسة، وكانت النتيجة أنه استمر فيها وتخرج منها، وكان من ضمن الـ 5 الأوائل، على مستوى المملكة فى وقتها، والتى هى جمهورية مصر العربية حاليا.

 

وأضاف "عبد القادر" : عندما تخرج من كلية الشريعة، التقى بالملك فى أيامه، وحصل على وشاح الدولة فى هذا العام، الذى تخرج فيه، وكان من الـ5 الأوائل فى أيام فضيلة الشيخ  الإمام الأكبر مصطفى المراغى، شيخ الجامع الأزهر فى هذا الوقت، وعمل كاتبا بدار الإفتاء، وبعد ذلك تخصص فى القضاء الشرعى، وحصل على دبلومة فى القضاء الشرعى، ولما ألغى القضاء الشرعى، كان فى محاكم الدولة، وأخذ يترقى فيها، حتى وصل لمستشار ثم مفتش أول فى القضاء.

 

وتابع نجل شقيق شيخ الأزهر الأسبق، "الشيخ جاد الحق، كان أبا رحيما لم أر قبله ولا بعده أحدا بهذه الأخلاق الطيبة، كان يتغمدنا برحمته وأخلاقه، كان يحسن للصغير فينا وكان يحترم الكبير، عاش فى هذه الفترة فى قرية بطرة، كان يأتى إليه الناس من كل المحافظات، لحل مشكلاتهم، ويفصل فيها بينهم، وكان يحلها، ويوم زيارته للقرية كان يوم عيد، والناس كانوا ينتظرونه لحل مشكلاتهم، وكان يستمع للصغير والكبير، وأذكر يوما قالت له إحدى بناته، لما ذهب إليه أحد الناس يشكو له وكرر له الشكوى، يا أبى سمعت له أكثر من مرة، وعرفت ما يريد أن يقوله، فقال لها لابد أن استمع إليه حتى ينتهى من كلامه، ولا يظن منى أنى أشيح بوجهى عن الناس".

 

وأضاف "جاد الحق" ،أنه كان يكرم الصغير ويحسن إلى الجار، وكان وصالا لرحمه، ويوم أن ذهبت إليه لأقدم أوراقى طالبا بجامعة الأزهر، تعامل معى بكل أدب واحترام، وكان يرعانى، فهو عمى فى مقام أبى، وتعاملت معه بالود فى مراحل حياته كلها، وكنت جالس معه يوم أن تلقى خبر تعيينه مفتى للديار المصرية، وجلسنا ننتظر إذاعة البيان، كنا سعداء، ولكنه زاد تواضعا بهذا المنصب، وتأدب على يد والده، وعامل كل أهل قريته وأقاربه بأدب جم، وتولى وزارة الأوقاف وعاش فيها شهور، ثم ترشح حتى يكون شيخا للأزهر، والحق يقال أنه لم يكن بالسعادة التى يرغب فيها الكثير، فكانت سعادته أن يتعامل مع الناس، ويجيب على أسئلتهم، حتى أنه سمى بالشافعى الصغير، والفتوى فى عهده كأنها مكتوبة فى رأسه.

 

ويقول ، إن الشيخ جاد الحق على جاد الحق الف العديد من الكتب والمصنفات ، منها مجموع فتاوى الشيخ جاد الحق على جاد الحق، وهناك أشياء لم يعرفها الكثير، مثل رسالة ألفها، وحصل على الماجستير فيها، طالب بجامعة الأزهر من جامعة سعودية، وكانت بعنوان اجتهادات الشيخ جاد الحق الفقهية فى بعض المسائل والمستجدات العصرية.

 

ويروى نجل شقيقه عن حياته قائلا "كان يجلس فى بيته متواضعا، وكان البيت من الطوب اللبن، وكان يتجمع حوله الناس، ويقضى فى مشكلاتهم، ولم يتأخر عن أحد مطلقا، ولم يتنازل عن سماع الناس، ليفتى لهم، ويأخذون رأيه، وكان يتعامل مع الفقير والغنى، ولم نره يوما ما تأفف من أحد، أو اشتكى من أحد، وأدبه الجم، كان يثبت أنه كان شيخا عالما يصلح أن يكون شيخا وإماما للجامع الأزهر".

 

وعن حب أهل قريته له يقول، كان يجلس فى بيته داخل القرية، ولا يخرج لكثرة المشاكل التى تعرض عليه، ولما حصل على أكثر من جائرة دولية عالمية، منها جائرة الملك فيصل، أخذ هذه الأموال التى حصل عليها من الجوائر، وبنى مجمع مكون من مسجد ومدرسة تحفيظ قرآن، ودار أيتام، ومستشفى، وتحوى كل شئ فى مجمع الشيخ جاد الحق، ولم يكن يخرج إلا لزيارة أقاربه، ويصل رحمه فكانت هذه من أهم سماته وصفاته، والكل كان يحبه، وكان يقدم إخوانه، وكان محبوبا بين الناس، وحتى أنه لما وصل لمشيخة الأزهر، كرم فى قريته، وكانت القرية كلها تحتفل بذلك، لإنه كان محبوبا جدا.

 

ويحكى من كان يلقب بأبن الشيخ جاد الحق، أحد المواقف التى حدثت بينهما، والتى تؤكد عدل الشيخ وورعه قائلا "كان يساوى بين كل الناس، حتى أنه أجرى ذلك على نفسى، وأنا كنت أعتبر من أبنائه، يوم أن ذهبت لأعمل فى الجامعة الإسلامية بالسعودية، طلبت منه أن أحصل على سنة زيادة عن حقى فى إجازة بدون مرتب، وكان القانون وقتها لا يسمح بأكثر من 4 سنوات، وأنا أردت أن أحصل على السنة الخامسة، فقدمت له طلب وإلتماس، فاستدعانى، وقال لى كونك ابن جاد الحق، فلا يدفعنك هذا لتأخذ حق غيرك، إن أردت أن تعمل فى السعودية قدم استقالتك، وقدمت استقالتى، وقال لى من استقالوا ليسوا أفضل منك، واستكملت العمل فى السعودية، ولم يوافق أبدا على أن يخالف القانون، برغم أن الكثير من أبناء الأسرة، شفعوا لى فلم يرضى، وأقام العدل بين الجميع الأبناء والأغراب، وفعلا ضاعت على فرصة العمل فى جامعة الازهر، وأقام على العدل، ورضيت بذلك جدا، لإنى تربيت على يديه، فلم يكن يعطى لغيرى حتى يعطينى، وهذا موقف يدل على عدله وورعه، وفى قريته كانت أسرته كبيرة جدا، ولم يكن يغتر بذلك، تواضعا منه".

 

1 الشيخ عبد القادر مع عمه جاد الحق
1 الشيخ عبد القادر مع عمه جاد الحق

 

2 صورة نادرة للشيخ جاد الحق بعد حصوله على الوشاح
2 صورة نادرة للشيخ جاد الحق بعد حصوله على الوشاح

 

3 الشيخ جاد الحق فى صورة نادرة بعد حصوله على المركز الاول
3 الشيخ جاد الحق فى صورة نادرة بعد حصوله على المركز الاول

 

4 الشيخ عبد القادر
4 الشيخ عبد القادر

 

5 مجمع الشيخ جاد الحق
5 مجمع الشيخ جاد الحق

 

6 تردد المواطنين على المجمع
6 تردد المواطنين على المجمع

 

7 مسجد الشيخ جاد الحق
7 مسجد الشيخ جاد الحق

 

8 باحة مسجد الشيخ جاد الحق
8 باحة مسجد الشيخ جاد الحق

 

9 الشيخ عبد القادر يروى ذكرياته لليوم السابع
9 الشيخ عبد القادر يروى ذكرياته لليوم السابع

 

10 المجمع الخيري
10 المجمع الخيري

 









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

خالد شهاب

بارك الله فيك

جزا الله خيرا الشيخ جاد الحق عما فعله للازهر وللاسلام والمسلمين - وبارك الله في الشيخ عبدالقادر جاد الحق ومتعه بالصحه والعافيه

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة