بعد شهرين من المقاطعة العربية لإمارة قطر ـ الراعى الأول للإرهاب فى الشرق الأوسط ـ تواصل دوائر أمريكية رسمية وشبه رسمية دعوة إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لمراجعة العلاقات مع الدوحة لدورها المشبوه فى المنطقة.
وفى الوقت الذى تواصل فيه إمارة قطر دعم وتمويل جماعة الإخوان وتنظيم القاعدة وطالبان وداعش، قال لوك كوفى، مدير مركز أليسون للسياسة الخارجية التابع لمؤسسة التراث الأمريكية، إن واحدة من أسباب الأزمة بين قطر وجيرانها العرب هو دعم الدوحة المتواصل للجماعات المتطرفة فى الشرق الأوسط.
وأضاف كوفى، فى مقال بموقع ناشونال إنترست، الأمريكى، اليوم الأربعاء، إن الأثرياء القطريون طالما مولوا التنظيمات الإرهابية فى أنحاء المنطقة، فى حين تغض الحكومة الطرف عن ذلك.
وأشار المدير لدى مؤسسة التراث الأمريكية، وهى مؤسسة بحثية مرموقة مقرها واشنطن، إلى تقرير صادر عن وزارة الخارجية الأمريكية، الأسبوع الماضى، يقول إن ممولى الإرهاب داخل قطر لا يزالوا قادرين على إستغلال النظام المالى غير الرسمى فى البلاد.
وأضاف أنه من المعروف أن قطر توفر موارد كبيرة لحركة حماس، الجماعة الفلسطينية التى تعتبر منظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى وغيرها. كما دعمت قطر بعض الجماعات الإرهابية فى سوريا، مثل أحرار الشام التى لها صلات وثيقة بتنظيم القاعدة. كما عاش خالد شيخ محمد، العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر، فى قطر تحت حماية الأسرة الحاكمة بين عامى 1992 و 1996.
وأكد الخبير الأمريكى أن مثل هذه الممارسات يجب أن تقلق الدول العربية المقاطعة لقطر الآن، وأن تقلق الولايات المتحدة أيضا. وأضاف أن قطر تحاول أن تجلس على كرسيين، فهى تستضيف قاعدة جوية أمريكية رئيسية، مما يجعلها شريكا هاما لأمريكا فى المنطقة. ولكن يجب ألا تحصل على تصريح مجانى لسجلها الطويل من الأنشطة المزعزعة للاستقرار فى الشرق الأوسط.
ويرى كوفى أن الأوان لم يفت بعد حتى تتراجع قطر وتثبت أنها تستطيع أن تلعب دورا بناءا ومستقرا فى المنطقة. وهنا يمكن قطر أن تنظر إلى عمان كنموذج.
ويشير إلى أن مسقط ترتبط بعلاقات طيبة مع ايران مع الحفاظ على علاقات وثيقة مع جيرانها العرب السنة والولايات المتحدة. وبنفس القدر من الأهمية، فقد امتنعت عن تمويل الجماعات المتطرفة فى ليبيا وسوريا. والواقع أنه لا يوجد تسامح مطلقا مع هذه الأنشطة الشائنة داخل عمان، إذ أن السلطنة هى البلد العربى الوحيد الذى لم يقدم أى مقاتلين لتنظيم داعش الإرهابى.
وخلص المدير لدى مؤسسىة التراث بالقول إن الإستقرار الإقليمى والتضامن العربى فى مواجهة العدوان الإيرانى أمر هام بالنسبة للولايات المتحدة. فطيلة سنوات قامت قطر بتصرفات معادية للمصالح الأمريكية فى المنطقة. وأوصى بضرورة تدخل الولايات المتحدة لإنهاء الأزمة الحالية بين قطر والدول العربية الأربعة مصر والسعودية والإمارات والبحرين، بطريقة تخدم المصالح القومية لواشنطن وحلفائها "الحقيقيين" فى المنطقة.
ويرتبط نظام تميم بن حمد بعلاقات مشبوهة مع إيران، ومنذ بداية الأزمة استعانت بعناصر من الحرس الثورى الإيرانى لحماية تميم بن حمد ونظام حكمه، حيث تقدر مصادر فى المعارضة القطرية عدد الضباط والجنود الإيرانيين المتواجدين فى العاصمة القطرية الدوحة بما يزيد على 10 آلاف عنصر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة