أكرم القصاص - علا الشافعي

إبراهيم حمزة يكتب: نجيب محفوظ دعا المبدعين الجدد لتجاوزه

الأربعاء، 30 أغسطس 2017 06:00 ص
إبراهيم حمزة يكتب: نجيب محفوظ دعا المبدعين الجدد لتجاوزه إبراهيم حمزة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"كل ما أرجوه – حقيقة – من الجيل التالى والذى قد يصل بنا على العالمية – ألا يكون الموضوع فقط محليا، ولكن الشكل أيضا، يوم أن نحقق هذا يمكن القول عندئذ أننا قدمنا أدبا عربيا صحيحا إلى العالم".. بهذه النصيحة يتوجه نجيب محفوظ للمبدعين القادمين، مبشرا بضرورة تجاوزه.

 

ولذلك فالمواجهة التى تجابهها الكتابة الروائية اليوم، تكمن فى كيفية الانسلاخ من المتعارف عليه، والمألوف، والمعروف، إلى تكوينات جديدة للرواية، أمام المخاوف المشروعة للروائى، تندفع التجارب بعنفوان لا مثيل له، ليتسع أفق إنتاج أشكال جديدة ومضامين مختلفة، ومعالجات مغايرة، فالرواية ملعب متسع للتجريب، بهذه المرونة المكتوبة على جبين الرواية، وليس المبدع كما قال فرويد "مثل الطفل الذى يلعب"، ومسألة الجدة تبقى نسبية، على مستويين: الجدة بالنسبة للكاتب ذاته مع سوابقه – أعماله الأسبق – والجدة عن السائد.

 

وقد وجدنا نجيب محفوظ مثالا للتجدد الدائم، فخرج من مرحلة إلى أخرى ومن تعامل لغوى إلى غيره، وقد نشرت "ميرامار" مسلسلة بالأهرام خريف 1967م قبل أن يضمها كتاب، والرواية مثلت انتقال محفوظ من أجواء أحياء القاهرة القديمة إلى الإسكندرية، بعيدا عن "خان الخليلى" و"السكرية" و"بين القصرين" و"زقاق المدق" إلى بانسيون صغير بالإسكندرية اسمه "ميرامار" اصطنع محفوظ فيها – إلى جانب المكان المختلف – أسلوبا مختلفا فى البناء السردى اعتمادا على تعدد الأصوات الساردة، وتكرارية هذه الأصوات بفنية جديدة على الكاتب، هذه هى مرحلة الحيرة التى يحدثنا محفوظ عنها، لكنه يقول ببساطته الآسرة إنه انشغل بمسألة الصيغ والأشكال – كما يقول للأديب جمال الغيطانى – بعدما كان يظن أن هناك شكل صواب وآخر خاطئ، وجد أنه يريد أن يتحرر من كل ما فرض عليه، ولكن بطريقة تلقائية وطبيعية"، لأنه رأى الأشكال الأوروبية للرواية فتساءل: "أليست طرقا فنية خلقوها؟ لماذا لا أخلق الشكل الخاص بى والذى أرتاح إليه".. محفوظ يقترب من مرحلة التعبير الدرامى الذى وصفه أمين العالم بقوله "إن أعمال نجيب محفوظ فى هذه المرحلة، تكاد تصبح على حد تعبير الناقد محمود أمين العالم "قصائد درامية، بل يكاد يكون بعض فصول روايات الشحاذ مثلاً، قصيدة من قصائد الشعر المعاصر، بناء ومعنى وتجربة وإيقاعاً داخلياً وإن خلت من الوزن والبحر والتفعيلة والقافية".

 

إذن لم يتوقف سعى "محفوظ" عن التجديد، وكما رأيناه دائما مولعا بفكرة التغيير، بحيث يمكن تتبعها فى أدبه – قصة ورواية – ربما منذ "همس الجنون" مجموعته التى أنتجها عام 1938م حتى "أصداء السيرة الذاتية" نعم تجاوز السرد نجيب محفوظ، مثلما تجاوز نجيب محفوظ سوابقه الإبداعية، فالثبات موت.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة