متابعة التحقيقات فى هروب المتهمين بقضية كتائب حلوان، تكشف كثيرا من الحقائق المريرة، التى تحتاج إلى وقفة حازمة، وتغيير للسياسات والقواعد المتبعة فى محاكمة الإرهابيين المقبوض عليهم، كيلا تتكرر محاولات الهروب والاعتداء على قوات الأمن المكلفة بحراسة المتهمين، خاصة أن حادثة الهروب لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة لإرهابيين يحترفون القتل، ويعرفون أن عقوبة الإعدام بانتظارهم، وسيحاولون فعل أى شىء للهروب وارتكاب مزيد من الجرائم.
متهمو كتائب حلوان، بحسب اعترافاتهم فى تحقيقات النيابة، درسوا على مدى شهور كل ما يتعلق بسيارات الترحيل وطبيعتها ونقاط الضعف فيها وعدد القوات التى تؤمن كل سيارة، وكذا عدد القوات التى تؤمن قول السيارات فى المهمة الواحدة من السجن إلى المحكمة، وكيفية اختراق السيارات، وفك الكلبشات والتعامل مع أى عقبة أمام تحقيق هدفهم، وهو الهروب وارتكاب المزيد من العمليات الإرهابية. من الذى كان يساعدهم ويمدهم بالمعلومات والأدوات الضرورية المساعدة على الهرب وأين؟ بالتأكيد الإجابة لن تخرج عن أهالى المتهمين أو دفاعهم، وهو فى أحيان كثيرة يكون فريق الدفاع من أعضاء التنظيمات الإرهابية ومن خلاياها النائمة، وتكون التكليفات والتنسيق والإعداد للهروب خلال اللقاءات قبل وأثناء وبعد جلسات المحاكمة.
طيب، متهمون إرهابيون على هذه الدرجة من الخطورة، كيف يمرحون رايح جاى على المحكمة بالأيام المتتالية لمدة شهور وأحيانا سنوات، قبل صدور الأحكام فى جميع القضايا التى يحاكمون فيها، وكيف يصبح ذهابهم وإيابهم من المحكمة بمثابة الرحلة، يقابلون فيها أهاليهم ويتناولون الطعام الملكى، ويتبادلون الرسائل والتعليمات والتكليفات، ويحصلون على الأدوات والأسلحة التى تمكنهم من الهرب بمساعدة عناصر خارجية تكمن لقوات الأمن فى نقطة ضعيفة من نقاط خط السير.
الإجابة فى البحث عن وسيلة ردع لدفاع الإرهابيين، بحيث لا يتلاعبون بثغرات القانون لإطالة أمد التقاضى حتى تسنح فرصة الهروب أمام المتهمين، وكذا عدم إقامة جلسات محاكمة لمتهمى الإرهاب خارج جلسة المحكمة المنعقدة فى معهد أمناء الشرطة الواقع داخل نطاق سجون طرة، ومن ثم نمنع مسألة خطوط السير الطويلة لسيارات الترحيلات، التى تقل متهمين شديدى الخطورة أو يحاكمون فى قضايا إرهاب.
أيضا لا بد وأن نشدد مرة أخرى على ضرورة تحقيق العدالة الناجزة، لأنها الكفيلة بالردع للمجرمين والإرهابيين واستتباب الأمن ورفع راية سيادة القانون، وأعجب من إرهابيين يقتلون الناس جهارا نهارا، ويتم تداول قضيتهم بالشهور الطويلة والسنوات، وكلها إجراءات تعطيلية من قبيل رد المحكمة، أو أن يصدر حكم بالإعدام على إرهابى ويتأجل، لأن المتهم يحاكم على ذمة قضايا أخرى، اعدموه يا سادة وأسقطوا عنه كل القضايا وحسابه عند ربه، لكن اضمنوا للمجتمع أنه تخلص من الشر والأشرار إلى الأبد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة