والله لم أصدق عينى للوهلة الأولى وأنا أقرأ الخبر المنشور، أمس الأول، عن الأب شديد الوحشية الذى يسكن مع أسرته فى نطاق محافظة الشرقية، والذى قام بتوثيق نجله البالغ من العمر 14 عاما بالحبال، وظل يضربه لمدة 8 ساعات متواصلة، مستخدماً خرطوم حتى فاضت روحه البريئة إلى الله سبحانه وتعالى، بدعوى تأديبه، ولم تشفع له للأسف عند هذا الشيطان غليظ القلب طوال هذه الساعات الثمانية توسلاته المتواصلة أو بكاء أمه المكلومة لكى يرحم ضعفه.
وعندما أقارن هذا المشهد شديد القسوة والبغض بما نشاهده فى الأفلام التسجيلية من رفق وعناية جميع الحيوانات والطيور «حتى الكاسرة منها» بصغارها، أدرك بشدة أننا أصبحنا فعلا فى آخر الزمان.
أرجو من وزارة الأوقاف أن تجعل محور أحد خطب الجمعة فى أقرب فرصة ممكنة يدور حول الحديث الشريف، الذى وضح فيه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم لكل الآباء منهج التعامل مع جميع أفراد أسرهم والذى يقول فيه: «خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلى»، لعله يلين القلوب التى صدأت وقست بسبب البعد عن الحد الأدنى من الوازع الدينى والأخلاقى، الذى يجب أن يغلف تعاملاتنا على مستوى الأسرة والمجتمع، كما أرجو من وسائل الإعلام المختلفة أن تركز على أن تتناول على نطاق واسع ومتواصل منظومة القيم، التى تجعل السلوك الإنسانى أكثر رحمة ورقياً وتسامحاً ورفقاً.