أوروبا "تحت الحراسة" خوفًا من تهديدات "الذئاب المنفردة".. بلجيكا تمدد مهام الجيش داخل الحدود لـ2020.. أوكرانيا تبحث عن وقف تدفق المقاتلين الأجانب.. ولجنة مكافحة الإرهاب فى الأمم المتحدة تتوقع المزيد من العمليات

الخميس، 31 أغسطس 2017 03:30 ص
أوروبا "تحت الحراسة" خوفًا من تهديدات "الذئاب المنفردة".. بلجيكا تمدد مهام الجيش داخل الحدود لـ2020.. أوكرانيا تبحث عن وقف تدفق المقاتلين الأجانب.. ولجنة مكافحة الإرهاب فى الأمم المتحدة تتوقع المزيد من العمليات فظائع داعش الإرهابى
كتب أحمد علوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

جرائم خاطفة وعشرات القتلى والمصابين، وبيانات تلو البيانات يعلن من خلالها تنظيم داعش الإرهابى المسئولية عن الترويع والدمار والإرهاب الذى بات عابراً لمحيطات عدة بعدما تمكن مقاتلو التنظيم من اجتياز حدود الشرق الأوسط وميادين النزاعات فى سوريا والعراق وليبيا ليضرب دولاً كانت قبل سنوات فى عداد الآمنين.. هكذا تحول مشهد الدول الأوروبية التى باتت على موعد من آن إلى آخر مع هجوم إرهابى جديد يحمل توقيع ذئاب داعش المنفردة الذين باتوا يهددون أمن القارة العجوز أكثر من أى وقت مضى.

 

ومع تزايد حدة الهجمات الإرهابية داخل الدول الأوروبية، تواصل العديد من حكومات القارة العجوز إجراءاتها الأمنية المشددة لوأد أى هجمات محتملة وحماية جبهاتها الداخلية من العمليات الإرهابية، حيث أقدمت بلجيكا على تمديد تواجد قواتها المسلحة داخل الحدود حتى عام 2020، فى خطوة تعكس حجم المخاوف التى تسود القارة العجوز.

 

وبحسب تقرير نشرته قناة بلجيك 24، فإن رئيس أركان القوات المسلحة البلجيكية مارك زيس ينوى الحفاظ على وجود الجيش فى شوارع بلجيكا لبضع سنوات مقبلة، من أجل إحكام القبضة الأمنية فى مواجهة الإرهاب والعناصر المتطرفة، وبناء عليه فقد أعد برنامجا للتدريب العسكرى فى إطار هذه الرؤية.

 

وبحسب القناة البلجيكية، فمن المتوقع وفق الخطة الحالية للدفاع، أن تستمر عملية "وطن" التى ينفذها الجيش البلجيكى حتى العام 2020، وفى هذا السياق أُعد برنامج التدريب متضمنا تدريبات واسعة النطاق تشمل عدة وحدات، فى حين يتم وضع المهارات غير الضرورية لدوريات الشوارع جانبا بشكل مؤقت.

 

وعلق زيس على هذا الأمر، قائلا: "يجب أن نكون مستعدين ومدربين للقيام بكل مهامنا، ومع ذلك تبقى معنويات القوات أكبر تحدّ لنا".

 

وأضاف رئيس أركان الجيش البلجيكى: "فى المتوسط، يشارك أفراد من الجيش فى دوريات الشوارع لمدة ستة أشهر، وكجزء من هذا البرنامج نهدف لخفض عدد دوريات الشوارع بمقدار الثلث"، مشيرا إلى أنه يود أن يرى الدور الذى يقوم به الجنود أكثر على الدوريات وأقل ثباتا أمام المبانى الاستراتيجية الرئيسية التى تعتبر أهدافا إرهابية محتملة.

 

ومن أبرز الخطوات التى اتخذتها اسبانيا إحدى الأعضاء فى الاتحاد، هو إحباط عملية إرهابية جديدة بعد حادث برشلونة وكامبريلس كانت جارية التحضر، وإنما الشرطة الإسبانية تمكنت من تصفية خمسة أشخاص فى بلدة كامبريلس لدحر المحاولة الثانية بشاحنة بعد الهجوم الذى شهدته مدينة برشلونة فى وقت سابق، وأشارت إلى أن المهاجمين كانوا يرتدون أحزمة ناسفة، بحسب الشرطة.

 

وبعد أن نهضت برشلونة وكامبريلس فى إسبانيا من آثار الاعتداءات الإرهابية التى أسفرت عن مقتل 14 شخصا فى عملية دهس استهدفت حشدا بوسط برشلونة، قتل اليوم الثانى شخصان وأصيب ثمانية بجروح فى اعتداء بسكين فى مدينة توركو الفنلندية، على الرغم من اليقظة التى من المفترض أن تكون متخذة من سلطات البلاد خاصة وان هناك تهديدات صريحة بأعمال إرهابية.

 

ومن جهة أخرى أشار تحقيق حديث إلى أن التدابير الأمنية لا تكفى لمواجهة الـ"ذئاب المنفردة" المنثورة فى القارة العجوز، حيث إن المقاتلين فى تنظيم داعش الإرهابى يستغلون ثغرات فى أوكرانيا، للحصول على جوازات سفرها، والتسلل إلى باقى بلدان أوروبا.

 

وقال خبراء، إن أكثر من 500 مقاتل سابق فى تنظيمات متطرفة، يختبئون فى الوقت الحالى داخل أوكرانيا التى وقعت مؤخرا اتفاق إعفاء من التأشيرة مع دول الاتحاد الأوروبى.

 

ويخشى مقاتلون روس فى تنظيمات متطرفة العودة إلى بلادهم، بالنظر إلى كونهم مدرجين على قائمة الإرهاب فيها، ويفضلون البقاء فى أوكرانيا بالنظر إلى سهولة التواصل فيها.

 

ويعد مارات نورماجوميدوف، الإرهابى الذى سافر فى وقت سابق من داغستان فى جنوب روسيا إلى سوريا، بغرض القتال فى صفوف داعش، مثالاً للمقاتلين الذين يفضلون الاختباء فى أوكرانيا.

 

وبحسب ما نقلت "سكاى نيوز"، فإن قرابة 30 شخصًا من بلدة كاراتا فى داغستان، جنوبى روسيا، التحقوا بتنظيم داعش الإرهابى فى سوريا.

 

وأبرمت أوكرانيا، فى مطلع الشهر الحالى، اتفاقًا للإعفاء من التأشيرة مع الاتحاد الأوروبى، مما يسمح لمواطنيها بالسفر إلى أغلب بلدان أوروبا لما يزيد عن 90 يومًا.

 

وأدخلت سلطات أوكرانيا تعديلاً على جواز السفر الورقى القديم، وقالت مصلحة الهجرة فى كييف لـ"سكاى نيوز"، إن اعتماد الجواز البيومترى الجديد يعنى أن تزوير الوثائق بات أمرًا شبه مستحيل.

 

فى السياق ذاته، قررت المحكمة الإدارية الاتحادية بمدينة لايبزيج فى ألمانيا، أكدت الأسبوع الماضى، قرار ترحيل إسلاميين اثنين تصنفهما سلطات الأمن الألمانية على أنهما خطيران أمنيًا، ورفضت المحكمة دعاوى مقدمة من المشتبه فيهما احتجاجًا على أوامر ترحيلهما الصادرة من وزارة داخلية ولاية سكسونيا السفلى، حيث إن وفقًا للتحريات فهناك احتمالات بكونهما يحضران لهجمات إرهابية فى عدد من الضواحى والمناطق الألمانية.

 

وفى وقت سابق، توقع رئيس لجنة مكافحة الإرهاب بالأمم المتحدة جان بول لابورد، أن أوروبا ستواجه هذا العام تدفقًا لمقاتلى تنظيم داعش، الذين انهزموا فى سوريا والعراق، ويعتبرون أكثر خبرة بالحروب والمعارك.

 

وقال لابورد، فى تصريحات سابقة، عقب اجتماع مع مسئولين بالاتحاد الأوروبى - إن عدة دول أوروبية تقدر أن معدلات تدفق المقاتلين العائدين من مناطق النزاعات ازدادت بنسبة الثلث خلال العام الأخير.

 

وأشار إلى أن المقاتلين الأجانب الذين يسعون إلى العودة لأوروبا الآن "أكثر خطورة" بكثير من العائدين السابقين إذ يملؤهم السخط بعد سنوات من المعارك، وأنه على الرغم من قيود السفر، سيبقى لدينا عدد من المقاتلين الإرهابيين الأجانب الذين سيتسللون على الأرجح عبر الحدود ويعودون، مشيرًا إلى تساهل أوكرانيا فى إجراءات التدقيق فى هويات المسافرين من وإلى كييف.

 

وهذه التطورات تطرح تساؤلات عدة حول جاهزية الأجهزة الأمنية الأوروبية للتعامل مع هذه الظاهرة، فى ظل وجود أعداد كبيرة من المشتبه بهم بالارتباط بالتنظيمات الإرهابية، وتوزعهم على دول عدة فى الاتحاد الأوروبى، ناهيك عن سهولة تنقل هؤلاء بين دول الاتحاد مستغلين إجراءات الدخول والخروج المعمول بها حالياً، تضاف إلى ذلك معضلة التنسيق بين السلطات الأمنية المختلفة فى أوروبا، والقدرة على التعامل مع المواطنين الأوروبيين العائدين من سوريا والعراق وإخضاعهم للمراقبة.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة