وجدت السلطات القطرية نفسها فى موقف حرج، بعد إعلان الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة المكرمة، رئيس لجنة الحج المركزية، عن ارتفاع أعداد الحجاج القطريين هذا العام، حيث وصل العدد إلى 1564 حاجا قطريا، بزيادة 354 ممن أدى الحج العام الماضى، الذين بلغوا 1210 حاجا.
واتسمت تصريحاته بالتأكيد على الفصل الكامل بين الخلاف السياسى للدول الـ4 الداعية لمكافحة الإرهاب، ومن بينها المملكة العربية السعودية مع دولة قطر، وبين فريضة الحج، حيث قال نصا :" أن الإخوة والأشقاء القطريين ضيوف للرحمن، وعلينا واجب خدمتهم".
وفى مقابل هذه التصريحات، شنت وسائل إعلام قطرية حملة دعائية كبيرة استهدفت التأكيد على أن أعداد الحجاج القطريين لهذا العام "صفر"، وهو أمر لا يمكن تصديقه، ولم يحدث من قبل فى أى خلاف سياسى بين المملكة العربية السعودية وأى دولة أخرى.
صحيفة الشرق القطرية صدرت مانشيت صفحتها الأولى بعنوان :"عدد حجاج قطر صفر هذا العام"، وزعمت أن هذا يحدث لأول مرة فى التاريخ الحديث وبأمر من السلطات السعودية، بينما كتب صالح بن عفصان العفصان رئيس تحرير الراية القطرية مقالا مطولا على صفحة كاملة اختار له عنوان :"غياب حجاج قطر فى يوم الحج الأكبر"، زاعما أن "صعيد عرفة الطاهر للمرة الأولى بلا قطريين".
لم يخل الأمر من بعد التطاول على نحو ما قامت به خديجة بن قنة المذيعة بقناة الجزيرة، حيث أعادت نشر تصريحات الأمير خالد الفيصل بشأن الحجاج القطريين على حسابها الخاص بشبكة تويتر، وعلقت عليه قائلة :"ضعف الذاكرة والتركيز.. فى أرذل العمر.."، ما استدعى هجومًا عنيفًا ضدها من المغردين السعوديين.
ومن ناحيته، أكد بشير عبد الفتاح، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية الاستراتجية، أن قطر كانت تروج أن ما تسميه بالحصار من الدول الـ4 الداعية لمكافحة الإرهاب وصل الى مستوى المنع من أداء فريضة الحج، وعندما تعلن المملكة العربية السعودية عن إحصاءات بشأن أعداد الحجاج القطريين فإن هذا يكشف أن النظام القطرى يكذب ويريد تسييس فريضة الحج.
وأضاف عبد الفتاح فى تصريحات لـ"اليوم السابع": "موقف المملكة العربية السعودية يؤكد أن الإجراءات التى تم اتخاذها تجاه قطر تراعى الأمور الإنسانية، وإن كانت تأسست على أسس قانونية سليمة، كما يكشف أيضًا أن النظام القطرى فشل بهذه الطريقة وخسر فى توظيف الحج".
وبدوره، يرى سعيد اللاوندى، الخبير السياسى فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن قطر تحاول تسويق فكرة أن السعودية غير أمينة على المشاعر المقدسة، ولا الحجاج، وهذه فكرة إيرانية من الأساس، تسعى من خلالها طهران لتدويل المشاعر المقدسة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة