يوما بعد يوم تتكشف علاقة تل أبيب بالتنظيمات الإرهابية المتطرفة فى سوريا والتى تنفذ أجندة إسرائيل الرامية لتفتيت مؤسسات الدولة السورية، والقضاء على أى محاولات لحل الصراع المسلح فى سوريا لإعادة اعمار البلاد.
وترتبط إسرائيل بعلاقة مع التنظيمات الإرهابية المتطرفة فى سوريا وتمول تلك الجماعات بالسلاح بطرق عدة، إضافة لعلاج إسرائيل لعدد من جرحى جبهة النصرة الإرهابية فى مستشفيات تل أبيب، ودعوات الإعلام الإسرائيلى المستمرة لرفض أى محاولات للتهدئة جنوب غرب سوريا.
وأكدت مصادر سياسية سورية لـ"اليوم السابع" أن الحكومة الإسرائيلية واللوبى الصهيونى فى الولايات المتحدة الأمريكية يعرقلون انجاز اتفاق تخفيف التصعيد جنوب غرب سوريا بشكل كامل، موضحة أن تل أبيب تستخدم كل أسلحتها الدبلوماسية لعرقلة تنفيذ الاتفاق الذى سيجنب المدنيين ويلات الحرب ويعطى الضوء الأخضر لاستهداف الإرهابيين.
وتم الإعلان فى السابع من يوليو الماضى الإعلان عن اتفاق روسي أمريكى أردنى لإقامة منطقة تخفيف تصعيد فى جنوبى غربى سوريا، وفى التاسع من الشهر نفسه تم الإعلان عن دخول وقف إطلاق النار فى المناطق التي شملها الاتفاق وهي محافظات القنيطرة ودرعا والسويداء حيز التنفيذ، مع استمرار اجتماعات الخبراء من تلك الدول للاتفاق على التفاصيل لكافة.
وكشفت المصادر عن تحركات للإدارة الأمريكية فى محاولة لاقناع إسرائيل للقبول بالاتفاق فى ظل ترقب أردنى وروسى لما ستسفر عنه تلك اللقاءات التى تجرى منذ ما يقرب من أسبوعين.
وأكدت المصادر أن إسرائيل تتذرع بان الاتفاق سيعزز نفوذ إيران على حدودها مع سوريا، إضافة لتخوفها من دفع روسيا بمقاتلين من مسلمى الشيشان لضمان وقف إطلاق النار، وهو ما تعتبره تل أبيب خطرا عليها وتخشى من استهداف جنودها من قبل القوات الشيشانية.
يذكر أن روسيا والأردن قد أعلنوا عن الاتفاق بعد توقيعه بأيام قليلة، لكن تفعيل الاتفاق لم يتم بسبب رفض إسرائيل لاتفاق "خفض التصعيد" جنوب غرب سوريا، وتحذيرها للولايات المتحدة من تفعيل الاتفاق من دون الأخذ فى الاعتبار "وجهة النظر" الإسرائيلية التى طرحت بعض الشروط للقبول بالاتفاق.
وسربت دوائر سياسية فى تل أبيب أنباء حول مفاوضات معقدة تدور بين إسرائيل والولايات المتحدة لتذليل المعارضة الإسرائيلية الجارفة للاتفاق، معترفةً باندلاع مواجهة ساخنة جداً بين إسرائيل من جهة، وروسيا وأمريكا من جهة أخرى بسبب تصريحات بنيامين نتنياهو الرافضة بشدة للاتفاق.
وأكدت مصادر أن الاتفاق يتضمن إقامة منطقة تخفيض تصعيد على الحدود السورية الأردنية بعمق 30 كم، على أن تخرج منها جميع القوات غير السورية، وتنتشر مكانها عناصر من الشرطة العسكرية الروسية، تتولى أعمال المراقبة على الاتفاق ووقف إطلاق النار بين الجيش السورى والمسلحين.
وأوضحت المصادر أن الحكومة الإسرائيلية تشترط خروج القوات الإيرانية وقوات حزب الله والقوات الموالية لها من المناطق القريبة من القسم المحتل فى هضبة الجولان، مؤكدة ان تل أبيب مستمرة فى عرقلتها للاتفاق لوجود قوات إيرانية فى محافظتى درعا والقنيطرة.
وأكدت المصادر أن إسرائيل طالبت الولايات المتحدة إطلاعها على كافة التقارير الصادر عن الوضع فى تلك المنطقة، واتفاق خفض التصعيد وانشاء المناطق العازلة التى سيتم بنائها على الحدود بين سوريا وإسرائيل، وهى أحد بنود الاتفاق الذى يقضى ببناء خط فاصل بين سوريا والجولان المحتل، إضافة لخط فاصل بين سوريا والأردن.
وأوضحت المصادر أن الولايات المتحدة وروسيا الاتحادية أبلغا إسرائيل موافقتهم على إجراء تعديلات طفيفة حول اتفاق وقف إطلاق النار جنوب غرب سوريا، مؤكدة أن موسكو وواشنطن وعمان يقودون مفاوضات حول العناصر والجهة المشاركة فى التسوية بالمناطق العازلة والتى ستتولى أيضا الإشراف على وقف إطلاق النار، مؤكدة ان الاعتراض الإسرائيلى بالأساس يتمركز حول تواجد قوات إيرانية ومقاتلى حزب الله فى تلك المنطقة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة