ماجدة إبراهيم

بالعافية.. مافيش الابتدائية

السبت، 05 أغسطس 2017 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فأجأنا الدكتور طارق شوقى وزير التعليم بقرار اعتبار الصف السادس الابتدائى سنة نقل عادية وليست شهادة ابتداء من العام المقبل.. وذكرنى ما فعله وزير التعليم بما فعله الدكتور فتحى سرور عندما كان وزيرا للتعليم، وقام بإلغاء الصف السادس برمته وأصبح التلميذ يكتفى بحصوله على الصف الخامس وبعدها الصف الأول الإعدادى، حيث قام بإلغاء عام كامل وأصحبت الشهادة الابتدائية من خمس سنوات بدلا من ست سنوات ولم يتغير شىء، بل ساء مستوى التلميذ وتضاعفت عليه الأعباء الدراسية.
 
ولو تتذكرون كان هناك نظام يتيح للتلميذ أن يأخذ الصفين الخامس والسادس معا ودائما يلجأ إليه الأهالى من أبناء المدرسين والطلبة المتفوقين الا أنه لم يعد متاحا، وإن كنت أميل لهذا النظام الذى يصنف الطلبة إلى درجات فى التفوق والاستيعاب ويقصر المسافة عند البعض، وهذا متاح فى كل دول العالم خاصة فى المرحلة الجامعية والنظام الأمريكى، كل ما قلته مجرد رغى ليس منه فائدة.. والفائدة تكمن فى الأسباب الجوهرية والمنطقية التى دفعت وزير التعليم أن يتخذ القرار.. فإذا عرف السبب بطل العجب وأرجعها إلى أربعة مسببات، أولها العودة لصحيح قانون التعليم المصرى 139 لسنة 1981 الذى ينص فى المادة 18 منه على شهادة التعليم الأساسى ولا يوجد فيه ما يسمى بالشهادة الابتدائية.
 
أما السبب الثانى فيعود إلى أن هذا التغيير يؤدى إلى محاصرة الدروس الخصوصية التى تفشت فى الصف السادس بوهم أنه شهادة منتهية، مما يؤدى إلى ترشيد الإنفاق بالنسبة للأسرة المصرية.
 
كما يرشد القرار الإنفاق بالنسبة للوزارة، حيث تتكلف إجراءات هذا الصف «الكنترول التصحيح بدل الانتقال»، ملايين الجنيهات ستوجه لموضوع أهم وأولى.
 
والسبب الرابع هو أن القرار يسهم فى عودة الطالب إلى المدرسة ومعاجلة نسب الغياب المرتفعة، كما يؤدى إلى منع التسرب وبنظرة تأملية لنظام التعليم المصرى بداية من التعليم الابتدائى وصولا للتعليم الجامعى نجده نظاما مهترذا مليئا بالمشكلات والفجوات بل إننا لا يمكننا أن نطلق عليه نظام التعليم، بل هى عملية غير منظمة ولا ممنهجة تسير بشكل عشوائى بلا هدف أو هوية، فاذا فندنا أهداف التعليم المصرى الموجودة فى الكتب أو برامج الدراسة تجدها أهدافا عظيمة، لكن لا يتحقق منها شىء.
 
أما عند النظر إلى الهوية والمقصود بالهوية هنا هى فلسفة التعليم نجد أنها مجرد عناوين ونظريات مجردة لا تمت إلى للواقع والحقيقة بصلة.
أن أى نظام تعليمى منظم لابد أن تكون له فلسفة يبنى عليها ولابد أن تقوم وزاره التربية والتعليم بتصميم برامج والكتب الدراسية، ودليل المعلم وأساليب التقويم فى ضوء هذه الفلسفة، وذالك يكون بداية من التعليم الابتدائى وصولا إلى نهاية التعليم الثانوى.
 
وعندما ننظر للكتاب المدرسى الذى يعتبر هو الترجمة الحقيقية للبرنامج الموضوع من الوزارة تجده يسير فى اتجاه آخر لا يمت للفلسفة التى وضعتها الوزارة.
 
وإذا حاولنا الوقوف عن المسؤول عن المشكلة فنجد أننا كلنا مسؤولون بداية من وزير التعليم الذى يتغير مع تغييره نظم التعليم المختلفة وصولا إلى التلميذ الذى يعتبر المسؤول والضحية فى نفس الوقت.
 
عزيزى وزير التربية والتعليم قبل أن تحذف أو تضيف.. قبل أن تقلل أو تزيد.
 
فعليك أن تدرس وتدقق.. وتمحص الموقف بجدية.. فمستقبل أولادنا ليس مجالا لمزيد من التجارب.
 
لست خبيرة فى التعليم.. وليس لدى رؤية واضحة لحلول مستقبلية لعملية التعليم فى مصر التى تحولت إلى أضحوكة فلا لدينا طلاب يستفيدون شيئا مما يتعلمونه.. وليس لدينا مدرسون لديهم أدوات العملية التعليمية المتطورة.
 
واعتقد أن الاستفادة الوحيدة من تعدد الشهادات فى المراحل التعليمية فى مصر هدفها فلترة من يستحق أن يكمل تعليمه أو من لديه النفس الطويل والجيب العامر.
 
إلى كل المسؤولين عن تطوير التعليم فى مصر أرجوكم اغزلوا بأحدث الوسائل المتطورة وليس برجل حمار.. فالطالب المصرى يستحق أكثر من ذلك بكثير.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة