أثناء وجودى بدورة تعليمية تخصصية بأحد الدول الكبرى عام 2002 قمنا بزيارة أحد مدارس المرحلة الابتدائية فى إطار برنامج الزيارات الثقافى والاجتماعى المخطط لنا ضمن أنشطة الدورة، وقد فوجئت أثناء هذه الزيارة بالعديد من الفروق الجوهرية بين النظام التعليمى فى هذه المرحلة فى هذا البلد وبين بلادنا، ولكن كان أهمها على الإطلاق فرقين بالغى الأهمية، ويدلان على مدى إدراك الدول المتقدمة لأهمية مرحلة التعليم الأساسى تحديداً، أولهما أن المدرس فى هذه المرحلة عندهم يتم اختياره وفق معايير تأهيلية ومهنية وتربوية صارمة تفوق أقرانه فى باقى المراحل التعليمية، وثانيهما أنه أعلى دخلاً من أقرانه فى باقى المراحل.
وعندما استفسرت عن أسباب الاهتمام الزائد بمعايير انتقاء المدرسين فى هذه المرحلة بصورة تفوق المراحل الأخرى أجابونى أنهم فى هذه المرحلة ينصب اهتمامهم الأساسى على بناء شخصية الفرد من جميع الجوانب، وكذا التركيز على اكتشاف وتصنيف المواهب فى جميع المجالات، وهما مهمتان صعبتان تتطلبان حسن انتقاء العنصر البشرى الذى يستطيع الوفاء بالتفاصيل الدقيقة لهذه المهام، لأن فاقد الشىء لا يعطيه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة