أكرم القصاص

اللعب النظيف مع «نيمار».. قواعد يمكن غسلها بـ«المال»

الأحد، 06 أغسطس 2017 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«إن كرة القدم الاحترافية تحول اللعب إلى استعراض فيه قليل من الأبطال وكثير من المتفرجين، وهى واحدة من أكثر الأعمال التجارية ربحا فى العالم، يجرى تنظيمها ليس من أجل اللعب وإنما من أجل منع اللعب». هكذا تحدث الكاتب العالمى الأورجواى إدواردو جاليانو فى كتابه «كرة القدم بين الشمس والظل» الذى يحاول فيه البحث عن سحر الكرة، بعيدا عن كونها أصبحت نوعا من المضاربة والتجارة، نقلها من لعبة للفقراء إلى تجارة وتسويق، بلا متعة.
 
من هنا فإن قصة اللاعب البرازيلى نيمار دى سيلفا هى مثال لكل ما يحيط بكرة القدم، فى تحولها إلى تجارة ضخمة تديرها شركات عملاقة، تتداخل مع السياسة والتسويق. قصة نيمار وقبله وبعده من صفقات، تحتوى كافة عناصر التشويق والسياسية والتجارة.
 
نيمار أغلى لاعب فى تاريخ كرة القدم حتى الآن، تكلفت الصفقة 450 مليون جنيه إسترلينى، حصل نادى برشلونة الإسبانى على الشرط الجزائى وحده 222 مليونا، ويبقى مشهد المندوبين يحملون حقائب الأموال لافتا. اللاعب يحصل على راتب أسبوعى 520 ألف جنيه استرلينى، تقريبا ضعف ما كان يحصل عليه من برشلونة. ولديه تعاقدات إعلانية مع شركة نايك وشركات المشروبات والملابس والاجهزة الكهربية والساعات.
 
البعض فى مصر أمسك بالحاسبة ويجمع ويطرح ويضرب أرقاما وأخماسسا فى أسداس ليحسب المليارات. ونادى برشلونة يسعى لملاحقة اللاعب وتقديم شكاوى ضده بتهمة انتهاك قواعد الللعب النظيف.
 
ونادى باريس سان جيرمان يراهن على استعادة الملايين التى دفعها حيث اللاعب سلعة تباع لمن يدفع. وبلغت مبيعات قميص نيمار بمتاجر النادى مليون يورو فى يوم واحد،. وهناك عقد يقتسم بموجبه النادى حصيلة بيع القمصان، وباقى السلع التى تتخذ من النوادى وكرة القدم مجالا للإعلان والتسويق.
 
وعندما يكون المال حاضرا، من الصعب الحديث عن اللعب النظيف والصفقات الشريفة، وحتى السياسة هنا حاضرة، وقطر هى التى سددت ملايين صفقة نيمار، وناصر الخليفى رئيس نادى باريس سان جيرمان هو واجهة لقطر، التى تبحث عن لاعب يروج ملفها فى كأس العالم، وهو ملف تشوبه الكثير من الشوائب واتهامات بالرشاوى والتدخلات لانتزاع تنظيم المونديال. فضلا عن اتهامات مختلفة تلاحق الإمارة فيما يتعلق بتمويل الإرهاب.
وقد يبدو الربط بعيدا لكن عالم كرة القدم أكبر غطاء للصفقات، من كل لون. وقد سبق ورفض نادى برشلونة عقد الرعاية القطرى.
لهذا يبقى الحديث عن اللعب النظيف مجرد عنوان فى عالم كرة القدم، حيث تتداخل فيه السياسة بالمال والبيزنيس والدعاية والتسويق. وبالتالى فإن صفقة نيمار وباقى صفقات البيع والانتقالات هى نتاج لنظام الاحتراف حيث الأمر تجارة وسلع تتناقلها الأيدى، ولايظهر الكثير مما يدور فى دواليب اللعبة الأكثر شعبية.
 
إن كرة القدم، هى مرآة للعالم كما ولهذا يقدم الروائى والكاتب الاوراجواى إدواردو جاليانو مئات الحكايات عن اللعبة الأكثر شعبية فى العالم ومصيرها فى عصر «ديانة السوق».. ويرى جاليانو إن كرة القدم الاحترافية تستبعد ما لا يحقق الربح، ويرصد التغير باللعبة وبداية الفساد المالى فى الفيفا، تحول اللعبة من لعبة الفقراء، إلى لعبة للشركات الكبرى والمعلنين.
 
ولكل هذا، فإن صفقة نيمار وغيرها من الصفقات هدفها الربح ثم إنها غطاء للكثير من صراعات السياسة ومنافسات التجارة والبيزنس، أما الحديث عن قواعد اللعب النظيف فهى قواعد يمكن غسلها بالمال.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة