استأنفت مجموعات من المستوطنين، اليوم الأحد، اقتحاماتها الاستفزازية للمسجد الأقصى المبارك من باب المغاربة، بحراسة مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلى الخاصة.
وقالت مصادر محلية إن قرابة 115 مستوطنا نفذوا جولات مشبوهة فى أرجاء المسجد، وسط رقابة صارمة من حراس المسجد لمنعها من إقامة طقوس أو شعائر تلمودية فى "الأقصى".
من جهته قال المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس بالقدس" إن الذين يبيعون ويفرطون بعقاراتنا وأوقافنا الأرثوذكسية إنما لا يمثلون كنيستنا وتراثها وهويتها وعراقة حضورها فى هذه الأرض المقدسة، لذا فإننا نتمنى من وسائل الإعلام التى تغطى أخبار هذه الصفقات المشبوهة بألا تقول بأن "الكنيسة الأرثوذكسية تبيع أوقافها" لأن الكنيسة بريئة من هذه الأفعال التى يقوم بها أشخاص نعرف جيدا ما هى أهدافهم وأجنداتهم ومن الذى يدعمهم ويؤازرهم وببرر أعمالهم ويقف خلفهم".
وأكد المطران عطاالله -خلال لقائه مع عدد من شخصيات الطائفة الأرثوذكسية فى القدس وذلك بعد الانتهاء من قداس الأحد- " اننا نستنكر ونرفض ونندد بهذه الصفقات المشبوهة والتى كان آخرها ما تم الإعلان عنه مؤخرا من صفقة باب الخليل التى تعتبر من أخطر الصفقات لأن تداعيات هذه الصفقة ستكون خطيرة على الحضور المسيحى فى القدس، كما أنها ستساعد فى تشويه معالم البلدة القديمة وسياسة تغيير ملامحها، أنها صفقة تندرج فى إطار سياسات الاحتلال الإسرائيلى الذى يستهدف القدس بكافة مكوناتها".
وتابع: أن كافة الصفقات التى عقدت مشبوهة ومستنكرة ومرفوضة من قبلنا جملة وتفصيلا ولكن صفقة باب الخليل هى الأخطر والأسوأ من كل الصفقات السابقة، ولذلك فإنى أدعو المؤسسات الارثوذكسية وأبناء الرعية المخلصين لانتمائهم الكنسى والوطنى بضرورة أن نعمل معا وسويا وأن نفكر بما يجب أن نقوم به لردع ووقف هذه الصفقة المشؤومة.
ودعا المطران حنا إلى خطوات احتجاجية عملية قد يكون أحدها إقامة خيمة اعتصام فى باب الخليل قبالة الفنادق المستهدفة أو الدخول إلى هذه الفنادق وتحدى المستوطنين الذين يخططون للاستيلاء عليها، مضيفا" لم يعد كافيا الاكتفاء ببيانات الشجب والاستنكار فآن لنا أن نقوم بخطوات عملية للحفاظ على ما تبقى من أوقافنا وعقاراتنا الأرثوذكسية".
وأوضح" أن صفقة باب الخليل كانت سببا فى تنحية البطريرك السابق ايرينيوس واليوم نفاجأ بأن المحكمة الاسرائيلية قررت بأن يدخل المستوطنون إلى هذه العقارات والفنادق التى تعتبر واجهة القدس وواجهة المنطقة التى تحتضن الاديرة والبطريركيات المسيحية والطريق المؤدية إلى كنيسة القيامة، لن تمر صفقة باب الخليل وعلينا جميعا أن نعلن هذا الموقف بأنه لن تمر هذه الصفقة ولن نسمح للمستوطنين المتطرفين بأن يقتحموا هذه العقارات التى هى جزء من تراثنا الارثوذكسى فى المدينة المقدسة، هذه العقارات التى بناها أساقفة وكهنة ورهبان تميزوا بقدسيتهم وروحانيتهم ومحبتهم لكنيستهم، هذه الاوقاف التى هى جزء من تراث القدس وهويتها الحضارية والروحية والوطنية".
كما دعا المطران لتحرك عاجل لمنع دخول المستوطنين إلى عقارات باب الخليل، داعيا لخطوات عملية لإفشال هذا المشروع التآمرى على الحضور المسيحى فى المدينة المقدسة.
وكان قد تم تسليم إخطار رسمى من المحامى الإسرائيلى يوسف ريختر يفيد بأن ملكية فندق امبريال الجديد فى باب الخليل بالقدس المحتلة تعود لشركة استيطانية تدعى ريتشارد كوربريشن، وذلك بموجب صفقة ابرمت مع البطريركية الارثوذكسية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة