تستغل الأحزاب السياسية الألمانية أزمة اللاجئين، لمحاولة حصد الأصوات المؤيدة فى الانتخابات المقرر إجرائها فى سبتمبر المقبل، وسط العديد من المخاوف من كون اللاجئين ضحية تلك الانتخابات، خاصة وأنها نقطة الضعف الوحيدة للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التى يستغلها منافسيها، وأبرزهم الاشتراكى الديمقراطى مارتن شولتز.
وتتعرض "ميركل" للعديد من الضغوط بسبب اللاجئين، وعلى الرغم من الانتقادات اللاذعة لميركل حول سياستها المرحبة بالمهاجرين، إلا أنها حتى الآن تحتفظ بالصدارة فى استطلاعات الرأى حول الانتخابات المقبلة، فى الوقت الذى أدخل فيه زعيم الحزب الاشتراكى الديمقراطى شولتز قضية اللاجئين على أمل اللحاق بميركل.
ويبدو أن شولتز بدأ يحصد فى الانتخابات البرلمانية القادمة استحسانا وانتقادا فى الوقت ذاته من حزب البديل لأجل ألمانيا AFD"" المعارض للاتحاد الأوروبى والمناوىء لعمليات إنقاذ اليورو، كرد فعل على تحذيره من حدوث أزمة لاجئين جديدة التى بدأت 2015، كما أن شولتز يعانى من حالة تخبط ويحاول الالتفاف على الكثير من الملفات التى شارك فيها الحزب، وأيد القرارات التى اتخذت على المستوى الاتحادى فى أزمة اللاجئين، وهذا ما يزيد من ضعفه، ولكن يبدو أن محاولاته كلها يائسة، وعليه التوقف وفقًا لخبراء عن التركيز على أزمة اللاجئين، والاهتمام بقضايا تتعلق بالأسرة، والتعليم، والمعاشات، والعمل، والابتكار.
وأكد "شولتز" فى تصريحاتٍ سابقة أن أوروبا تحتاج الآن إلى حصص واضحة واستراتيجية قانونية جديدة للهجرة، مع العلم أن التقديرات ترجح وصول أكثر من 200 ألف لاجئ هذا العام إلى ألمانيا، وحث على المزيد من الدعم الأوروبى لإيطاليا، مشددًا على ضرورة وقف ظاهرة الهجرة غير الشرعية التى وصفها بـ"الكارثة الإنسانية"، أملاً بأن يسود التماسك والتضامن دول الاتحاد الأوروبى.
فيما قالت صحيفة "لابانجورديا" الإسبانية، إن التركيز على قضية اللاجئين أخذ أبعادًا أكبر من حجمها، وهو ما ينذر بتحول قضية اللجوء إلى ضحية، فاللاجئين أصبحوا جزءًا أساسيًا وشغلوا حيزًا كبيرًا من البرامج الانتخابية للعديد من الأحزاب الألمانية.
ووجه بعض حلفاء ميركل العديد من الانتقادات لها، إذ أعرب رئيس الحزب المسيحى الاجتماعى بولاية بافاريا الألمانية هورست زيهوفر عن استيائه من تدفق المهاجرين إلى بلاده، قائلاً: "فى الوقت الحالى هدأ الوضع، ولكننا جميعًا نعرف أن موجة الهجرة سوف تستمر".
وأضافت الصحيفة أنه على الرغم من أن الأحزاب الألمانية أصبحت مدركة بأنها لن تستطيع منع حزب "البديل لأجل ألمانيا" من دخول البرلمان فى المرحلة المقبلة، إلا أن هذا التشدد من أجل تقليص نفوذه لأدنى حد ممكن.
وبلغت أعداد المرحلين من ألمانيا فى النصف الأول من العام الحالى 12 ألفًا و545 شخصًا، فى حين وصل العدد فى 2016 إلى 25 ألفًا و375 شخصا، وهو ما يعنى أن مستوى أعداد المرحلين هذا العام يبدو متقاربا مع عددهم العام الماضى، وهذا مؤشر سلبى، فى نظر البعض.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة