أكرم القصاص

معارك وأوهام.. عالم افتراضى على الماء

الإثنين، 07 أغسطس 2017 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل هى تسلية أم معرفة أم ساحة حرب؟، إنها كل هذا، نقصد عالم أدوات التواصل، الذى يفرض نفسه على الجميع.. ولا يمكن لأحد الزعم أنه يعرف أكثر، فالكل يعرف ومن حقه أن يدلى برأيه.. ولو قدر لأحد أن يسمع أصوات كل من يكتبون فى وقت واحد، لبدا الأمر رعدا بلا حدود.
يبدو مدهشا تأمل نوعية القضايا، التى تملأ العالم الافتراضى، وسرعان ما تختفى لتحل غيرها. وهو أمر لايخصنا وحدنا، لكنه يتعلق بالعالم كله، حيث تظهر قضايا وتختفى بعد أن تبدو بلا نهاية.
سؤال: ماهى أهم المناقشات، التى دارت على مواقع التواصل قبل يومين.. أو الأسبوع الماضى، والشهر الماضى.. عشرات وربما مئات الموضوعات بدت لدى أصحابها كأنها القضية النهائية، لكنها كالعادة تاهت لتخلى المجال لغيرها. ضربت مثلا بقضية غزل الفنانة الاستعراضية، التى توفيت فى مستشفى خاص.
 قبل أن تبدأ المناقشات حول غزل، توقفت ليشتبك العالم الافتراضى فى موضوعات أخرى، مثل نيمار دى سيلفا، النجم البرازيلى، الذى انتقل إلى باريس سان جيرمان بمئات الملايين.. وانشغلنا به على نفس الدرجة.
وخلال هذه الفترة ظهرت قضية بطلها أستاذ جامعى متهم بالابتزاز والتحرش، تم نشر تسجيلات للأستاذ تمثل إدانة واضحة، وأثارت رأيا عاما ضده، وأبدى البعض تقززه من التسريبات، ولم يسأل أحد عن مصدرها وأى طرف أطلقها، كلية الإعلام التى ينتمى إليها الأستاذ أعلنت أنه لايمثلها وأنه خاضع للتحقيق.
تزامنت قضية الأستاذ المبتز، مع جدل حول صحة وخطأ قرار تعيين رئيس جامعة القاهرة، ونشر آراء سابقة له مع اتهامات بأنه صاحب آراء متعصبة.. فى المقابل هناك تلميذ أو تلاميذ له نشروا على مواقع التواصل، ما يمثل تبرئة للرجل، ومدحًا فى مواقفه على عكس ماتم ترويجه حوله.
ولايعنى الأمر صحة أو خطأ طرف، لكن يعنى خطورة اتخاذ موقف بناء على آراء منقولة عنعنات، وليس تحقيقات يمكن الاستناد إليها، ولايمكن استبعاد وجود مواقف شخصية ومنافسات مهنية وراء بعض الحملات التى تتعلق بالمناصب، وهناك سوابق.. وهل سأل البعض نفسه: هل اتخذت موقفى مع أو ضد فلان تعاطفًا مع « متعاطفين» أم هو موقف عن معرفة شخصية ومعلومات موثقة.
بالطبع مواقع التواصل هى وسائل، وليست غايات، هناك الكثير من الحملات نجحت فى لفت نظر الرأى العام، انصاف مظلوم، أو تسليط الضوء على قصة نجاح، أو حل مشكلة. وفى المقابل كثيرا ما وظفها البعض للابتزاز أو النصب.
و هناك مئات الأمثلة لحملات وموضوعات أثيرت ولم تستغرق ساعات أو أياما وتم نسيانها، ولا توجد قوانين تفسر انتشار أو عدم انتشار قضية ما.. لكن المؤكد أن أدوات التواصل، بالتجربة من الصعب أن تكون منصات للحوار خاصة مع كثيرين يدخلون وكل منهم يحمل رأيا وحكما نهائيا مسبقا، بلا استعداد لتغييره.
 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة