نقل موقع migrant-rights الناطق بالإنجليزية عن عدد من العمالة الأجنبية فى قطر، الأزمات التى تواجههم نتيجة مقاطعة الدول الداعية لمواجهة الإرهاب للدوحة بسبب دعمها لجماعات إرهابية فى المنطقة.
واستشهد الموقع بـ 3 قطاعات رئيسة للعمالة فى قطر وهى الضيافة والبناء والتشييد والشحن، مؤكدا أن هذه القطاعات الثلاثة تأثرت بشكل كبير نتيجة المقاطعة الخليجية؛ حيث طلبت غالبية الشركات تقديم إجازات مفتوحة بدون أجر بجانب الإجازة السنوية.
وقال الموقع - فى تقرير مطول أورد خلاله العديد من الشهادات للعاملين في القطاعات الثلاثة- إن المقاطعة التى فرضتها الدول الأربعة الداعية لمكافحة الإرهاب لم تظهر تداعياتها بشكل ملموس الشهر الأول؛ لكن بحلول الشهر الثانى للأزمة الخليجية، ظهرت الآثار واضحة على الحياة اليومية على معظم الناس، لاسيما فى صفوف المغتربين بقطاعات الضيافة والبناء والشحن.
وذكر الموقع أن الموظفين فى تلك القطاعات طلب منهم تقديم إجازات طويلة بدون أجر لمدد مختلفة تتراوح ما بين شهرين لثلاثة شهور، بالإضافة إلى إجازة سنوية مدفوعة مدتها 30 يوما.
ففى قطاع الضيافة على سبيل المثال طلبت إدارات العديد من الفنادق الشهيرة بالدوحة من العاملين لديها، تقديم إجازة إضافية بسبب نقص الأعمال، على الرغم من أن الأرقام الرسمية تقدر نسبة الإشغال بـ61 % إشغال الفنادق فيما يؤكد الموظفون بتلك الفنادق أن النسبة أقل بكثير من ذلك.
وقال موظف بأحد الفنادق للموقع "تم إغلاق ستة مطاعم فى الفندق الذى أعمل فيه، لدينا أكثر من 550 غرفة بالفندق؛ لكن نسبة الإشغال فيها قليلة جدا الآن، وتم إعطاء العديد من العاملين فى المطاعم إجازات طويلة بالإضافة إلى الإجازة السنوية المعتادة، البعض منح إجازة 3 أشهر والآخرون 4 أشهر إضافية.
وأضاف "أعتقد أنهم لن يدفعوا هذه المدد الإضافية، على الرغم من أنهم يؤكدون لنا لكننا لسنا متأكدين من ذلك، كما أننا غير متأكدين إذا ما كانوا سيستدعوننا مرة أخرى، أم أن الفندق سوف يمدد الإجازة.
ووفقا لـ"ليلا" وهى موظفة سريلانكية بفندق 5 نجوم بقطر، وهى العائل الوحيد لأسرتها، فأن إدارة الفندق الذى تعمل لديه أبلغتها أن إجازتها السنوية سوف تكون خلال شهرين، وإذا استمر الوضع فسيتأثر راتبنا نحو 3000 ريال قطرى، مؤكدة أنها لا تستطيع أن تظل بدون هذا الراتب لمدة 3 أشهر.
وتقول سارة موظفة بنفس الفندق، وتعمل مساعدة فى المطبخ، بالبداية طلبت إدارة الفندق تقديم إجازة لمدة 6 أشهر بدون أجر؛ بسبب عدم وجود ضيوف، ثم أبلغوا فى وقت لاحق بعض الموظفين بأخذ 3 أشهر إجازة إضافية بجانب الإجازة السنوية، فيما أرسل الكثير من العاملين لإجازة بدون أجر لمدة شهرين على الأقل.
من جانبه قال أحد مدراء الفنادق الشهيرة بالدوحة فى تصريحات للموقع "كل واحد منا سوف يمضى فى إجازة طويلة"، وأضاف أن الأعمال التجارية تأثرت بشكل كبير بالمقاطعة. وأشار "كنا نحصل على الكثير من الزوار من الإمارات والسعودية، وهذا العدد انخفض للصفر.
عمال البناء بدورهم يواجهون العديد من الأزمات جراء المقاطعة بسبب أن معظم مواد البناء كان يتم استيرادها من البلدان المجاورة، ولهذا فقد شهد هذا القطاع تباطئا كبيرا، وطلب من عدد من الموظفين تقديم إجازات إضافية لمدة شهرين بجانب الإجازة السنوية أيضا.
وقال مساح بإحدى الشركات، إن "بعض مواد البناء مخزنة؛ لكنها سوف تنفذ قريبا، وسوف يستغرق جلب مواد أخرى من البلدان الأخرى نحو 6 أشهر، بسبب المقاطعة، وطلب من موظفينا عدم العودة لبضعة أشهر".
وينبطق الأمر ذاته على العاملين فى قطاع الشحن؛ حيث طلبت منهم إدارات الشركات الحصول على إجازات لمدة أربعة أشهر على الأقل بسبب قلة العمل، كما اضطر الموظفون للرجوع إلى عائلتهم وأوطانهم.
وقال أحد المغتربين الهنود ويدعى مساتيش، إنه بعد أن تم منحه إجازة بدون أجر لمدة أربعة أشهر، اضطر إلى إرسال عائلته المكونة من زوجته وأولاده إلى وطنه وتسجليهم فى مدارس هناك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة