يوسف أيوب

هل تحصل إسرائيل على عضوية مجلس الأمن؟

الثلاثاء، 08 أغسطس 2017 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ فترة وتحاول إسرائيل أن تجد لنفسها مكانا فى القارة الأفريقية، وحاولت أن تفوز بوضعية مراقب فى الاتحاد الأفريقى، لكن وقفت مصر ودول عربية وأفريقية فى وجهها، فلجأت إلى فكرة من نوع خاص، وهى عقد قمم مصغرة مع دول أفريقية، مستغلة رغبة الأفارقة فى التنمية وبحثهم عن الأمن، وكانت النتيجة قمة لإسرائيل مع دول شرق أفريقيا عقدت قبل عدة أشهر فى كينيا بحضور أكثر من ٨ دول، واليوم تخطط لعقد قمة إسرائيلية أفريقية فى توجو شهر أكتوبر المقبل، واستضافت تل أبيب رئيس توجو وعرضت عليه مساعدات اقتصادية وعسكرية كبيرة ليكون أكبر داعم لهم فى عقد هذه القمة.
 
امام هذه التحركات الإسرائيلية بدأت مصر وجامعة الدول العربية التحرك فى صمت لمواجهتها، وتواصلت مع دول أفريقية وعرضت عليها مخاطر الارتماء بالكامل فى أحضان إسرائيل، الدولة التى لاتزال تحتل أراضى عربية حتى الآن وترفض الانصياع للقرارات الدولية الداعية لإنشاء دولة فلسطينية مستقلة، بل إن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة تتسابق فى تحدى المجتمع الدولى ليس فقط فى رفض السلام وإنما إعادة تموضعها داخل الأراضى الفلسطينية المحتلة من خلال إنشاء مستوطنات فى فلسطين، كنوع من تثبيت الأمر الواقع.
 
التحركات المصرية العربية التى يقودها الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط مع الدول العربية الفاعلة تستهدف فى المقام الأول إيجاد حل لمحاولة الاختراق الإسرائيلى للقارة السمراء، مع تنبيه الأفارقة بموقفهم الداعم للقضية الفلسطينية، وأن أى محاولة للتقارب مع تل أبيب أيا كانت الأسباب والمبررات يمثل نكوصا من جانب أفريقيا تجاه دعمهم لفلسطين.
 
الأغرب من ذلك أن إسرائيل تحاول ليس فقط اختراق أفريقيا، وإنما تسعى فى الآونة الأخيرة لشغل معقد غير دائم فى مجلس الأمن الدولى، وتعمل الدبلوماسية الإسرائيلية منذ أشهر وبمساعدة واشنطن بعد وصول دونالد ترامب للحكم على حشد تأييد دولى لهذا الغرض، وهو ما كشفته وسائل إعلام إسرائيلية من بينها موقع «واللا» العبرى الذى قال فى تقرير نشره مؤخرا، إن لدى إسرائيل تقديرات بشأن توجه ممثلى جامعة الدول العربية إلى عدد من الدول لإقناعها بعدم التصويت لصالح منح إسرائيل مقعدا غير دائم فى مجلس الأمن الدولى فى الاقتراع الذى سيجرى فى يوليو 2018، مشيرا إلى أن هناك خطوات وجهودا إسرائيلية مضادة لمساعى الدول العربية الرامية لإحباط الجهود الإسرائيلية.
 
وأضاف الموقع العبرى، أن مصادر سياسية إسرائيلية قالت للموقع :  «لدينا مخاوف إزاء الخطوات العربية، ونعمل على بلورة خطوات مضادة لحشد دول تعارض الخطوة التى تقوم بها الجامعة العربية»، ووفقا للموقع، فقد حذرت المصادر السياسية، التى لم يكشف عن هويتها، من جهود جامعة الدول العربية بهدف التصدى لترشح إسرائيل، كما أفاد بأن الجامعة العربية تمارس ضغوطا على دول أمريكا اللاتينية وجزر الكاريبى والعديد من الدول الآسيوية، وأشار التقرير إلى أن إسرائيل هى الدولة الوحيدة فى الشرق الأوسط التى لم تنل عضوية مجلس الأمن، وهو الكيان الأهم والأكثر تأثيرا فى الأمم المتحدة، والذى يمتلك صلاحيات لفرض عقوبات أو تفعيل القوة العسكرية.
 
وما يزيد الطين بلة بالنسبة لإسرائيل أنها تعوّل كثيرا على دعم الولايات المتحدة والكثير من دول أوروبا الغربية، فى الوقت نفسه تنافس ألمانيا وبلجيكا على المقعد الذى تأمل شغله فى مجلس الأمن، الأمر الذى دفع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، للقيام بزيارات إلى العديد من الدول الأفريقية فى الأشهر الأخيرة، أملا فى حشد أصوات هذه الدول، كما أجرى نتنياهو اتصالات مكثفة مع زعماء آسيويين وأوروبيين للغرض نفسه.
 
التحرك الإسرائيلى الأخير للحصول على عضوية مجلس الأمن ليس الأول من نوعه، فقد سبق وأعلنت تل أبيب عام 2000 عن نيتها التقدم بطلب لمجلس الأمن لنيل عضويته فى الفترة 2018 - 2019، وبعد مرور 5 أعوام على ذلك دعا وزير خارجيتها حين ذاك سيلفان شالوم، الأمين العام للأمم المتحدة كوفى أنان، إلى المساعدة فيما وصفه بتطبيع وضع إسرائيل فى الأمم المتحدة، بعد عقود من معارضة الدول العربية وأعضاء حركة عدم الانحياز الذين يشكلون غالبية أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة لها.
 
اما هذا الوضع فنحن بحاجة لتحقيق تحركاتنا الدولية حتى لا نفاجأ بأن إسراءيل أصبحت عضوا فى مجلس الأمن، وهو ما سيسهم فى تعقيد الوضع الفلسطينى أكثر مما هو معقد الآن، لذلك بات مطلوبا من العرب أن يقفوا بقوة خلف تحركات أبوالغيط لمواجهة إسرائيل، وأن تكون المشاركة العربية فى الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك سبتمبر المقبل ذات هدف واضح وهو حشد كل التأييد والدعم الدولى لمنع التصويت لصالح إسرائيل، آخذا فى الاعتبار أن تل أببب تعول حاليا على الدول الأفريقية، التى باتت أكثر قربا من تل أبيب.
 
ويتكون مجلس الأمن الدولى من 15 دولة، بينها 5 دول دائمة العضوية، هى روسيا، والولايات المتحدة، والصين، وفرنسا، وبريطانيا، وتملك أى دولة منها حق النقض «الفيتو»، و 10 دول أخرى غير دائمة العضوية تتبدل بشكل دورى كل عامين، ويتطلب حصول إسرائيل على أحد المقاعد المؤقتة فى المجلس، تصويت ثلثى أعضاء الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة والبالغ عددهم 193 دولة، وهو أمر غير سهل باعتراف إسرائيل ذاتها التى تقول إنها تصطدم بأغلبية تلقائية تعمل ضدها بتحريض من قبل الدول العربية.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 7

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

عضوية إسرائيل

البركه في ترامب والشله

عدد الردود 0

بواسطة:

حازم

ليست في حاجة لها

اسرائيل لا تعترف بالأمم المتحدة ولا قراراتها وعايشة بلطجة على العالم ولا احد يستطيع ان يوقفها - الامم المتحدة عبارة عن 5 دول الدائمة العضوية وهم البلطجية الكبار ولكن بيراعوا بعض ويعملوا حساب لبعض (فقط) (هما ومن يدفع له الاتاوة) ثم باقي الدول اللي ماشية جنب الحيط اللي ماشية بمبدأ اللى مالوش كبير يشتريه كبير فهم لا حول لهم ولا قوة من يستطيع منهم ان يمشي في ظل واحدة من الكبار يبقى خير وبركة واللي ما يقدرش ربنا معاه يستحمل اللي يجراله - وكمان الدول الخمسة الكبيرة دي مالهاش شغلة الا انها تخلي باقي الدول على مستوى معين لا يرتفعوا عنه والا فالويلات تنتظرهم .. وكله بالقانون !!!!!!!

عدد الردود 0

بواسطة:

حفاة الوطن

لا مانع بشر واحد هو تطبيق قرارات مجلس الامن الصادرة ولم تلتزم بها اسرائيل !!

كيف تصلب دولة مارقة لم تلتزم بقرارات مجلس الامنن الى عضويته المفروض اصلا شطبها من الامم المتحدة !!

عدد الردود 0

بواسطة:

حمدى عباس ابراهيم

ليه لأ فهة دولة قوية حضارية ماعندهاش صحفيين أنتان ضمائرهم متقيحة تشر صديد طيلة الوقت

لغنة الله على كل صحفى منحل انحرف بمكنته ولم يعى مدى مسؤليته الجسيمة غدا حين يقف أمام الله ويتلعثم ويعجز عن تبرير كذبه وإضراره بالمجتمع اضرارا فادحا بسماحه بنشر أسفه التعليقات وامتناع الجيد منها لتضليل الناس . وغدا لناظره قريب ( فيومئذ لا يسئل عن ذنبه انس ولا جان فبأى آلاء ربكما تكذبان يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصى والأقدام فبأى آلاء ربكما تكذبان هذه جهنم التى يكذب بها ( المجرمون ) يطوف بينها وبين حميم آن .. )

عدد الردود 0

بواسطة:

علشانك يا مصر

وهل هؤلاء علماء؟؟؟؟؟؟

بطل هجص بقى ياشيخ ألأزهر !! زهقنا , أمال أينشتين يبقى أيه لما دول علماء ؟؟أمظر حولك وتعقل ولاتتوكل, سمعت عن ( الهولوجرام )؟ حاتلاقى حضرتك داخل على حضرتك وبيسلم عليك ويقولك ( لاتبحث عن حمايه بالتقرب من عبد العال أو الخشت , التكنولوجيا القادمه بالبلدى حاتلحس عقلك , الحق نفسك وبطل غسل عقول يابهلول.

عدد الردود 0

بواسطة:

مصري

اللى اعرفه ان مجلس الأمن هو إسرائيل! والدنيا كلها عارفة كدة

فوق

عدد الردود 0

بواسطة:

الأسكندراني

(((( الأختلاف )))

...و..و مساء الخير ...الأخ المحترم / حمدي عباس أبراهيم .....ليه كل ده ...هوه فيه أيه ...قلبتها نار ...وجهنم ..وحريق ..وذنوب ....الاختلاف فى الرأى كما تعلم لايفسد للود قضيه ...روق يا بوحميد ......فالآراء الشائعه ...حتى لو تركت بدون تعليق ورد ...لن تبق أقوى من الحق الصامت .....روق يابوحميد ....ومسااااااااء الفل .

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة