يعنى فيه ناس تستقصدك علشان أنت معارض؟ أيوه أديك أنت اللى قلت أهوه.
هذا نص ما قاله الدكتور، ياسين لاشين، المتهم بالتحرش بتلميذاته وابتزازهن وإجبار الطلاب الذين وقعوا تحت يديه على تقديم الهدايا العينية له، وذلك من أجل العبور بسلام من مادته، جلس على كرسيه أمام الإعلامى وائل الإبراشى منذ أيام والكبر يملأه، مؤكدا أكثر من مرة بأنه لن يقوم بالرد على اتهامات الطلبة، ونافيا ما كل ما قيل فى هذا الشأن، ولم يدرك أن العالم كله لا يصدقه، وأن التسجيلات الصوتية التى أذيعت له تؤكد أنه لم يكن أمينا على طلابه، وأنه يبتز السيدات منهن، وأنه لا يتورع عن القيام بأى شىء من أجل أغراضه، سواء كان هذه الأغراض مادية أو جنسية، غير أن اللافت فى حديثه لم يكن هذا الفحش فى القول والفعل، وإنما هذا الدرع الذى أراد أن يستر به عورته المكشوفة، درع الانتماء إلى «ثورة يناير»، محاولا حشر نفسه مع «الإبراشى» فى جملة مفيدة، مذكرا أياه وقت أن كانا فى صف واحد فى المظاهرات، وسط تجاهل مؤدب من «الإبراشى» الذى كاد أن يصفعه بنظراته.
هنا تبرز آفة كبرى من آفات المجتمع المصرى التى تجسدت فى محاولة اكتساب هذا المدعى حصانة باعتباره معارضا، برغم أن هناك العديد من الشهادات التى تؤكد أنه ليس معارضا ولا يحزنون، وأنه حاول «الركوب على الثورة»، مثلما يحاول الركوب على السلطة، وكما يحاول دوما الركوب على الطلبة، والتسلط عليهم.
قذارة إنسانية تؤكد لنا أن كل من يتدرع بدرع الوطنية أو الثورية أو حتى الحمية الدينية ليس إلا متاجرا فحسب، لا يهمه من أى شعار يرفعه سوى المكسب الذى سيجنيه من هذا الشعار، ولا يستهدف من أى قيمة يتدثر خلفها سوى ما سينعكس عليه من هذه القيمة، وإذا كان علينا أن ننتبه مرة لأى شخص يتصدر للعمل العام، فعلينا أن ننتبه ألف مرة لمن يتصدرون للعمل العام تحت ستار الوطنية أو الثورية أو الحمية الدينية، فتلك الشعارات لا يبتغى من ورائها سوى المكاسب الشخصية فحسب، ولا وطن ولا دين ولا ثورة من ورائها، فليس ورائها إلا النصب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة