الآلاف الذين شاركوا فى المؤتمر التضامنى مع مصر وشعبها ضد الإرهاب فى غزة، يقدمون إشارات قوية على أن غزة تتجه إلى الخلاص من تغريبتها الإخوانية المتطرفة والعودة من جديد إلى الحضن المصرى والعروبى، فالمؤتمر المنعقد منذ أيام تحت شعار «مصر سند العرب» شهد لأول مرة منذ سنوات رفع الأعلام المصرية وترديد النشيد الوطنى المصرى واعترافا بتضحيات مصر، من أجل القضية الفلسطينية من النكبة وحتى اللحظة الراهنة.
التغريبة الإخوانية الحمساوية اختطفت غزة منذ سنوات إلى مربع العداء لمصر وإنكار تضحياتها وإلى احتضان الجماعات الإرهابية فى شمال سيناء، حتى وصل الأمر إلى تنفيذ عمليات إرهابية ضد القوات المصرية داخل سيناء والهروب مجددا إلى غزة عبر الأنفاق الحدودية، كما تحول القطاع إلى غابة تمتلئ بالجماعات المتطرفة صغيرة العدد شديدة الخطورة متعددة الولاءات.
اختطاف غزة وفق مخطط التنظيم الدولى للإخوان بهذه الصورة التى رأيناها خلال السنوات الماضية، أدى إلى اندراجها داخل المشروع الصهيو أمريكى للمنطقة وانسلاخها تماما عما كانت تدعيه حماس من كونها حركة مقاومة وأيضا تخليها عن الثوابت الفلسطينية والمطالبة بالدولة المستقلة وعاصمتها القدس على حدود الرابع من يونيو ١٩٦٧ أو حتى التطرف فى النضال كعادة بعض الحركات والتنظيمات الفلسطينية، للمطالبة بالدولة على كامل التراب الفلسطينى وإلقاء الإسرائيليين فى البحر أو المطالبة بدولة فلسطينية وفق القرار الأممى لسنة ١٩٤٧.
على العكس من ذلك رأينا غزة الحمساوية الإخوانية تدعم الإرهاب ومجرميه فى شمال سيناء لتنفيذ المشروع الصهيونى بطرد سكان الضفة إلى غزة ومنح غزة مثلث رفح والعريش والشيخ زويد لإقامة الدولة الفلسطينية البديلة على حساب مصر، وبعد اغتيال القضية الفلسطينية للأبد، ومن هنا تركزت العمليات الإرهابية فى هذا المثلث تحديدا لمحاولة إفراغه من سكانه وزرع فلسطينيين مكانهم بعد تزوير هويات مصرية بأسمائهم، كما رأينا كيف سعت غزة الحمساوية الإخوانية إلى عقد مفاوضات ثنائية مع الإسرائيليين لإقرار معاهدة سلام جديدة بين تل أبيب وغزة تقوم على هدنة طويلة عشر أو عشرين سنة مقابل امتيازات لسلطة حماس فى ميناء ومطار واعتراف إسرائيلى ودولى بسلطة غزة بما يعنيه ذلك من تسديد طعنة قاتلة للقضية الفلسطينية.
التطورات الجديدة التى رأيناها فى مؤتمر التضامن مع مصر، تشير إلى عدة أمور، أولها إدراك الحمساويين فشل الرهان على مشروع الدولة الفلسطينية البديلة المعروف باسم غزة - العريش، وأيضا فشل المشروع الأحادى لإعلان معاهدة سلام بائسة مع تل أليب مقابل مكاسب تافهة لسلطة القطاع، الأمر الذى يعنى عمليا عودة قطاع غزة وسلطته إلى الاصطفاف الفلسطينى والمصرى العربى للمطالبة بحقوق الشعب الفلسطينى وفى مقدمتها حقه فى إعلان دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو ١٩٦٧.
أيضا تشير التطورات الجديدة إلى استعداد الحمساويين أخيرا للعمل مع مصر ضد الإرهاب القادم من غزة، فالصبر المصرى على المتطرفين المتسللين من الأنفاق لرفع رايات داعش أو تدريب أتباعهم فى شمال سيناء نفد، وسيكون هناك فى المرحلة المقبلة ردود فعل قاسية ضد الإرهابيين المحتمين بغزة وضد من يوفرون لهم الملاذ والدعم، وما رفع الأعلام المصرية وترديد النشيد الوطنى المصرى إلا اعتراف واضح ومعلن بسيادة الدولة المصرية.
والمتمعن فى كلمة القيادى الحمساوى إسماعيل رضوان بمؤتمر التضامن مع مصر، وقوله أن آلاف الشهداء من الجيش المصرى سقطوا دفاعاً عن القدس والمسجد الأقصى منذ عام 48 إلى الآن، وإعلانه: أنتم منا ونحن منكم أمنكم هو أمننا وقوتكم هى قوتنا وسلامتكم هى سلامتكم.. ومادامت مصر بخير فالقضية الفلسطينية بخير وعافية، فذلك يعنى بدء غزة الحمساوية مرحلة جديدة، بعيدا عن تبنى الإرهاب ودعمه، وبعيدا عن السير وراء المخططات الصهيوأمريكية طمعا فى سلطة هزيلة بائسة فى القطاع.
والأيام المقبلة كاشفة لما تعلنه الحناجر أو يتم التخطيط له فى الغرف المغلقة.
عدد الردود 0
بواسطة:
طلعت الشعراوي
لا امان لهم
حماس لا امان لها .. الخيانة تجري في دمائهم وكراهيتهم لمصر ولجيشها ولشعبها لاتحتاج الى دليل .. هم الان فقط ادركوا ان انحيازهم للاخوان خطر عليهم ولذلك خانوهم وعادوا الى مصر لتخفيف الضغط عليهم