ما أجمل الأماكن الطبيعية فى مصر أم الدنيا، ما أروع نيلها وبحارها وشمسها الذهبية وآثارها التى لا مثيل لها فى كل أنحاء الأرض.
فلم لا يستمتع أهلها وناسها بخيراتها وجمالها ويتسع أمامهم المجال ليزوروا تلك الأماكن. السياحية الرائعة التى كانت حكراً على السياحة الخارجية فحسب، وخاصة فى منطقة البحر الأحمر التى تعد من أجمل وأندر شواطئ الدنيا.
ربما كانت زيارة تلك الأماكن لدى غالبية المصريين غير متاحة لارتفاع أسعار الفنادق وخلافه، ولكنها الآن وبعد خطة ضرب السياحة المصرية التى يتآمر عليها المتآمرون كلما قامت لها قائمة باتت فى الإمكان خاصة بعد قرارات ملاك الفنادق والمنتجعات السياحية بفتح الأبواب للمصريين أى السياحة الداخلية وبأرخص الأسعار وأحسن التسهيلات عوضاً عن خطوة السائح الخارجى التى باتت عزيزة جداً بسبب تحذيرات دولته الدائمة من العودة إلى مصر !!
ولكن :بكل أسف تحولت السياحة الداخلية إلى كابوس مزعج يلاحق جميع العاملين بقطاع السياحة فى الغردقة وشرم الشيخ وما حولهما من مناطق ومدن ومنتجعات سياحية !
حيث أساء عدد كبير من المصريون استغلال الفرصة التى لم تكن متاحة من قبل بكل أشكال الإساءة والإهمال والإهدار وسوء السلوك !
فتحولت شواطئ البحر الأحمر إلى شكل مختلف تماماً عن ذى قبل فلم يعد هناك هدوء ونظام ونظافة واحترام خصوصية الآخر، وخاصة بعدما توافدت الرحلات من كل حدبٍ وصوب إلى سيناء تحديداً فتحولت شكلاً وموضوعاً إلى إحدى شواطئ بلطيم وجمصة الشعبية !
مما دفع ملاك الفنادق والعاملين إلى تخفيض مستوى الخدمات فى كل شىء وخاصة مستوى الطعام الذى أصبح شيئا غير آدمى وغير محترم فضلاً عن استياء كل العاملين من المصريين وكأنهم أصبحوا لهم أعداء وليسوا أبناء وطن واحد !
فقد سافرت عدة مرات خلال العام الماضى والحالى إلى عدة أماكن على البحر الأحمر الذى أعشقه لأتأكد فى كل مرة أننى فى مكان آخر غير الذى أعرفه ووسط اجتماعى مختلف أخلاقياً لم يعد يتناسب وجمال المكان!
فلم يمر يوم من الأيام التى قضيتها إلا وينشب خلاف وتشابك بالأيدى والألفاظ على الشاطئ بين بعض السائحين المصريين بشكل لا يصدقه عقل، مما دفعنى وأسرتى ومن معنا من أصدقاء قادمين من ألمانيا فى زيارة لبلادهم مصر إلى قطع الأجازة والعودة سريعاً إلى القاهرة مع قرار مؤقت بتعليق السفر إلى شواطئ سيناء فى الوقت الحالى !
كما كان من ضمن أسباب حزنى وحسرتى على ما آلت إليه الأوضاع : عندما التقيت بالسائحة السعودية التى لا أعرفها، ثم بدأت تحكى لى أنها زارت كل الأماكن السياحية المشهورة فى العالم بأسره ولكنها لم تجد أجمل من شواطئ مصر على البحرين المتوسط والأحمر، وأنها تحرص كل الحرص على زيارتهما سنوياً مع عائلتها، ولكنها مصدومة هذا العام من هذا التدهور الذى حل بالمكان بعد توافد أفواج المصريين من جميع الأقاليم ومدى استهتارهم بالمكان وإساءة استغلاله وإتلافه شكلاً وموضوعاً وسلوكاً قد فاق حد الاحتمال !وأنها قد اتخذت قراراً بعدم العودة إلى هنا فى ظل هذه الأوضاع لحين إشعار آخر !
فهل يليق بنا أعزائى وأبناء وطنى أن نكون نحن بأنفسنا سبباً مباشراً فى القضاء على ما تبقى فى مصر من زوار ما زالوا متمسكين بزيارتها ومستمرين فى مساندتها ؟
بدلاً من أن نسعى جميعاً إلى إثبات أن المواطن المصرى من حقه أن يستمتع بكل شبر فى بلاده ويكون سائحاً مرغوباً فيه ومُرحباً به فى كل مكان فى مصر ومن جميع العاملين بقطاع السياحة ويتلقى أعلى مستوى من الخدمات التى تليق به، ويشكل واجهة حضارية مشرفة يحترمها السائح الأجنبى وتنبهر لها جميع الدول التى تسعى جاهدة لضرب السياحة المصرية فى مقتل.
بنى وطنى الأعزاء : كونوا لمصر عوناً وسنداً لا تكونوا عليها
لعل الله يجعل لنا من بعد عسرٍ يسر.