واصل حجاج بيت الله الحرام اداء المناسك المقدسة، فيما قال الدكتور أحمد الأنصارى رئيس البعثة الطبية المصرية، إن حالة جميع الحجاج المصريين فى الأراضى المقدسة بخعير، ويخضعون لفحوصات طبية باستمرار ، وتفتح العيادات الطبية الموجودة بحميع الفنادق التى يقطن بها حجاجنا أبوابها لفحص الشكاوى، وصرف الأدوية اللازمة لهم.
وأضاف رئيس البعثة الطبية، أن حالات الوفاة 17 حالة، إلا أن المرضى الموجودين بالمستشفيات حالتهم الصحية مستقرة، ويتم متابعتهم بصفة لحظية، لافتاً إلى أن سيارات الإسعاف المجهزة أعادت حجاجنا المرضى من مشعر عرفات للمستشفيات، بعد نقلهم إليها للوقف على عرفة.
وواصل حجاج بيت الله الحرام رمى جمرة العقبة اقتداءً بالنبى صلى الله عليه وسلم، حيث ثبت أنّه لمّا حجَّ رمى الجمرات يوم العيد فى ذلك الموضع بسبعِ حصيات، وقد رمى جمرة فى أوّل يومٍ من أيام العيد الذى هو يوم النحر جمرة العقبة فقط.
وتقع تلك الجمرة بعد مكّة مباشرةً؛ حيث يتمُّ رمى تلك الجمرة بسبع حصيّات، يكبِّر الرامى مع كل حصاةٍ يرميها قائلاً: "الله أكبر"، ثم بعد ذلك يرمى الحاج فى كل يومٍ من أيام التشريق الثلاثة التى هى الحادى عشر والثانى عشر والثالث عشر من شهر ذى الحجة سبع حصياتٍ أخرى فى مواضع الرمى المُخصّصة لذلك؛ حيث يبدأ الرمى بعد الزوال إلى غروب شمس كلّ يومٍ من تلك الأيام، وإن لحق الحاج عجزٌ، أو مرضٌ، أو كانت به علّةٌ، أو حبسه شيءٌ عن الرمى فى وقت الرمى الذى هو بين الزوال والغروب جاز له الرمى فى الليل حتى بعد منتصف الليل.
والحكمة من رمى الجمرات فى تلك المواضع إهانة الشيطان، وإذلاله، وتحقيره بشكلٍ رمزى لا على الحقيقة، ولكى يُظهر الحاج أنّه عصى الشيطان كما عصاه إبراهيم، وأنّه أطاع الله بأداء مناسك الحج وفعل ما أمره الله به تأسياً بإبراهيم عليه السلام، كما أنّه أطاع أمر رسول الله الذى أخذ عنه مناسك الحج بعد أن أدّى حجّة الوداع.
وبالنسة لقصة مشروعية رمى الجمرات فوردت عن النبى صلى الله عليه وسلم عدة نصوص تُشير إلى القصة التى جاءت منها مشروعية رمى الجمرات الثلاث؛ حيث أُشير كما ذُكر إلى أن مَناسك الحج إنّما هى تكرار لما حدث مع سيّدنا إبراهيم عليه السلام وزوجته وابنه فى تلك البقعة المباركة، أمّا قصة رمى الجمرات فقد ورد فيها: "إنَّ جبريلَ ذهب بإبراهيمَ إلى جمرةِ العقبةِ فعرض لهُ الشيطانُ فرماهُ بسبعِ حصياتٍ فساخ ثم أتى الجمرةَ الوسطى فعرض لهُ الشيطانُ فرماهُ بسبعِ حصياتٍ فساخ ثم أتى الجمرةَ القصوى فعرض لهُ الشيطانُ فرماهُ بسبعِ حصياتٍ فساخ فلمَّا أراد إبراهيمُ أن يذبحَ ابنَهُ إسماعيل قال لأبيهِ: يا أبتِ أوثقنى لا أضطربُ فينتضحُ عليك من دمى إذا ذبحتنى فشُدَّهُ فلمَّا أخذ الشفرةَ فأراد أن يذبحَهُ نُودِى من خلفِهِ: "أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا".
ومن المعروف أن قصة رمى الجمرات ومنشأها هى اقتداءٌ بإبراهيم عليه السلام، لما عَرَض له الشيطان، وكان يريد ثنيه عن ذبح ابنه إسماعيل لكى لا يجعله طائعاً لله بحجة أن هذا ابنك ولا يجب عليك قتله، وقال الشيخ الشنقيطى فى تفسيره أضواء البيان بخصوص ذلك: "فكان الرمى رمزاً وإشارة إلى عداوة الشيطان التى أمرنا الله تعالى بها فى قوله: "إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة